الحريري يُغلِق “خطوطه”… ولكن هذا ما يُعيده
يتعمَّدُ رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري “إقصاء” نفسه عن المشهد السياسي فيُغلِق خطوطه حتى مع المُقرّبين ،لا سيّما عندما يتعلَّق الأمر بالسياسة ويُبقي الأبواب مفتوحة فقط للحديث في شأن الأعمال الاقتصادية التي تتعلق به.
هذا التصرّف الجديد للرئيس الحريري يَعكسُ إبتعاداً عن سلوك كان قائماً في الفترة التي سَبقت الإنتخابات النيابية وتلتها بفترة قصيرة، حيث تُفيد مصادر مُقرّبة أنّ “الرئيس الحريري كان على تواصل شبه دائم عبر تطبيق “الواتساب الخاص” الذي يضمّ تجمُّع قياديي “التيار” ويُناقش معهم مواضيع عدّة، ومن بعد الإنتخابات تواصل معهم وأبلغهم عن قراره بعقد عامّ مؤتمر لـ “التيار”، ووعدهم بالقيام بجملة تغييرات ومُحاسبة جديّة ووضع جميع الأمور على السكة الصحيحة داخل التيّار”.
لكن اللافت، أنّ أيّاً من هذه الوعود لم يتحقّق وها قد إنقضى نصف الصيف ولم يحدث شيء حتى الساعة، ولم يبدأ التحضير لأعمال المُؤتمر أقلّه على مستوى البرنامج أو تشكيل لجان، فمِن المعروف بأنّ التحضير لمِثل هكذا مؤتمر يَحتاج لفترة طويلة إضافة إلى رصد مبلغ مالي كبير.
وفي هذا الإطار تواصل “ليبانون ديبايت”، مع أحد النوّاب السابقين في “التيار” لسؤاله عن المؤتمر فكانت الإجابة: ” تمّ تأجيل إنعقاده حتى تشرين الثاني المقبل، ويجري إعداد جدول المؤتمر بهدوء”.
وسجّلت المصادر عدم تفاعل الرئيس في مجموعة “الواتسآب” الخاصّة بـ “القياديين والكوادر”، مؤكّدة أنّه “لا يتواصل مع أحد فقط مع الأشخاص الذين تربطهم معه أعمال إقتصادية، ومن بينهم إجتمع مؤخرًّا مع المنسق المركزي للمعلوماتية والإتصالات في هيئة الرئاسة، محمد مشموشي واقتصر اللقاء على مناقشة شؤون مالية واعمال بين الرجلين.
حتى أنّ “كل الأشخاص المتواجدين في الإمارات وتَربطهم به علاقة تنظيمية وشخصيّة يقومون بمراسلته عبر “واتساب” طالبين ملاقاته، فلا يلتقي بهم إلَّا بعد 4 أو 5 أيّام، ويتمحوَر الحديث معهم على الشأن الشخصي دون التطرّق للسياسة”، وفق ما تؤكّده المصادر.
ولكن المفاجأة اتت من الديمان عندما زار مستشاره الوزير السابق غطاس خوري الديمان مُوفداً شخصياً من الرئيس الحريري، وإبلاغ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تضامنه مع البطريركية في ظلّ تفاعل قضية المطران موسى الحاج، إلا أنّ المصادر أوضحت أنّ “هذه الزيارة جاءت بناءً على إقتراح خاص من خوري”.
ولا يخرج العشاء التكريمي الذي أُقيم على شرف السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي وذلك لمناسبة إنتهاء مهامه في لبنان، في بيت الوسط عن رغبة من رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، في إطار إبقاء اسم آل الحريري مدار إهتمام سياسي أقلّه على المستوى الداخلي، إلا أنّ ما يلفُت في هذا العشاء غياب أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري حيث تؤكّد المصادر إنّ هذا الـ “غياب” مردَّه لطلب الرئيس سعد الحريري “المُنزعج” من الأمين العام على خلفيّة تجاوزات قام بها في الإنتخابات وفق”التقارير” التي وصلته والتي في معظمها تتضمّن “إمتعاضاً وإنزعاجاً” عدد من كبير من القياديين من تصرّفات الأخير حتى وصل “الأمر” ببعضهم إلى المطالبة بـ “إقصائه” أو حتى على الأقلّ معاقبته لحفظ ما تبقّى من “ماء وجه” التيّار.
فَهَل “يُستبعد” “الأمين” عن “التيّار”؟ المصادر تستبعد ذلك، وتقول: ” أحد مُستشاري الأمين العام ويُدعى “مختار حيدر” قال بأحد الجلسات لاخوْف على أحمد الحريري طالما بهيّة الحريري موجودة فسعد “مابيقدر على زعلها”.
وفي الختام تجزم المصادر، أنّ “الرئيس الحريري بات على يَقين بأنّ العودة إلى الحياة السياسيّة وتزعم الطائفة السنيّة بات شبه مستحيل في ضوء القدرة الماليّة الحالية”، ولكنّ الأخير،كما تقول المصادر، لا يستبعد أن يعود رئيسًا للحكومة كمرحلة إنتقاليّة أو سياسيّة إذا تمّ التوافق على “تسويّة” لكنه على يقين أنّه لن يعود من بوّابة السعودية حكماً”.
المصدر : ليبانون ديبايت – رماح الهاشم.