حرب أوكرانيا تكشف “ضعف” أهم أسلحة الجيوش الحديثة !
أشارت “الحرة” إلى أنه بعد قرابة 4 أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تحقق موسكو “النصر السريع” الذي توقعته ومعها بعض دول العالم، لكن الجانبين فقدا الآلاف من القوات ومئات الطائرات والمركبات والمعدات، ما يثير التساؤلات حول الدور المستقبلي للمعدات الثقيلة في الحروب.
وأحدثت الطائرات دون طيار وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمحمولة، الجدل حول “ضعف المعدات العسكرية الثقيلة في ساحات القتال الحديثة”، بما في ذلك الطائرات المروحية التي تعد محورا رئيسيا في خطط الجيوش للمناورة والقتال، وفقا لموقع “بيزنس أنسايدر”.
وفي سياق ذلك، يشير محلل الدفاع والفضاء، ساش توسا، إلى أن مهام الهجوم الجوي والمهام القتالية بطائرات الهليكوبتر بشكل عام أصبحت “أقل قابلية للتطبيق”، بسبب التطورات التكنولوجية في أجهزة الاستشعار والأسلحة المضادة للطائرات المعروضة في أوكرانيا، وفقا لموقع “أفتيشن ويك”.
وفي الساعات الأولى من الغزو، حاولت قوات النخبة الروسية المحمولة جوا الاستيلاء على قاعدة هوستوميل الجوية بالقرب من كييف بهجوم جوي، مستخدمة عشرات الطائرات المروحية من طراز Mi-8 ، التي تحرسها مروحيات هجومية روسية من طراز Ka-52 Alligator، لكن الهجوم الجوي الروسي كان فاشلا في نهاية المطاف، واستطاعت القوات الأوكرانية صد الروس.
ويعتبر توسا، أن ذلك الفشل شكل “صدمة للعديد من المراقبين”، بعد استخدام أوكرانيا للمدفعية ومضادات الطائرات المحمولة على الكتف، في إحباط الهجوم الروسي المعتمد على “المروحيات”، وفقا لـ”أفتيشن ويك”.
حرب المروحيات
وبحسب “بيزنس أنسايدر”، فقدت روسيا ما يقرب من 200 طائرة هليكوبتر خلال الصراع، وتبقى خسائر الطائرات الأوكرانية غير مؤكدة ولكنها “مرتفعة على الأرجح”، مشيرا إلى عدم امتلاك أي من الجانبين “قدرات الطيران الليلي” المتوفرة لدى الجيش الأميركي، لذلك يتعين عليهما المخاطرة بالطيران خلال النهار.
وتعليقا على ذلك، يقول الضابط الأميركي المتقاعد، جريج كوكر، إن الجانبين ليس لديهما معدات حديثة”، وفقا لحديثه لموقع “بيزنس أنسايدر”.
في غياب قدرات الطيران الليلي، يمكن للطيارين الأوكرانيين والروس “تبني عدد من التكتيكات والتقنيات والإجراءات لزيادة قدرتهم على البقاء”.
وعن ذلك يقول كوكر: “يجب أن يستغلوا التضاريس المتاحة أو يذهبوا إلى ارتفاع يجعلهم خارج مدى الأنظمة التي تسقط طائراتهم”، مشيرا إلى إمكانية تأجيل استخدام الطائرات المروحية “حتى يكون هناك حاجة حقيقة لاستخدامها”.
ومالت كفة القتال في الحرب المستمرة منذ أشهر لصالح روسيا في الأسابيع القليلة الماضية بسبب تفوقها الهائل في قوة نيران المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من ليل الثلاثاء.
وقال زيلينسكي “وبنفس القدر من الفعالية التي نناضل بها من أجل اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارا إيجابيا بشأن حصول أوكرانيا على وضع مرشح، فإننا نكافح أيضا كل يوم من أجل أسلحة حديثة لبلدنا. نحن لا نتوانى ليوم واحد”. وحث الدول الداعمة لبلاده على تسريع تسليم السلاح.
ويقول محللون عسكريون إن فشل روسيا في تحقيق تقدم كبير حتى الآن منذ غزو أوكرانيا في 24 شباط يعني أن الوقت في صالح الأوكرانيين، بحسب رويترز.
وكتب الجنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلنج، القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا على تويتر يقول “إنها مباراة ملاكمة في الوزن الثقيل. فخلال قتال على مدى شهرين، لم يسقط طرف بالضربة القاضية حتى الآن. ستأتي (الضربة القاضية)، مع زيادة استنزاف القوات الروسية”.