بعض الجمعيات الخيرية في طرابلس ولبنان التي تساهم، مشكورة، في حملة توزيع الطعام خلال شهر رمضان المبارك.
لهؤلاء أقول أعتقد بأنكم فسَّرتم مبدأ إطعام الفقير بطريقة خاطئة.
صحيح أن عبارة “الحفاظ على كرامة الإنسان” لم ترد في نظامكم الداخلي تحديداً وذلك لأن هذا الهدف يقع في خانة “التحصيل الحاصل”
لكل من يريد بأن يعمل من أجل دعم الإنسان ومساعدته على مواجهة قلَّة حظِّه.
ولكن لمن يجد هذا الهدف لا يقع في خانة “التحصيل الحاصل” فحبذا لو يعيد إضافته بشكل محدد وواضح في نظامه الداخلي.
إتقوا الناس فيما تفعلون وقوموا بما تقومون به، أكرر مشكورين، تحت جنح الليل لا لشيء فقط من أجل الحفاظ على الشيء الوحيد الذي يميّز الإنسان عن باقي المخلوقات، الكرامة وعزَّة النفس التي صانتها جميع الأديان السماوية:
“أَمَّا أَنْتَ، فَعِنْدَمَا تَتَصَدَّقُ عَلَى أَحَدٍ، فَلا تَدَعْ يَدَكَ الْيُسْرَى تَعْرِفُ مَا تَفْعَلُهُ الْيُمْنَى” (إنجيل متى)
وكذلك ورد في القرآن الكريم “إِن تُبۡدُوا۟ ٱلصَّدَقَـٰتِ فَنِعِمَّا هِیَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَاۤءَ فَهُوَ خَیۡر لَّكُمۡۚ وَیُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَیِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَاتَعۡمَلُونَ خَبِیر” (سورة البقرة 271).
لم يعد يملك الإنسان في لبنان إلا كرامته وعزة نفسه وإذا فقدهما يفقد إنسانيته،
فاعفوها من ممارساتكم الخاطئة وأهداف بعضكم القميئة.