تابعوا قناتنا على التلغرام
اخبار لبنان

استنتاج واضح لما جرى أخيرًا في جنوب لبنان!

نشر موقع “أتلانتك كاونسل” مقالا للصحفي غير المقيم في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط، نيكولاس بلانفورد، قال فيه إن “الهدوء المشحون عاد إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أيام من إطلاق مجموعة مجهولة وابلا من الصواريخ على إسرائيل من لبنان. كانت هذه أخطر موجة عنف تشهدها المنطقة منذ أكثر من ستة عشر عامًا”.

وجاء في المقال:

اعتُبر هجوم 6 نيسان الذي تم خلاله إطلاق 34 صاروخا من نوع غراد عيار 122 ملم من قطاع ساحلي جنوبي صور في جنوب لبنان وضرب مناطق في غرب الجليل ردًا على اعتداء قوات الأمن الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى. من بين أربعة وثلاثين صاروخا، تم اعتراض 25 صاروخا بواسطة نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ. وأصيب مدني إسرائيلي واحد على الأقل، وألحقت أضرار بمركبات ومنازل.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي الذي أعقبه مساء يوم 6 نيسان إطلاق مجموعة من قذائف الهاون أو الصواريخ قصيرة المدى من منطقة مرجعيون باتجاه منطقة المطلة شمال الجليل. وقال مصدر ينتمي لحزب الله لشبكة العربية إن “المنظمة ليست مسؤولة، رغم عدم وجود تعليق رسمي من الحزب. بعد بعض المداولات، ألقت إسرائيل باللوم علنا على الجماعات الفلسطينية”.

وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، “إنه حدث فلسطيني التوجه”، مضيفا أنه “يمكن أن يكون إما حماس أو الجهاد الإسلامي في لبنان”.

وردًا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافا في غزة بخمسين طنا من القنابل. كما أنها شنت غارات جوية على ثلاثة أهداف جنوب صور، أحدها قريب من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.

هناك عدد من النقاط المستفادة من هذا الانفجار الأخير على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

أولا، من المرجح أن منفذي إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على غرب وشمال الجليل كانوا من عناصر حزب الله، وليسوا أعضاء في حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر. وهذا ما قلته في آب 2021، عن موجة من إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل، على الرغم من لوم إسرائيل لفصيل فلسطيني.

وبحسب مصادر اليونيفيل، فإن “هناك ستة مواقع نصبت فيها قاذفات صواريخ، لكن ثلاثة منها فقط استخدمت. اكتشف الجيش اللبناني قاذفات مزودة بصواريخ غير مطلقة في المواقع الثلاثة الأخرى. كانت أربعة مواقع في بساتين البرتقال شمال قرية القليلة في الشريط الساحلي جنوبي صور. وكان الموقعان الآخران في أرض مفتوحة في منتصف الطريق بين قريتي زبقين وجبال بوتوم، التي هي معاقل لدعم حزب الله وتقع على خط المواجهة في منطقة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان في التسعينيات”.

حتى في التسعينيات، أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، فقد عُرفت بساتين البرتقال حول القليلة كمصدر منتظم لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وعندما توجهت دورية من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، المعروفة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، للتحقيق في إطلاق صاروخ من منطقة القليلة في أيار2021، فإنها صادفت شاحنة بيك أب مليئة برجال مسلحين قالوا لقوات حفظ السلام إن عليها المغادرة على الفور. ويعتقد جنود اليونيفيل أنهم ليسوا فلسطينيين بل هم لبنانيون محليون.

يتم إلقاء اللوم بشكل روتيني على الفصائل الفلسطينية من قبل مسؤولي الأمن الإسرائيليين واللبنانيين في المرات المتلاحقة لإطلاق الصواريخ بعد عام 2006 من جنوب لبنان على إسرائيل. والسبب في ذلك هو أنها تتزامن عادة مع الحملات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في قطاع غزة، وبالتالي توفر الدافع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجمات دائما ما تكون عمل هواة، وتتألف من صواريخ سهل الحصول عليها يتم إطلاقها من قاذفات أحادية بدائية، بدلا من الراجمات متعددة الفوهات التي صُممت من أجلها، وغالبا ما تكون المقذوفات بعيدة عن الحدود أو تصطدم بالبحر. ومع ذلك، فإنه في السنوات الست عشرة من عمليات الإطلاق المتقطعة للصواريخ هذه، لم يتم القبض على أي فلسطيني من قبل حزب الله أو الجيش اللبناني.

لنأخذ آخر وابل من الصواريخ في 6 نيسان. إذا كان الافتراض الإسرائيلي أن حماس مسؤولة عن الهجوم بحق، فإن العملية كانت ستشمل ما لا يقل عن ست فرق تحمل أكثر من أربعة وثلاثين صاروخا (تم العثور على بعضها بدون إطلاق) من مكان ما في الشمال ( مخيم للاجئين الفلسطينيين ربما)، نصب منصات إطلاق الصواريخ في وضح النهار، وإطلاق الصواريخ، والتسلل بطريقة ما إلى المنطقة دون أن يراهم أحد، بما في ذلك حزب الله الذي يراقب التحركات في مناطقه مثل الصقور. علاوة على ذلك، فإنه كان يتعين على فريق آخر من حماس التسلل إلى منطقة مرجعيون في وقت لاحق من اليوم لإطلاق بضع قذائف هاون أو صواريخ كاتيوشا عيار 107 ملم باتجاه المطلة، والنجاة مرة أخرى من القبض عليهم. اكتشف الجيش اللبناني بعد ذلك قاذفة كاتيوشا مزودة بصواريخ بالقرب من مرجعيون.

الاستنتاج الواضح إذن هو أنه إذا كانت حماس مسؤولة أو فصائل فلسطينية أخرى في الهجمات السابقة، فقد تم تنفيذها جميعا بالتواطؤ مع حزب الله. بالنظر إلى حجم الهجوم الصاروخي في 6 نيسان، فإنه “لا يمكن تصوّر أن تقوم حماس من جانب واحد بمثل هذا القصف الثقيل دون التنسيق مع حليفها اللبناني، خاصة أن حزب الله يحمي سيطرته التكتيكية على الحدود مع إسرائيل”.

وبينما ألقى هيشت، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، باللوم على حماس، إلا أنه أضاف أن “الجيش يعتقد أن حزب الله والحكومة اللبنانية على علم بما حدث ويتحملان المسؤولية”. بالإضافة إلى ذلك، قال تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، على “تويتر”: “ليس إطلاق نار من قبل حزب الله، لكن من الصعب تصديق أن حزب الله لم يكن على علم به”.

المصدر: عربي21.

Reporter-Z
Author: Reporter-Z

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى