هل يذهب التغييريون “ممزّقين” إلى عون؟
دعك من الخطابات الإعلامية، وحدها الغرف المغلقة تصلح لستر عيوب نوّاب “قوى التغيير”. قد يكون الصراخ أحياناً، والخوض في النقاشات الصاخبة، يفيد في رسم معالم الصورة السياسية، غير أنه، وفي موضعٍ آخر، يسهم في خلق ندوب ليس من السهل تخطّيها أو طمسها بين أركان مجموعة سياسية حديثة العهد، ولا يجتمعون على شأن!
تتوالى الإجتماعات “التغييرية” لتوحيد الموقف قبيل الذهاب إلى الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلّف الخميس المقبل، ويبدو من طالعها أنها مرشّحة للتوسّع، ما قد يلغي مشاريع عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة إلى النواب.
الفكرة الأساس حالياً، والتي يجب الإنطلاق منها، هي شكل صعود هؤلاء إلى القصر الجمهوري. عملياً، هذا أول استحقاق دستوري ـ إختبار، خارج أسوار مجلس النواب يُشارك فيه النواب الجدد. يصبح للصورة أهمية إذاً. المتّفق عليه، أن النواب سيدخلون القصر بشكلٍ جماعي، ولو أن أسماءهم لا زالت مسجّلة بالمفرّق في خانة “مستقلّون”.
البحث الآن يخوض في صورة إجتماعهم مع رئيس الجمهورية، هل يحضرون جماعياً أو بالمفرّق؟ مع ذلك، ثمة فريق منهم يبحث في الإحتمالية الأولى طالما أن الجواب مشترك في ما بينهم، وإذا ما كان ثمة إمكانية في تعديل صورة مشاركتهم، غير أنه، وعلى الأكيد، سيشكل المؤتمر الصحفي في أعقاب مشاركتهم، سواء جماعية أو فردية، صورة مجتمعية لهم.
على مقلب التسمية، ما زالت القضية حبلى بالتطوّرات. لا إسم حتى الآن جرى التوافق عليه، أو إسم طرح بشكل جدي غير السفير السابق نوّاف سلام، الذي تقدم به كإقتراح للنقاش النائب وضّاح صادق، في أحد الإجتماعات منذ أيام، شاركه فيه زميله مارك ضو. ثمة انطباع أن سلام خيار مقبول بالنسبة إلى مجموعة تغييرية، تصطدم بأخرى ترى في الإسم كناية عن “مشروع سلطة” طالما سبق وأن تمّت تسميته من قبل مجموعات سلطوية في أوقات سابقة.
أضف إلى ذلك، أن سلام لا يساعد نفسه، بمعنى أنه، وفي غمرة التداول بإسمه، إنعزل عن الإعلام، ولن يقدم ولو موقفاً يساعد في فهم مراده أو غايته، هل يقبل أو لا؟ وفضّل عدم التصريح، ما خلق جواً لا يشجّع على اختياره. ماذا عن احتمال وجود إقتراحات أخرى؟ الأمر قائم، غير أنه ليست بتلك الجدّية، فما معنى رمي بعض النواب الجدد من الفاقدين للأهلية أو الخبرة السياسية، أسماء لصحافيين يعملون في الشأن الإقتصادي أو الإجتماعي؟ وهل يكفي رئيس الحكومة أن يحمل صفة “متخصّص”، أو من الضروري أن يكون لديه حنكة في مكان، ودراية في كيفية الإدارة السياسية في مكان آخر؟
الخلافات أو التباينات داخل قوى التغيير، ستحمل المجموعة على الأرجح للتوجّه إلى قصر بعبدا من دون تسمية، وفي أسوأ الأحوال ترك حرية الإختيار إلى النواب الأعضاء، وهذا ما سيزيد طينة الـ 13 بلّة!