الطائفة السنية : بين المقاطعة إن حصلت وبين دعوة الحريري للإقتراع في اللحظات الأخيرة
كتب في EchoLebanon … د.مازن مجوز :
في الماضي عندما تقول “أهل المدن” كان ذلك يعني السنّة، في المدن الرئيسية الساحلية الثلاث، بيروت وطرابلس وصيدا، وللمرة الأولى، تبلغ عدوى الانقسام بأهل السنّة المنحى التأزمي الذي وصلته اليوم في المناطق اللبنانية نتيجة اللغط الحاصل في تفسير إحجام الرئيس سعد الحريري وتياره عن خوض إستحقاق الانتخابات النيابية بعد أقل من أسبوعين.
لقد أثار انسحاب الحريري من المشهد، تساؤلات حول مستقبل الدور السني في الانتخابات النيابية من دونه، ليبقى السؤال هل سنشهد مخرجا في اللحظات الأخيرة ينقذ الطائفة من حالة التخبط والضياع وعلى لسان الحريري دون غيره خصوصا بعد دعوة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان.
الإثنين، إلى وجوب المشاركة في الانتخابات النيابية في بلاده؟
والذي إعتبرها فرصة لتحقيق التغيير وأمام مسمع ومرأى من الرؤساء الثلاثة نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام الذين كانوا بالأمس القريب يشكلون مع الحريري ما أطلق عليه نادي رؤساء الحكومة السابقين ؟
أم ستتحمل الطائفة – أقله لمدة أربع سنوات – التداعيات ” الخطيرة عليها أولا وعلى الحريري ثانيا والمتأتية من “عدم المشاركة” ؟
ويرى الأكاديمي والباحث في الشؤون الجيوسياسية الدكتور نزيه الخياط في حديث ل” echolebanon ” وجوب أن يصدر توضيح يحدد فيه الامور، ويحسم فيه هذا الجدل الذي يربك ويخلق نوع من الصراعات داخل الطائفة السنية، إذ نلحظ إتهامات لا تليق بأن تصدر
عن كوادر مستقبليين تهين الناس بطريقة غير مسبوقة من الإسفاف لكل من يدعو إلى المشاركة”، معتبرا أن من يدعو إلى المقاطعة خلافاً لنص القرار الواضح للرئيس الحريري،
إنما يطعن ويسيء لشخص الرئيس الحريري شخصيا وسياسيا وعربيا، لأن النظام العربي يشدد على مشاركة جميع الطوائف في انتخابات فعلية، ولأن الأزمة ليست أزمة داخلية فقط وإنما لها إرتدادات إقليمية.
وبرأي الخياط فإن هناك نوعا من التسرع والمراهقة السياسية والمغامرة بمستقبل طائفة بكاملها، لذلك اليوم بتقديري ”
إذا لم يتم إستدراك موضوع المقاطعة الإنتحاري، وإعادة لملمة الوضع
وشهدنا مطالبة بالمشاركة بزخم فسيتحمل تيار المستقبل وسيحمل الجمهور المسؤولية للرئيس الحريري، لأنه إتخذ القرار ولم يتممه بمشروع سياسي بديل مكمل لقرار المقاطعة ويؤدي الى تشكيل تحالفات”.
وإذا ما سلمنا جدلا بأن الحريري دعا الى المقاطعة، الذي يصفه الخياط ب” القرار العبثي “، فإن هذا القرار لم يلتزم به الكثير من كوادر فريقه على الأرض
و الدليل نشاط مسؤولين في تيار المستقبل والعديد من أعضاء في المكتب السياسي ومسؤولين اعلاميين المغاير لمبدأ ” المقاطعة لا بل أن البعض منهم يعمل كرئيس حملة إنتخابية للكثير من المرشحين.
ومن هنا يبرز السؤال هل هناك جدية بقرار الامتناع ؟
وهل الحريري يعلم بكل التفاصيل التي يقوم بها هؤلاء حيث كل منهم” يغني على ليلاه” ضاربا بعرض الحائط قرار المقاطعة أي نشاط متعلق لالعملية الانتخابية ؟
ومن هنا يؤكد الخياط أن الرئيس الحريري لم يدع أساسا إلى المقاطعة، محذرا من الإلتزام بها سيكون له تداعيات خطيرة على موقع ودور الطائفة السنية في المعادلة السياسية الوطنية
وفي المشاركة في اتخاذ القرار الوطني، مطمئنا بأن لا خوف على مستقبل ودور وموقع السنة
لكن الإحجام ( إن حصل ) يحمل وجها مليئا بالتحديات للمسار السياسي والدستوري في لبنان تتجلى بعدة أوجه يركز الخياط على أبرزها وهي أن الفريق الآخر ينتظر هذه اللحظة لينقض
على الدستور، ويجري التعديلات اللازمة التي تتيح له فرض الهيمنة الدائمة، فهذا الفريق الراغب بالسيطرة يحمل فكرا توتاليتاريا، يرتكز على ايديولوجية دينية
أي سيكون لبنان في مرحلة الديكتاتورية الدينية المذهبية وإن كانت مقنعة في إدارة الدولة وتحويل لبنان الى ساحة لتمرير الرسائل في المنطقة.
وحول إحتمال تحول هذه الفرضية إلى واقع يجيب :
” ليس لمصلحة أحد وخصوصا من أصحاب صناع القرار لدى الطرف ما يسمى بالممانعة الذهاب في هذه المغامرة القاتلة”.
مؤكداً أنّه سيكون هناك معاناة طويلة للسنة إذا قاطعوا الانتخابات، لأننا سنصبح أمام إعادة إنتاج صراع سياسي، والدولة لن يقم لها قائمة خصوصا وأن النظام العربي وخاصة المقتدر منه لن يقبل بمساعدة لبنان وإنقاذه وفق تعبيره.
ويختم الخياط بأن إيران اليوم غير قادرة على تأمين متطلبات شعبها الضرورية وإنتشاله من مستنقع الفقر والبطالة، مشددا على أنه في حال تم التوقيع على الإتفاق النووي والسير به
فإنّ إيران بحاجة الى مئات المليارات، وأقله لعشر سنوات كي تنجز مرحلة النهوض، فيما يكون لبنان قد تحول لمسرح للصراعات في المنطقة العربية بأدوات محلية.