البرفسور فيليب سالم : ضدّ سياسة عون وباسيل مئة بالمئة وهذا عهد حزب الله
وجه البروفسور فيليب سالم نداءً إلى الناخبين في لبنان والانتشار قائلاً: “لا تصوتوا لأيٍّ ممّن أذلّوا لبنان. توبوا ولا تعيدوا ارتكاب نفس الخطيئة”.
وفي حديث خاص أثناء تواجده في واشنطن للمشاركة في مؤتمر لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية، اعتبر سالم أن “ما نشهده من تجاوزات عشية الانتخابات غير مستغرب بل هو أحد مظاهر انهيار الدولة، ولولا أن الشعب اللبناني آدمي ومثقف لكنا رأينا الويلات، لافتاً إلى أن أكبر مظهر من مظاهر الانهيار هو ما حدث في طرابلس حيث بات الشعب يهرب بحراً بهذا الشكل بعدما أوصلوه إلى قعر الذل”. وقال: “اللبناني مدعوس من قبل السلطة. حرموه من كل شيء وأوصلوه إلى الحضيض. ولكنه لا يزال حياً وهذا يعني أن الأمل موجود، ولن ندع أحداً يوصلنا إلى الإحباط”.
وتوجه سالم إلى “الثوار” برسالة تقول: “إياكم والإحباط. فبالإرادة والمثابرة والتصميم سنصل”. مضيفاً: “الثورة التي أؤمن بها ليست فقط قضية الانتخابات. الانتخابات هي خطوة أولى ولكن الثورة هي مسار وحالة نفسية موجودة في عقل وقلب كل لبناني يؤمن بحرية واستقلال بلده، وهي تحتاج إلى سنوات طويلة لتقطف ثمارها”.
الانتشار اللبناني يرفض هذه السلطة
ورداً على سؤال عما يحصل في دول الانتشار وطريقة توزيع الناخبين في بعض المناطق والولايات، قال الدكتور سالم: “الانتخابات ستحصل ولكنهم سيحاولون بشتى السبل جعلها تخدم السلطة، ونحن نرى كيف يوزعون أقلام الاقتراع في الانتشار. ففي الأماكن التي يوجد فيها أصوات للسلطة هناك أقلام عديدة،أما الأماكن التي ليس للسلطة أصوات كثيرة الأقلام قليلة. هناك طرق عديدة ستسخدمها السلطة لكي تغير من حقيقة الاغتراب البناني. والحقيقة هي أن الانتشار اللبناني يرفض هذه السلطة ولا يثق بدولته. الأخطاء التي شهدها توزيع المقترعين على الأقلام في بعض دول الانتشار مقصودة لكي تصب غالبية الأصوات في مصلحة السلطة. ورغم ذلك لن ينجحوا”.
إنه عهد حزب الله وعون سيعمل المستحيل لإيصال جبران للرئاسة
وعن علاقته حالياً برئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اللذين كانت تربطه بهما صداقة متينة، قال: “لقد كانا بمثابة عائلتي، واليوم إذا مرضا واحتاجا للدم أعطيهما. ولكن في الموضوع الوطني أنا ضد سياستهما مئة بالمئة. ليس لديّ أهم من لبنان، وكلنا من دون لبنان لا قيمة لنا. فأنا لولا لبنان ولولا أن أمي وأبي ومدرستي كانوا في لبنان لما كنت أنا. وعيب عليّ أن لا أكون أميناً وعندي ولاء كامل للبنان. وإذا كان أخي وزيراً وقام بأمر خاطئ سأقف ضده لأن لبنان يأتي أولاً في كل شيء، وكل شخص يعمل ضد مصلحة لبنان أقف ضده، حتى لو كان صديقي وأخي”.
ووصف الدكتور سالم هذا العهد بأنه “عهد حزب الله”. وعما ينتظر لبنان بعد انتهاء عهد الرئيس عون، قال: “إذا كان سياتي رئيس مثل الرئيس عون ويعطي صلاحية ضخمة لحزب الله، فيعني أن لبنان سيبقى في جهنم. ولذلك نحن نعمل لكي نغيّر هذا المسار”.
وأضاف: “الرئيس عون سيحاول عمل كل ما يمكنه من أجل أن يأتي بجبران باسيل رئيساً للجمهورية، وحزب الله إذا لم يتمكن من إيصال جبران سيسعى للإتيان بشخص آخر مثل سليمان فرنجية. لذلك يجب أن تبقى شعلة الثورة متقدة”.
وشدد سالم على أن “حزب الله ليس مسيطراً على القرار السياسي وحسب، بل هو شجع الفساد ثم غطاه، وذلك لكي يبقى الفاسد دمية في يده. وطالما حزب الله مسيطر على لبنان، سيكون رئيس الجمهورية دمية بين يديه”.
وقال: “نحن اليوم ليس لدينا سياسيون في الحكم في لبنان، بل لدينا دمى متحركة، والمايسترو واحد هو حزب الله. لذلك يجب أن نضع الأمور الشخصية جانباً وننتخب الشخص الذي لديه ولاء مطلق للبنان والذي يملك القدرة على التغيير. أما إذا عنده الولاء ولا يملك القدرة، فلا نكون قد فعلنا شيئاً”.
آمل أن لا تنتهي حياتي قبل أن أرى قيامة لبنان
ورداً على سؤال عن سبب عدم ترشحه يوماً لمقعد نيابي أو منصب سياسي، قال الدكتور سالم: “ربنا أعطاني نعمة المقدرة على علاج المصابين بالسرطان ولا أرى أي عمل أكبر من هذا. ولكن هناك عمل يوازيه في النبل والأهمية هو أن أخدم لبنان وأحرره. التحرير لا يكون فقط من القوى الأجنبية بل من اللبنانيين الذي أوصلوا بلدهم إلى هذا الوضع. وأمنيتي أن لا تنتهي حياتي قبل أن أرى قيامة لبنان، وليس عندي هدف أهم من هذا الهدف لأعمل كل ما بوسعي في سبيله”.
وعن مشاركته في مؤتمر لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية في واشنطن أشار إلى أن تركيزه في المؤتمر هو على “أن السبب الرئيسي لانهيار لبنان سياسي وليس اقتصادياً، وعلى الخطر الوجودي الذي يواجهه لبنان اليوم للمرة الأولى في تاريخه. فعندما كان الفلسطينيون ومن بعدهم السوريون في لبنان لم يكن هناك خطر وجودي، بينما اليوم من يسيطر على لبنان هو إيران، وهذا خطر كبير”.
لبنان هو أوكرانيا
وقال البروفسور سالم إن “الثورة ضرورية، ولكنها لا تستطيع وحدها أن تصل إلى أي مكان، بل نحن نحتاج إلى عمل دولي وسنطلب من الأمم المتحدة عقد مؤتمر مخصص للبنان. فلنأخذ ما يحصل في أوكرانيا اليوم. لماذا كل العالم هبّ لدعمها؟ لأن حدودها حدود الحرية، والغرب يقف إلى جانب الحرية. لبنان اليوم هو أوكرانيا لأن حدوده للشرق هي حدود الحرية. لا حرية في الشرق من دون لبنان. إذا انهار لبنان أسدلت الستارة على الحرية في الشرق. نريد ان نقول للغرب: نحن أهم من اوكرانيا، لأن لبنان هو النموذج الوحيد للتعددية الحضارية في الشرق”.
المصدر :
جبلنا ماغازين