هل اتفاق الترسيم البحري بخطر؟
في ميزان الربح والخسارة فان اسرائيل قد تكون الرابح الاكبر في اتفاق الترسيم بعدما حصلت على حقل كاريش كاملا وبدات بالعمل فيه اولا وبعدما حصلت على تعهدات بالاستقرار الامني على حدودها الشمالية ثانيا وابقاء الحدود البحرية مع لبنان من دون ترسيم ثالثا. إلاّ أنه اليوم وبعد التحولات السياسية في اسرائيل، هل من الممكن القول أن وصول بنيامين نتنياهو إلى السلطة، سيضع اتفاق الترسيم البحري مع لبنان في لحظةٍ حرجة؟
لقد سبق وهدد نتنياهو قبل الإنتخابات بإلغاء اتفاق الترسيم مع لبنان بعدما اعتبره اتفاق استسلام، لكن تنفيذ هذا التهديد دونه عقبات مالية أولاً وسياسية ثانياً، لأن إسرائيل لن تتخلى عن الغاز في كاريش الذي بدأت بإنتاجه، والولايات المتحدة الأميركية، لن تغامر بدورها بخسارة الإنجاز الذي حققته الإدارة الحالية خصوصاً بعدما قدمت للبنان ضمانات ثابتة للإتفاق المذكور، كما يؤكد سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، والذي تحدث ل”ليبانون ديبايت”، عن واقع اتفاق الترسيم ولو في ظلّ الحكومة الأكثر تطرفاً في إسرائيل.
ووفق السفير السابق شديد، فإن الضمانة الأميركية الكبرى للإتفاق تحول دون تعرضه لأي تهديد بالدرجة الأولى، كما أنه لاحظ أنه لن يكون من السهل على نتنياهو اليميني والمتشدد، التخلي عن الترسيم وملايين الدولارات التي سيؤمنها من الغاز، موضحاً أن الإسرائيليين يختارون على الدوام المصالح المادية، وهذا الإتفاق يتيح لإسرائيل الدخول بقوة إلى سوق النفط والغاز في لحظة الحاجة الدولية إلى الطاقة وارتفاع الأسعار عالمياً، ومن الواضح أن إسرائيل ستحقّق أرباحاً طائلة خصوصاً وأن حقل كاريش هو حقل جاهز للإستخراج والبيع، ولذلك يضيف شديد، إن نتنياهو لا يريد نقض الإتفاق بل على العكس يريد ابتزاز الولايات المتحدة الأميركية وتهديدها للحصول على بعض المكاسب، علماً أن المحكمة الإسرائيلية العليا أجازت الإتفاق وأقرّت بشرعيته، كما أن واشنطن هي الضمانة الأميركية له، ومن الصعب أن يواجه نتنياهو الإدارة الأميركية في هذا الإطار.
ولفت شديد إلى أن اتفاق الترسيم، يؤمن لإسرائيل أمناً إقتصادياً ومالياً وعسكرياً، ولا يشكل أي خطر عليها، علماً أن البعض وصفه بالإتفاق الذي سيحقّق الهدوء لفترة طويلة جداً على الجبهة الجنوبية.
ورداً على سؤال عن تأثير الإنتخابات الأميركية أيضاً على اتفاق الترسيم، اعتبر شديد أن فوز الجمهوريين سيؤدي الى شل قسم كبير من سياسات الادارة الديمقراطية الحالية وفي طليعتها سياستها في الشرق الاوسط، اكنه تستدرك مؤكداً أن واشنطن لن تغامر بالتراجع عن اتفاق الترسيم، لأنه أعاد دورها في المنطقة ، وشكّل success story بالنسبة للادارة الحالية، ولذلك فإن واشنطن وبمعزلٍ عن نتائج الإنتخابات النصفية، لن تتراجع عن ضمانتها للإتفاق ولن يتخذ الكونغرس موقفاً مناقضاً حتى ولو فاز الجمهوريون والأرجح أنهم سيفوزون بالإنتخابات .