تابعوا قناتنا على التلغرام
مقالات مختارة

مجتمع الميم آخر مشاحنات لبنان!

مجتمع الميم الذي يبدو أنه بدأ يصبح مجتمعا داخل المجتمعات، صار يمثل شكلا جديدا من المشكلات التي تفرض تصادما بين أفراده والحكومات العربية آخرها الحكومة اللبنانية التي دخلت في مشاحنات غير مسبوقة مع المنتميين والمنتميات إلى هذا المجتمع.

وطلب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي من القوى الأمنية اتخاذ إجراءات صارمة ضد أحداث مجتمع الميم خلال شهر الفخر (برايد) الذي يحتفل به المثليون في يونيو من كل سنة. وتعرض الوزير لانتقادات من نشطاء، حيث برّر موقفه بالقول إن مثل هذه التجمعات ستنشر الانحراف الجنسي وهي تتعارض مع القيم الدينية في البلاد.

وردّت جماعات حقوقية بسخرية وغضب على الرسالة التي نشرتها الوزارة يوم الجمعة، قائلة إن حرية التعبير من حق مجتمع الميم ولن يردعهم شيء.

وقالت جمعية “حلم” التي تعدّ حماية لبنانية للمثليين في بيان “من المحيّر أن يعتقد وزير تصريف الأعمال أن من واجباته التحريض على العنف وخطاب الكراهية ضد فئة مهمشة من مواطنيه”.

لكن الأمر يتجاوز لبنان، حيث لا تتسامح معظم دول الشرق الأوسط مع الاحتفالات المفتوحة بنمط حياة مجتمع الميم، مع ملاحقة العديد من المواطنين المثليين والمثليّات والمتحولين جنسيا. وتؤكد تقارير شيوع الإقصاء الاجتماعي وسوء المعاملة.

ويُعد لبنان من أكثر الدول ليبرالية في المنطقة، على الرغم من أن القوانين تعاقب المثليين بالسجن لمدة تصل إلى سنة. ويقول النشطاء إنها قوانين تستخدم غالبا لاحتجاز أفراد مجتمع الميم.

واستضافت البلاد سنة 2017 أول احتفال بالمثليين في العالم العربي على الرغم من أنه استُهدف بالتهديدات والضغط من المؤسسات الدينية. واقتصرت الفعاليات على الأحداث الصغيرة بدلا من المسيرات الكبيرة.

وقالت وزارة الداخلية إن مولوي أجرى اتصالات مع جهاز مخابرات مديرية الأمن العام وقوى الأمن الداخلي بخصوص منع التجمعات الهادفة إلى الترويج للانحرافات الجنسية بعد أن تلقت الوزارة رسائل من جهات دينية.

وذكر البيان “بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة حفلات وأمسيات للترويج للشذوذ الجنسي في لبنان، وبعد أن تلقت الوزارة اتصالات من المراجع الدينية رافضة لانتشار هذه الظاهرة، ونظرا إلى ما ينتج عن هذه الظاهرة من تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع، وحيث أنه لا يمكن التذرع بالحرية الشخصية للتعبير عن هذه النشاطات وإساءة استخدامها، في حين أن هذا الأمر مخالف للعادات والتقاليد في مجتمعنا ويتناقض مع مبادئ الأديان السماوية، لذلك يطلب إليكم فورا اتخاذ التدابير اللازمة لمنع إقامة أي احتفال أو لقاء أو تجمع يهدف إلى الترويج لهذه الظاهرة، ورفع تقارير بالنتيجة”.

كما صرّح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أن دار الفتوى لن تسمح بتشريع المثلية الجنسية.

ولم ترد المديرية ولا قوى الأمن الداخلي على الفور على مكالمات للتعليق.

وقالت منظمة نواة للمباردات القانونية إن ما صدر عن وزير الداخلية الذي يمنع التجمعات التي تهدف إلى “الترويج للشذوذ الجنسي” غير قانوني لأنه يتعارض مع الدستور اللبناني والمواثيق الدولية الملتزم بها لبنان ومع مبدأ سيادة القانون ومبدأ تسلسل القواعد القانونية.

◙ نشطاء حقوقيون  يقولون إن مسؤولين يستهدفون أفراد مجتمع الميم لحشد الدعم الشعبي وسط أزمة اقتصادية

ويقول نشطاء حقوقيون إن بعض المسؤولين يستهدفون المجموعات الداعمة لمجتمع الميم لحشد الدعم الشعبي وسط أزمة اقتصادية أدت إلى فقدان العملة لأكثر من 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار ودفعت ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان إلى الفقر.

وقال حسين شعيتو وهو ناشط داعم لمجتمع الميم في لبنان لمؤسسة تومسون رويترز إن “هذا مخيف لأنه يهدد وجود المثليين. لم يتبق في بيروت سوى عدد قليل جدا من المساحات المتاحة للتجمع ومناقشة الشؤون المحلية وطلب الدعم. وقد تزايدت اللغة المعادية للمثليين منذ بداية الأزمة”.

وتشن دول أخرى في الشرق الأوسط حملات قمع ضد مجتمع الميم.

واستخدمت الشرطة التركية الأحد القوة لتفريق “مسيرة الفخر” للمثليين واعتقلت أكثر من 150 شخصا خرجوا في مسيرة في تحد للحظر الذي فرضته السلطات المحلية. واعتاد شارع الاستقلال الرئيسي في إسطنبول جذب عشرات الآلاف من الأشخاص للمشاركة في المسيرة السنوية، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية شدّدا موقفهما ضد حريات مجتمع الميم في السنوات الأخيرة.

تعتبر المثلية الجنسية جريمة في تركيا، لكن عداءها منتشر على نطاق واسع، وأصبحت حملات القمع التي تمارسها الشرطة على المسيرات أكثر شراسة.

وفي المملكة العربية السعودية التي تعاقب المثلية الجنسية بالإعدام، صادر المسؤولون في وزارة التجارة الألعاب والملابس وغيرها من المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح على أساس أنها “تروج للألوان الجنسية المثلية”. وقال مسؤول في مقطع فيديو نشرته وزارة التجارة على تويتر إن المنتجات “تتعارض مع العقيدة الإسلامية والأخلاق العامة وتروج للألوان المثلية التي تستهدف جيل الشباب”.

 

◙ دول في الشرق الأوسط تشن حملات قمع ضد مجتمع الميم
◙ دول في الشرق الأوسط تشن حملات قمع ضد مجتمع الميم

 

وفي لبنان وضع منظّمو “بيروت برايد” لوحة إعلانات حية مغطاة بالورود التي أزهرت تدريجيا لتشكّل بألوانها علم قوس قزح مع هاشتاغ “دائما ما يزهر الحب” في حملة تهدف إلى إثارة الوعي وحشد الدعم لإلغاء تجريم المثلية الجنسية. لكنها تعرضت للتخريب بسرعة. ونشرت منظمة مسيحية تطلق على نفسها اسم “جنود الرب” مقطع فيديو لشخص يزيل الورود عن اللافتة.

وكتبت “بيروت برايد” في منشور على فيسبوك ينشر صورا للوحة المدمرة “رفعنا لوحة إعلانية في شوارع بيروت لنشر الوعي بقانون لبناني لا يزال يجرم الحب بين المثليين. كانت لوحة الإعلانات تتفتح بالورود بألوان علم قوس قزح. تمثل الورود أعضاء مجتمع الميم وجمالهم ومدى قدرتنا على الصمود. وهو رمز يصوّر كيف نزدهر دائما بغض النظر عن العقبات التي نواجهها. في غضون ساعات، دُمّرت لوحة الإعلانات من قبل أشخاص يعتقدون أننا لا نستحق حقوقا مساوية لحقوقهم. أصبحت ورودنا مكسورة. لكن أملنا في مستقبل متساوٍ في الحقوق يشتعل بقوة! لن نتراجع”.

المصدر:
صحيفة العرب

Reporter2
Author: Reporter2

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى