أزمة المرشحين المحسوبين على الحراك
لا يمكن إغفال دور لوائح المرشحين المحسوبين على الحراك المدني في الانتخابات النيابية التي ستجري في 15 الجاري، فبعض هؤلاء يتمتعون بسمعة أكاديمية او مناقبية معقولة، وهناك شيء من التعاطف مع عدد منهم، لاسيما الذين لم تتلوث أيديهم بالمغريات المادية، أو الذين رافقوا محطات الحراك بشفافية، ولم يستغلوا تعاطف الناس مع المطالب المحقة بهدف التشفي والانتقام وتحقيق منافع خاصة.
لكن لوائح الحراك عامة تعاني من أزمة كبيرة، جراء فشل غالبية المرشحين في تسويق أنفسهم كمندوبين يمثلون مطالب شعبية محقة، خصوصا أن أسماء عديدة منهم معروفة بعلاقاتها مع جهات خارجية وتتحرك بإيعاز منها، وهناك مرشحون لهم علاقات معروفة مع أحزاب في قوى الممانعة، وينسقون أنشطتهم مع هذه الأحزاب بهدف تشتيت الأصوات وإلحاق الضرر بالقوى السيادية، وعدة أسماء من المرشحين في سجلهم مشكلات شخصية وجنائية لا يمحيها تلميع الصور التي تظهر عبر الإعلانات الانتخابية السخية.
يقول مصدر متابع واسع الاطلاع إنه يملك وثائق دامغة على استعداد لكشفها اذا دعت الحاجة، تؤكد ارتباط مجموعة من المرشحين على لوائح «المجتمع المدني» بعلاقات سياسية مع أجهزة خارجية، ومع مرشحين آخرين محسوبين على جهات نافذة.وفي المعلومات فإن رئيس إحدى لوائح الحراك في دائرة بقاعية حساسة محكوم في الولايات المتحدة بالتهرب الضريبي، وأنه يدعم نشاطات إرهابية، ولدى المصدر صورة عن الحكم.وهناك مرشحة في إحدى دوائر جبل لبنان الهامة، كانت تعمل كمستشارة إعلامية لرئيس فرع الأمن والاستطلاع السوري قبل انسحابهم من لبنان عام 2005. ورئيس لائحة في طرابلس محسوبة على المجتمع المدني يرتبط بعلاقات شخصية وسياسية مع رئيس تيار حاكم، وهو يروج لحملة مكشوفة تقودها قاضية محسوبة على العهد في دول أوروبية.ومرشح على لائحة شمالنا المدنية، طرد من دولة خليجية بسبب الاختلاس بعد أن كان يشغل وظيفة مستشار في إحدى الوزارات. ورئيس لائحة «تغييرية» في جبل لبنان الجنوبي، شريك لرئيس تيار حاكم ولوزير من حزب محسوب على الممانعة في عدة محطات لتوزيع المحروقات، واستفاد من نفوذ هؤلاء للحصول على كميات من البنزين والمازوت المدعوم خلال السنتين الماضيتين، قبل أن يبيع جزءا من حصته لشركائه.
كشفت انتخابات المغتربين – لاسيما في الدول العربية – عن أن منسوب التأييد لمرشحي الحراك تراجع بشكل كبير، ومندوبين من الذين راقبوا مسار الانتخابات في هذه الدول، لاحظوا الصدمة على وجوه ممثلي هذه اللوائح لأنهم كانوا يتوقعون مفاجأة لصالحهم ولم تحصل، كما أن عددا من مرشحي الحراك سمعوا كلاما قاسياً بحقهم من ناخبين كانوا مؤيدين لهم، واتهموهم علنا باستغلال مطالب «الثورة» وبسرقة شعاراتها لتحقيق مصالح شخصية وتجميع الثروات من خلال تلقي المساعدات – ومنها كان مخصصا لإعادة إعمار ما هدمه انفجار مرفأ بيروت – لكنهم لم يكونوا على مستوى الأمانة.ويتابع المصدر ذاته التأكيد على وجود صور ووثائق تبين أن عدة مرشحين ومرشحات على لوائح الحراك يلتقون مع مرشحين من «قوى الممانعة» بهدف التنسيق حول تجيير الأصوات التفضيلية، مقابل الحصول على مبالغ مالية، او مقابل تلقي وعود بتولي وظائف مغرية في الدولة اذا ما تمكنت قوى الممانعة من الفوز بالأكثرية الساحقة في مجلس النواب.