تابعوا قناتنا على التلغرام
سياسة

رسالة هامة من حزب الله إلى مسيحيّي لبنان , والفاتيكان! ماذا جاء بها ؟

غرقت أروقة قصر بعبدا في سيل الإتهامات والإنتقادات التي وُجّهت إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أثناء زيارته إلى الفاتيكان، والسببُ بحسب مهاجمي عون، أنه قال “إن سلاح حزب الله يحمي المسيحيين في لبنان”. ولم تنتهِ الحملة على الرئيس حتى الساعة، فكلّ طرف ينتظر الآخر على “مفرق” الأخطاء السياسية وغير السياسية، خصوصاً مع اقتراب الموعد الإستحقاق الأبرز، الإنتخابات النيابية.

خلال رحلة عون إلى ايطاليا وزيارته الفاتيكان، التقى رئيس الجمهورية بـ البابا الفرنسيس وكبار المسؤولين في الفاتيكان، وهذا ليس سرًا، لكن ما لا يعلمه معظم اللبنانيين، أن هناك رأيين في الفاتيكان حول موضوع “حزب الله” وسلاحه، الأول يعتبر أن سلاح الحرب غير شرعي ويجب نزعه، والثاني يعتبر أن لا حلاً لسلاح الحزب إلاّ عبر الحوار، ولا شيء غير الحوار.

تشير مصادر مقرّبة من رئاسة الجمهورية، إلى أن عون عرض وجهة نظره فيما يخصّ ملف “حزب الله”، وقد صرّح عون عنه خلال لقاءاته الرسمية والإعلامية التي عقدها خلال الزيارة، وما قاله عون بوضوح إن المقاومة في لبنان وُلدت من رحم المجتمع اللبناني عموماً والجنوبي خصوصاً، كردة فعل طبيعية على الإحتلال الإسرائيلي الذي دام لسنوات طويلة كانت صعبة وقاسية على اللبنانيين، فكان طبيعياً أن تُولد من رحم هذه المعاناة، مقاومةٌ مسلّحة هدفها طرد الإحتلال وحماية الأرض والوطن.

وبصرف النظر عن تدخّل “حزب الله” في حروب الآخرين وعلى أرضهم، يعتبر عون أن الوقت سيأتي لانتهاء مهمة هذا السلاح، والإستراتيجية الدفاعية لا بدّ من تطبيقها عاجلًا أم أجلًا، والجدير بالذكر أن طوال عهد الرئيس عون، لم يخرج سلاح الحزب عن دوره في تثبيت معادلة الردع مع إسرائيل على الحدود الجنوبية.

المصادر نفسها تؤكد أن الرئيس عون لم يقل أن سلاح الحزب يحمي المسحيين في لبنان، بل تمّ تحريف ما صرّح به، في حين أن ما أكده عون هو أن المسيحيين ليسوا بحاجة أحد لحمايتهم، لأنهم أصحاب هذه الأرض.

على صعيدٍ آخر، كشفت مصادر مقرّبة من الحزب، أن الأخير يُقدّر عالياً موقف الرئيس عون ويعتبره وطنياً، ويعكس حقيقة الدور الذي يقوم به لحماية لبنان من الإعتداءات الخارجية . وقالت: “أن يسمع الفاتيكان وجهة نظر رسمية موضوعية لهو أمرٌ إيجابي جدًا، حتى لا يؤخذ الفاتيكان بأقوال بعض الدول أو الجهات المعادية للمقاومة التي تعمل على خلق صورة مشوشة أو مُسيئة عن حزب الله في ذهن الكرسي الرسولي. وأن تُنقل الصورة عن الحزب كما هي، ومن مرجع مسيحي رسمي، لهو أمرٌ بالغ الأهمية والإيجابية”.

لطالما حاول “حزب الله” أن يبيّن للرأي العام المسيحي حقيقة موقفه الوطني، وأنه ليس بصدد إقامة دولة ضمن دولة، وأن دوره لا يقوم على أساس التناقض مع الدور المسيحي في لبنان، وإنما يهدف إلى التكامل مع كل جهة تعمل لتحصين صيغة العيش المشترك، والتنوع الديني وحماية الدولة والمجتمع من العدوان والغلبة العددية أو العسكرية.

كذلك، يرى الحزب في الموقف الفاتيكاني موقفًا واقعياً، ويدعو إلى تكثيف الحوار للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان والشرق، وتجربة “حزب الله” بعد انتصار عام 2000 وخلال الحرب في سوريا، أكبر دليل على حمايته للمسيحيين وإصراره على وجودهم ضمن حياة كريمة ومواطنية متساوية.

المصدر :

ليبانون ديبايت.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى