متى يعلن “حزب الله” اسم مرشحه؟
قبل ست سنوات كان محسوما ان “حزب الله” يريد ان يدعم العماد ميشال عون ليكون رئيسا للجمهورية، ولعله اضطر يومها ان يعلن ذلك بشكل صريح ومبكر بسبب حملات التشكيك المقصودة التي مورست ضده، لكن خيار الحزب في الانتخابات الرئاسية الحالية لا يزال غير واضح بالرغم من ان الترجيحات تشير الى رغبته في دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
حسابات “حزب الله” الرئاسية باتت مختلفة، فالواقع الاقليمي تبدل كثيرا في السنوات الماضية، وبات ايصال رئيس الجمهورية مرتبط بشكل وثيق بالتسويات الاقليمية، وليس بالامكان تكرار ما حصل خلال مرحلة انتخاب الرئيس ميشال عون من رفع مستوى لبننة الاستحقاق، لذلك فإن الاسراع في تبني ترشيح هذه الشخصية او تلك ،سيلزم الحزب بمعارك سياسية قد يكون بغنى، عنها خصوصا ان واقع التوازنات في المنطقة غير محسوم بعد.
منذ ما بعد 17 تشرين اتخذ “حزب الله” قرارا واضحا بعدم خوض معارك الحلفاء بشكل مباشر، وذلك لاسباب كثيرة، منها انه حمّل بسبب مساهمته في معارك حلفائه السياسية وزر الازمة البنيوية والاقتصادية لانه كان دائما في واجهة اي اشتباك او كباش حكومي او رئاسي، وثانيا لانه لم يجد من حلفائه اي جهود داعمة خلال الموجات الاولى للحراك الشعبي فاضطر الى ان يواجهه وحيدا.
قد تكون هذه الاسباب هي التي تدفع الحزب اليوم الى عدم استخدام عبارة “ترشيح” والاصرار انه سيدعم ترشيح شخصية ما في الوقت المناسب، لا اكثر ولا اقل، لكن خصوم الحزب يعتبرون انه يناور ولا يريد الاعلان عن مرشحه الحقيقي لكي لا يحرقه وينهي حظوظه الرئاسية.
في الوقت نفسه تؤكد مصادر مطلعة ان الحزب ليس مستعجلا للاعلان عن مرشحه فأصل الاستحقاق الرئاسي لم ينضج بعد فلماذا حرق المراحل؟ كما ان الحزب لديه اهداف سياسية يريد تحقيقها، وليس راغبا في ان يصل احد خصومه في سدة الرئاسة، وعليه يجب ان يدير هذه المعركة بأسلوب جيد.
وترى المصادر ان الحزب يريد قبل اي شيء اخر ترتيب واقع حلفائه ان كان داخل “فريق الثامن من اذار” نفسه او بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من جهة ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة اخرى، وهذا ما سيفتح المجال امام خوض الاستحقاق الرئاسي ضمن اصطفاف واضح، بغض النظر عن اسم المرشح.
يبدو ان الحزب لم يضع بعد في سلم أولوياته المعركة الرئاسية وقد يكون السبب الاساسي هو الاستحقاق الحدودي مع اسرائيلي، لكن من الواضح انه يرغب في الوصول الى نوع من التوافق بين باسيل وفرنجية ليتجنب الاحراج السياسي وليتمكن من خوض معركة مريحة في المجلس النيابي وخارجه.