دق ناقوس الخطر و… مخاض عسير
تركّز الاتصالات الجارية في الكواليس السياسية على تحصين الساحة الداخلية لمواجهة الإرتدادات الخطيرة للصفقة الأميركية – الإسرائيلية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار ما سمي ب”صفقة العصر”.
وتقول أوساط سياسية مواكبة للمعالجات الجارية، أن هذه التحديات تسير بالتوازي مع مواجهة العبء الأكبر الذي يقع على كاهل اللبنانيين والمتمثّل بالوضعين الإقتصادي والإجتماعي، واللذين يتجهان نحو المزيد من التدهور، حيث تكشف الأوساط، عن مرحلة ستشهد مخاضاً عسيراً وهو ما كان تحدث عنه رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي عبّر عن قلقه من مرحلة قاسية، وهو ما يحصل للمرة الأولى، مما يؤشر إلى ظروف دقيقة على المستويين الإقتصادي والمالي والإجتماعي، وبالتالي، بات من الصعب عدم الحديث عنها بصراحة أمام اللبنانيين.
ومن ضمن هذا السياق، فإن معطيات توافرت من خلال قنوات ديبلوماسية، تفيد بصعوبة إقناع مجموعة الدعم الدولية بمساعدة لبنان، وذلك لجملة اعتبارات، أولها أن عواصم القرار ترى أن الحكومة الجديدة هي من لون واحد، وثانيها أن الإهتمام الدولي انتقل اليوم إلى “صفقة العصر”، التي فرضت نفسها عنواناً بارزاً على الساحتين الدولية والإقليمية، من دون إغفال أن التركيز الأميركي ما زال حول العراق والمواجهة مع إيران، إضافة إلى الملفات الأمنية المتعدّدة في المنطقة من سوريا إلى اليمن.
وبالتالي، تؤكد الأوساط نفسها، أن العنوان الرئيسي اليوم لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب، هو الصفقة المبرمة مع إسرائيل، مما يعني من الناحية العملية أن لبنان كما ساحات المنطقة المشتعلة، قد أصبحت وسط بركان على وشك أن يثور، مما يعيد عملية تقسيم فلسطين مجدداً إلى دائرة الضوء، مع كل ما يرافق هذه العملية من نتائج على كافة الدول التي تستضيف لاجئين فلسطنيين في سياق خطة ترامب.
وأما بالنسبة للبنان الذي يعيش أصعب مرحلة في تاريخه ويقف على عتبة الإنهيار، فقد يكون مرشحاً لأن يتحوّل إلى الضحية الثانية بعد الشعب الفلسطيني، لأنه لن يتمكن من أن يصبح محور جذب واهتمام للغرب كما لدول الخليج المنضوية في إطار مؤتمر “سيدر”.
لكن الأوساط ذاتها، تلفت إلى أن الدعم الغربي السابق للبنان وفي إطار الأمم المتحدة مستمر، إنما في سياق محدود وعلى جرعات متفاوتة وليس بالشكل الذي يريده لبنان، وذلك من أجل الحؤول دون حصول أية حركات اعتراضية في صفوف النازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين على الواقع الإجتماعي الصعب الذي بات يعاني منه اللبنانيون كما السوريين والفلسطنيين في لبنان.
وتضيف الأوساط، أن الخشية الأوروبية تحديداً من تجدّد حركة الهجرة غير الشرعية، أو النزوح من لبنان إلى دول مجاورة أو أوروبية، ربما تشكل عامل ضغط في اتجاه عدم إغفال مسألة استمرار الرعاية الدولية، ولو بالحد الأدنى، من أجل مواجهة الظروف الإجتماعية الصعبة.
“ليبانون ديبايت”