تابعوا قناتنا على التلغرام
خاص-EchoLebanon

قطاع المطاعم والمقاهي ..ينازع والدولة غائبة عن السمع والمساعدة

قطاع المطاعم والمقاهي ..ينازع والدولة غائبة عن السمع والمساعدة

كتب في EchoLebanon .. د.مازن مجوز :

يقف قطاع الفنادق المطاعم و المقاهي على ساقٍ واحدة الآن، فهذا القطاع الذي كان يشكلُ شريانَ الحياة للقطاع السياحي في الماضي، ها هو يصرخ.. يستغيث .. ولا أحد يلتفت إليه، بعد أن تعرض لنقص حاد في الإيرادات وإلى حالة إستنزاف مستمرة منذ العام 2019 ، فيما خسارته قدرت ب 5750 مؤسسة حتى نهاية تشرين الأول 2021 .

لم يكن الأثر الذي تركه فيروس كورونا على أصحاب المطاعم وموظفي المطاعم وساعات العمل وطرق أخذ الطلبات لدى الموظفين والعاملين الأثر الوحيد، فالوضع أصبح أخطر من ذلك بكثير، وقد رأينا موقف نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي الإسبوع الماضي ” إن آثار الحرب الدائرة في أوكرانيا أثقلت هموم القطاع، فإرتفاع أسعار المحروقات كالغاز والمازوت عالمياً، سينعكسُ إرتفاعاً في كلفة المشتريات بنسبة 20 بالمئة” كاشفاً عن أن “هذه الحرب أطاحت أيضاً بقطاع الحلويات العربية والباتيسري، اذ أصبح مهدداً بالإنهيار، فالمواد الأساسية التي يستهلكها هذا القطاع أصبح 50% منها غير متوفر”.

“في كل لحظة يتغير الدولار ” طالع نازل ” لكن لا يُمكننا كل دقيقة تغيير الأسعار لأن زبائننا ستغادر المطعم، وهم يشكلون رأس مالنا في النهاية” يؤكد خالد م. ( 35 عاماً ) صاحبُ مجموعة من المطاعم في العاصمة، واصفاً الوضعَ الحالي بأنه أكثر من مُذري، وهو على وشك إقفال المطاعم الثلاثة التي بقيت على قيد الحياة من أصل 10 كان ينافسُ فيها أمثالهُ في يوم من الأيام .

ويشهد هذا القطاع، كما غيره، أزمةً غير مسبوقةٍ بفعل الأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية التي تعصف بالبلاد، ففكر اللبناني اليوم يختلفُ عن فكره قبل ثورة تشرين 2019 ، فهو اليوم يركز على تأمين ” الحد الأدنى ” من لقمة العيش، بعد أن أصبح تأمينها كاملةً من الأمور الصعبة ، فكيف له أن يُفكر بزيارة مطعم أو مقهى وهو يعرف سلفاً أن تكاليف الفاتورة قد تتجاوز نصف راتبه الشهري؟ .

فالزبائن المحليين لم يعد بمقدورهم تحملَ نفقاتِ المطاعم إثرَ إنهيار الليرة اللبنانية وفقدانها حوالي 93 % من قيمتها، وهذا ما أدى إلى تسريح عددٍ كبيرٍ من الموظفين وصلَ إلى ما يقترب من 110 آلاف من أصل 160 ألفاً مع وجود 50 ألفا يعملون بدوامٍ جزئي في العام 2021.

ولا يزال مسلسل إقفال المؤسسات السياحية والمطاعم مستمراً في لبنان، بعد أن شهد العام 2021 إنسحاب عشرات المطاعم المشهورة وإقفالها أبوابها في العام2021 ،ومن بينها سلسلة “فلافل صهيون” الذي يعد من أشهر مطاعم الفلافل في لبنان وأقدمها بإعلانه عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه “سيوقف عملياته ويغلق فرع لبنان”.

وبالتزامن مع إنسحاب الشركات الأجنبية من السوق اللبنانية، شهد العام 2021 إنسحاب أشهر مشغلي تطبيقات خدمة توصيل الطعام في لبنان (شركة Zomato الهندية) في 15 كانون الثاني بعدما تراجعت مداخيلها مقارنةً مع ما حققته في مطلع العام نفسه.

هذه الشركات تُعد من العلامات التجارية وأبرزها” هارديز” و” بيتزا هت” وبعض أفرع ال” بيرغر كينغ” بعد أن شعرت بتدهور جدوى الأعمال وتراجعَ عدد روادها، والتوقعات المستقبلية السلبية لمستقبل معظم القطاعات اللبنانية .

ومن هنا يمكننا القول إن سحرَ العاصمة بيروت ورونقها الذي لطالما رسم هويتها المشرقية باتت تبتلعهُ الأزمات المتلاحقة، نراها تحتضرُ اليوم مع كل بابِ مطعم أو مؤسسة سياحية يقفل، على تاريخ وتراث وحكايات وذكريات لا تنتسى في ذاكرة قسم ممن إعتاد دخولها على مر سنوات طوال.

من المؤسف أن أعداداً جديدةً من المطاعم والمقاهي ستكون مضطرةً لأن تتجرع كأس الإقفال هذا العام ، فيما الدولة اللبنانية غائبةٌ عن السمع وعن المساعدة حيال هذا القطاع وحيال الأدمغة والخبرات التي هاجرت البلد بحثاً عن أسواق جديدة، وهي تُعد بالآلاف.

وإذا كان هناك بعض المطاعم والمؤسسات صامدةٌ بوجه الأزمات ، فإنه صمودٌ لا يُلغي إفتقاد العاصمة لهوية رسمها اللبنانيون بجهودهم ومحاها فساد السلطة، غير مُكترثة لأكثر من ألف موظف وعامل في القطاع مسجلون في الضمان الإجتماعي تم صرفهم، ينضمون الى عدد المصروفين غير المسجلين، والذين يرتفعُ عددهم يوماً بعد يوم.

Journalist
Author: Journalist

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى