وفاة إبن ممثل قدير ! “فيديو”
توفّي الممثل خضر علاء الدين، إثر نوبة قلبية، عن عمر ناهز الخمسين عاماً. خضر هو نجل الممثل الراحل حسن علاء الدين المشهور بشخصية “شوشو”.
حاول خضر إعادة تقديم أعمال والده ومنها مسرحية “آخ يا بلدنا” و”وصلت للـ99″. كما تعاون مع الكاتب المسرحي فارس يواكيم، الذي كان يكتب لوالده الراحل شوشو. وفاة خضر علاء الدين وأعلن الممثل فؤاد حسن الوفاة عبر صفحته على فيسبوك: “انا لله وإنا إليه راجعون بمزيد من الأسى ننعي الفقيد خضر حسن علاء الدين إثر نوبة قلبية”، وأضاف “سلام على بيك شوشو”.
Fouad Assan كما كتب الممثل والكاتب المسرحي زياد عيتاني عبر صفحته على فيسبوك: “تلقيت منذ قليل خبر وفاة ابن خالتي خضر حسن علاء الدين الذي اشتهر بشخصية “شوشو” بنوبة قلبية.. رحمه الله”. وتم دفن جثمان خضر علاء الدين يوم الثلثاء، عقب صلاة الظهر، كما أعلن عيتاني. من هو خضر علاء الدين؟ خضر علاء الدين ممثل لبناني، وهو نجل الممثل الراحل حسن علاء الدين أحد مؤسّسي المسرح الوطني اللبناني والذي اشتهر بطريقته الخاصة بالكوميديا والنقذ اللاذع للساسيين عبر شخصية “شوشو”.
ولأن “شوشو” الأب كان استثنائياً، ورحل باكراً عن عمر 35 عاماً، حاول الابن إعادة إحياء فن والده. أعاد خضر تقديم أعمال والده عبر إحياء ثلاث مسرحيات من تراثه وهي: “آخ يا بلدنا” و”جواً وبراً” و”وصلت للـ99″. كما قدم برنامج “شوشو بالقرن 21″، مع المخرج أكرم قاووق، ليعود بشخصية والده المحبّبة، وليعيد تعريف الجيل الشاب بها. إلى ذلك، فكّر بإعداد كتاب عن والده من الناحية التحليلية لفنه أكثر من التاريخية. إلا أن الدعم كان عثرة أمام صعود النجل الشاب الذي توفى عن 50 عاماً. كيف دفع شوشو ابنه خضر إلى التمثيل؟ في إحدى مقابلاته، قال خضر علاء الدين “إن التمثيل يجري بعروقي وقد أخذته عن والدي الفنان الراحل حسن علاء الدين “شوشو” وجدي الفنان الراحل محمد شامل”.
كان خضر الوحيد من بين أبناء الراحل شوشو الذي أحبّ الفن والتمثيل وتخصص فيه ليجمع الفطرة بالدراسة. دور شوشو الأب في دفع إبنه خضر إلى التمثيل كان جليّاً، فهو كان يخيط لابنه ثوبا مثل ثوبه الذي يرتديه على المسرح كأنه يدفع دفعا سريعا الى التمثيل. تأثير الوالد ظهر باكراً في حياة ابنه، حيث شارك خضر شارك في دور درامي حين كان ولداً بعمر 12 سنة في مسلسل “سامي بين الكبار”، مع الكاتب مروان نجار والمخرج الحاج نقولا ابوسمح، وذلك في عام 1978. وأكد خضر في مقابلة مع “الوكالة الوطنية للإعلام”، أن المسلسل تضمن أغنيات من ألحان الفنان كفاح فاخوري، “وكان بلهجة الفصحى، ورغم ذلك تخطيت الصعوبة”. بالنسبة لخضر فإن والده شوشو “كان ظاهرة بعمره وزمنه، 36 سنة عاش وأبدع، كان يظهر إصبعه أو قدمه من خلف ستارة المسرح فتضحك الناس لربع ساعة متواصلة”.
بالنسبة للإبن فإن ولداه “كان في النهار حسن وعلى مسافة قريبة من البيت، ويعيش شخصية شوشو في الليل”. رأي خضر بتسميته “شوشو الإبن” كان خضر يفضل مناداته باسمه أكثر من “شوشو الإبن”، لأن برأيه “لا يوجد شوشو غير شوشو. والمقارنة بين شوشو وآخرين تظلم الفنانين الجدد”. لكنه اعترف أنه تأثر بوالده، وعن ذلك قال مرة “التأثر ليس جريمة، لقد تأثر شوشو بالفنان العالمي شارلي شابلن، لكنه بنى له مدرسة مستقلة ولم يقلد أو يستنسخ”. كما رفض خضر مراراً القول إنه ورث كاركتير والده، وتساءل “كيف نمتلك الجرأة بأن نقارن أنفسنا بهذا العبقري شوشو، الذي أظن أنه ثمة من لايزال يخشاه أو يخشى ذكراه ويريده أن يبقى تحت التراب، ويتهرب من إحياء ذكراه”.
من “آه” إلى “آخ” يا بلدنا كان خضر يتحسّر على أن “النجوم الذين ساعدهم شوشو وأخذ بأيديهم لم يبادلوه الوفاء بالوفاء، لكنه يفضل عدم لومهم والعتاب”. كثر عملوا مع والده ومنهم الشاعر جورج شحادة والشاعر الراحل ميشال طعمه والفنان الياس الرحباني.
وبشكل خاص الكاتب فارس يواكيم، الذي أعاد خضر التعامل معه. وعن فارس روى خضر واقعةً مرتبطة بمسرحية “آخ يا بلدنا”، قائلاً: “كان الكاتب فارس يواكيم يريد أن يطلق على مسرحية “أخ يا بلدنا” عنوان “آه يا بلدنا”، لكن شوشو صرخ له من وجعه “آخ” فكان العنوان” والده عانى من القمع ومنع المسرحيات والأغنيات بسبب نقده اللاذع، وبهذا الصدد قال خصر: “مُنعت أغنية “بهالبلد ياما في ناس” وأصر المخرج روجيه عساف على عدم حذفها، فتباينت وجهة نظره مع شوشو الذي أكمل إخراج المسرحية”. معاناة حسن انتقلت إلى خضر، ورحل الاثنان في بلد قلّما قدّر ودعم الفن ولاسيما المسرح.