حادثة العاقبية… تخوّف من قرار دولي بسحب “اليونيفيل” من لبنان؟!
مجموعة تساؤلات أثيرت دفعة واحدة بعد حادثة إطلاق النار على آلية تابعة للوحدة الإيرلندية العاملة ضمن قوة “اليونيفيل” في بلدة العاقبية، خارج بقعة عمليات قوات الطوارئ، ما أدى إلى مقتل جندي إيرلندي، وجرح ثلاثة جنود آخرين، وتتراوح التساؤلات حول ما إذا كان الأمر بمثابة رسالة متعدّدة الأهداف داخلياً وإقليمياً ودولياً. وفي هذا السياق، سأل “ليبانون ديبايت” سفير لبنان السابق في واشنطن بهيج طبارة عن هذه الحادثة، فاعتبر أنه في حال تجاوب لبنان مع الدعوات الدولية لإجراء تحقيق شفّاف، عندها لن تكون للحادث أي تداعيات سلبية على صعيد حصول أي تغيير في مهام “اليونيفيل”، وإن كان من الثابت أن الحادث يعكِّر علاقة لبنان بالأمم المتحدة.
وإذا كانت ردة فعل لبنان على مستوى ما حصل، يضيف السفير طبارة، أن “المسألة قد تمرّ”.
ورداً على سؤال عن التحقيق الذي تقوم به “اليونيفيل”، يوضح طبارة، أنها تقوم بالتحقيق بالتعاون مع الجيش اللبناني، ولا تقوم بتحقيق منفرد، ولذلك، فهم سيتّكلون على التحقيقات التي يجريها الجيش.
وعن التحقيقات يقول طبارة، إن “سيارة “اليونيفيل” مرّت في منطقة خارج نطاق الطريق التي تسلكها سيارات قوات الطوارىء، وقد تحدث البعض عن أنه في العاقبية، يُسجل حضور لحركة “أمل” أكثر من “حزب الله”، وربما اقتربت السيارة الدولية من منطقة حسّاسة، فقام الشبان المتواجدون في العاقبية بإطلاق النار عليها لتحذيرها، مع العلم أنه لو كانت المسألة عفوية سيكون الوضع مختلفاً عما سيكون عليه لو أتت بشكل متعمّد، وشخصياً أنا لا أعتقد أن الحادث مقصود، أو يخفي أهدافاً سياسية كالتخلّص من الوجود الدولي في الجنوب اللبناني، كما ورد في بعض التصريحات في الخارج”.
وإزاء ما تردّد حول موقف إيرلندا من الحادث، يشير طبارة، إلى أن “تصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية في إيرلندا، شدّدت على التحقيق في الحادث بشكل جدّي، وبالتالي، إذا حصلت المعالجة الصحيحة من قبل السلطة اللبنانية، فلن تكون أي خطوات سلبية كالإنسحاب من اليونيفيل”.
ويذكِّر طبارة، بأن الإيرلنديين هم من أوائل المنخرطين في قوات حفظ السلام في العالم، وتعتبر إيرلندا “أم الصبي في مسألة السلام وتحرص على القيام بدور رائدٍ في هذا المجال، ولذلك، يعتبر أنه من المطلوب اليوم ترقّب نتائج التحقيق التي ستبيِّن ما إذا كان الحادث حصل عن طريق الخطأ أو مخطّطاً له مسبقاً”.
وعن ارتباط الحادث بالتباين بين الحزب و”اليونيفيل” بعد تعديل مهامها، يقول السفير طبارة، أنه من الواضح “أن تغيير صلاحيات قوات الطوارئ عند صدور قرار التجديد لها، لم يعجب حزب الله، ولكن كان تفاهم مع قيادة اليونيفيل وبقي الوضع كما هو على الأرض لجهة التنسيق بين الجيش والحزب”.
وعما إذا كان يتخوّف من قرار دولي بسحب “اليونيفيل” من لبنان، يعرب طبارة، عن اعتقاده بأن هذا الأمر غير وارد، مؤكداً “أن قيادة قوات الطوارئ تجزم بأنه في حال أثبتت التحقيقات أن سقوط الجندي الإيرلندي كان حادثاً، فهي ستحرص على عدم تكرار هذه الحوادث مرة أخرى”.