رسالة من عوده إلى “جميع معرقلي العدالة”!
رأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
وقال: نسي الجميع وصية المسيح: كما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا أنتم بهم»، فنكلوا بأخيهم المواطن، وجعلوه مطية لمصالحهم، ووسيلة لإدراك غايتهم، لذلك عم الفساد وصار أسلوب حياة، وأصبح الواحد يطلب ما لنفسه ولو على حساب الآخر، وهذا ما نعاينه يوميا في تصرف المسؤولين والمواطنين، وما شاهدناه وأحزننا عندما تقابل أمام قصر العدل ذوو الموقوفين يطالبون بالعدالة لهم، وذوو الضحايا المطالبون بالعدالة لضحاياهم”.
وأشار الى أن “العدالة لا تتجزأ، وعندما تسود تشمل الجميع. لذا أملنا أن يطالب الجميع، معا، بإظهار الحقيقة وإرساء العدالة للجميع، وهذا يحصل عندما يترك المحقق الأصيل يقوم بعمله دون إعاقة أو تدخل”.
وذكر أن “ليس جيدا أن يحب الإنسان نفسه ويبغض أخاه، وليس عدلا أن يحفظ الإنسان رأسه ولو هلك الآخر. لذلك على جميع معرقلي العدالة أن يتخطوا مصالحهم وينزعوا حصاناتهم ويسهلوا عمل القضاء لكي ينال كل ذي حق حقه”.
وسأل، “ألم يحن الوقت لوضع حد لكل من يرمي الفقراء في فم الموت غرقا؟ هل معرفتهم ومحاسبتهم بهذه الصعوبة؟”
وأضاف، “نحن نفتقر إلى مسؤولين يكيلون بمكيال واحد، ويعاملون الجميع بحسب ما يمليه القانون، دون مواربة أو انتقائية. وبما أننا على أبواب انتخاب رئيس للجمهورية، أملنا أن يتم هذا الاستحقاق دون تأخير، وأن لا يصل إلى المركز أي ساع إلى كرسي أو لقب، بل من يملك رؤية وبرنامج عمل، ويكون ذا مصداقية، ويسعى إلى إنقاذ أشلاء هذا البلد، لا أن يكتفي بالوصول إلى المركز وتحقيق الأطماع التي يحملها، والجوع إلى السلطة والمال”.
واستكمل “كذلك نأمل أن يكون النواب على قدر الثقة التي أولاهم إياها الناخبون وألا يستخدموا الوكالة بخفة وعشوائية. عرف لبنان بتميزه وفرادته، ويكاد يكون البلد الديمقراطي الوحيد في محيطه حيث درجت عادة تداول السلطة، لكنها للأسف تعطلت، وأملنا أن نعود إلى أصالتنا وتميزنا وأن يعود لبنان إلى دوره الريادي وألقه”.
وختم بالقول، “دعوتنا اليوم أن نكون رحماء وأن نعي مقدار ضعفنا وخطايانا، أن ننتبه إلى أفعالنا وأقوالنا، وألا نجرح أحدا، بل أن نكون بلسما يطري الجراح ويخفف الآلام، لأننا بهذا نكسب الآخرين، فيمجدون، بسببنا، الرب الخالق، ويحفظون وصاياه ويعملون بها مثلما فعلنا نحن”.