عون يسلم الرئاسة إلى الفراغ والشعب العظيم إلى المجهول !
انتم انتخبتموني رئيسا
كما كان متوقعا لن يكون خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا خروجا عاديا. فالجنرال الذي اصر سنة 1990 على حرب دمرت القصر والمناطق الشرقية ثمنا لخروجه يصر اليوم على مواجهة وان من نوع آخر لا يعرف احد كيف تنتهي وان عرف العونيون كيف تبدأ.
التفاهم مع الرئيس نجيب ميقاتي اصبح من الماضي وعون يستعد لتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة في خطوة وصفها خبراء دستوريون بالغير دسورية واصر هو على اعتبارها خيارا اخيرا في مواجهة من لا يريد الخضوع لمطالب صهره بتسمية من يريد من وزراء.
عون كان كشف في حديث اعلامي عن استراتيجيته للمرحلة الجديدة بالقول صراحة ان لا شيء يمنع صهره جبران باسيل من ان يكون رئيسا، فالعقوبات الأميركية على باسيل برأيه تُلغى عندما ينتخبه مجلس النواب لتولي الرئاسة الاولى.
عون يغادر اليوم مبدئيا الى قصره الجديد الذي بناه بعرق جبينه وبعون من متعهد الجمهورية جهاد العرب وسط خشية اللبنانيين من ان يتكرر سيناريو 1990 عندما اصر يومها على عدم تسليم قصر الشعب الا وقد اصبح ركاما مع فارق وحيد يكمن في ان الوطن كله هو من يتحول هذه المرة الى ركام.