تابعوا قناتنا على التلغرام
سياسة

الديار: حزب الله يفرض معادلة الردع براً وبحراً وجواً..

كتبت صحيفة الديار تقول: بقي الحدث العنوان لليوم الثاني على التوالي امس الرسالة القوية التي وجهها حزب الله بعد ساعات على خطاب امينه العام السيد حسن نصرالله للعدو الاسرائيلي من خلال نجاح الطائرة المسيرة «حسان» في تنفيذ مهمة كاملة المواصفات في عمق 70 كيلومترا داخل اجواء فلسطين المحتلة وكسر كل مقولة الدفاعات الجوية والقبة الحديدية الاسرائيلية.

وبعد اكثر من 24 ساعة استمرت القيادة السياسية والعسكرية للعدو الاسرائيلي تحت وطأة الصدمة التي احدثها هذا الخرق الكبير «لشبكة الامان الجوي» للكيان الصهيوني وعكست وسائل الاعلام الاسرائيلية خيبة امل واضحة تجاه نجاح المسيرة التابعة لحزب الله في التفوق على صواريخ القبة الحديدية والطيران الحربي والمروحي الذي لم يتمكن من فعل اي شيء ولم يحل دون وصول الطائرة المسيرة الى صفد والعودة سالمة الى لبنان بعد اتمام مهمتها.

وفيما اكتفت «المقاومة الاسلامية» ببيان عن العملية قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس ان اهمية المهمة التي نفذتها الطائرة «حسان» هي انها اسقطت كل مقولات العدو عن مواجهة والحد من قدرات حزب الله العسكرية في مجال الصواريخ الدقيقة والمسيرات التي اكد السيد نصرالله انها من تصنيع الحزب.

واضافت المصادر «ان ما جرى يعتبر رسالة قوية وواضحة للعدو ردا على مقولاته واوهامه ولها اهداف اخرى لا يعلم بها الا الله والراسخون في العلم»، في اشارة الى مفاجآت ونجاحات اخرى تكرس معادلة ثلاثية جديدة للردع برا وبحرا وجوا وتشكل الرد العملي والمسبق على اية محاولات واطماع اسرائيلية في الارض والبحر والجو.

وعلى عكس تهويل البعض اوضحت المصادر «ان ما حدث اول امس ليس امرا عاديا او مجرد خرق للاجواء في فلسطين المحتلة بقدر ما هو تأكيد حقيقة قوة الردع التي يملكها لبنان بمقاومته، وهي تبعد الحرب ولا تقرّبها لان العدو بات اسير حسابات معقدة وصار يعدّ للالف وليس للمئة قبل القيام باي مغامرة ضد لبنان».

صدمة وارباك

في الاوساط الاسرائيلية ولليوم الثاني على التوالي حظيت الطائرة المسيّرة «حسان» والخرق الكبير الذي قامت به للدفاعات الجوية الاسرائيلية باهتمام وسائل اعلام العدو الذي لم تخف صدمة المسؤولين الاسرائيليين والارباك الذي حصل في قيادة جيش العدو.

وبموازاة فتح تحقيق في اسباب فشل الدفاعات الجوية والقبّة الحديدية في اعتراض الطائرة المسيّرة لحزب الله اجمع المعلقون العسكريون الصهاينة في محطات التلفزة ووسائل الاعلام على نجاح الحزب في ما اقدم عليه، ووصف مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 العبرية نير دفوري دخول الطائرة حسان الاجواء الاسرائيلية بانها «محاولة ناجحة لحزب الله» مشيرا الى انها كانت كما يبدو في مهمة جمع معلومات استخبارية وربما تحمل كاميرا.

واضاف انه بعد تجاوز الطائرة من لبنان الى الاراضي المحتلة حاولوا اسقاطها مرتين عبر مروحيات حربية وعبر منظومة القبّة الحديدية، ولكن بعد الاعتقاد بالنجاح في اعتراضها جنوب صفد اكتشفوا انها نجحت في الاستدارة والعودة الى لبنان.

وقال المراسل الاسرائيلي «كما ان اسرائيل تجمع معلومات استخبارية عن حزب الله، وترسل محلقات ومسيّرات وامورا اضافية، هكذا ايضا فان حزب الله يحاول جمع معلومات استخبارية عن اسرائيل.

واعتبر مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 اورهيلر «ان وجهة الجيش الاسرائيلي حاليا هي العودة الى الروتين الذي كان سائدا قبل اختراق طائرة حزب الله، وانه «ليس هناك ردّ حالياً».

واشار الى انه «للمرة الاولى منذ العام 2018 سمع السكان في منطقة الجليل الاعلى وصفد صافرات الانذار»، لافتا الى ان من بين محاولات اعتراض طائرة حزب الله اطلاق صاروخ تامر من القبة الحديدية لكن دون جدوى.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان صفارات الانذار ادخلت السكان الى الملاجئ، وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان هناك هلعاً يسود في الشمال في اعقاب اختراق المسيرة، واضافت «ان مروحيات فوق رؤوسنا شعرنا بالحرب»

وذكرت «قناة كان» الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي سيحقق في فشل منظومة القبة الحديدية في اسقاط الطائرة.

ونقلت القناة عن لواء الاحتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي اسحاق بريك تساؤله «كيف سيوقف سلاح الجو الاسرائيلي 3000 صاروخ وقذيفة يوميا على اسرائيل والجبهة الداخلية، وهو لم ينجح في ايقاف طائرة مسيّرة واحدة؟». واوضح انه «في الحرب سيكون هناك مئات المسيّرات في اليوم ونحن غير مستعدين لذلك».

واضاف بريك «يتوقع لاسرائيل على المدى القريب والبعيد كارثتان على المستوى القومي، سوف تكلفانا الاف الضحايا، وبنى تحتية مدمرة والعودة عشرات السنوات الى الوراء، وهي هزّة ارضية وحرب متعددة الساحات».

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول عسكري اسرائيلي بان «ردّ اسرائيل على اطلاق حزب الله مسيّرة كان مبالغا فيه»، موضحا «ان ردّنا حقق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدفه من تصريحاته الاخيرة بشأن تطوير طائرات مسيّرة».

حزب الله ومثلث الردع

وامس اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض خلال فعالية رفع «راية شهداء المقاومة» على تلة الحمامص مقابل مستعمرة المطلة «ان تراكم القوة لدى المقاومة وتثبيتها لمعادلات الردع، وتطوير هذه المعادلات، بحيث باتت تغطي البر والبحر والجو، هي الحقيقة التي ستفرض على الاسرائيلي التراجع، وبالتالي اعادة سيادة لبنان على ثرواته في البحر وهي التي ستفرض عليه لحظة الاندحار عما تبقى من ارض لبنانية محتلة».

وشدد على «ان هذه حقائق ووقائع سنشهدها، والمسألة مسألة وقت، وهي نتائج موازين القوى بيننا وبين العدو الاسرائيلي، وهي موازين قوى آخذة يوما بعد يوم في الميل لصالح المقاومة، لان العدو عاجز عن التكيف مع قواعدها ومنطقها».

«اليونيفيل» تتحرك لخفض التوتر

وصف الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» اندريا تينانتي الوضع في الجنوب بالهش، لكنه اضاف بان «اليونيفيل» تعمل الى احتوائه لانه قابل للاحتواء.

واشار الى ان القوات الدولية تعمل الى تخفيض حدّة التوتر بالاتصال بالجانبين على طرفي الحدود، مضيفا «ان افضل وسيلة لخفض التوتر هي الحوار الذي تعمل اليونيفيل على ترسيخ مبدئه».

بري والمبادرة الكويتية

وفي الوقت الذي تشهد الساحة توترات سياسية مرتبطة بالتجاذبات بين الاطراف حول العديد من الملفات والاستحقاقات، وكذلك بالحسابات الانتخابية الشعبوية، علمت «الديار» ان الرئيس بري اراد من مشاركته في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في القاهرة تأكيد وتوجيه رسالة مباشرة بالرغبة في استكمال المبادرة الكويتية للحوار بين لبنان ودول الخليج، وشرح الموقف من سبل ومسار تحقيق التضامن العربي.

وتوقعت مصادر مقربة من رئيس المجلس الذي عاد مساء اول امس الى بيروت حصول خطوات في هذا الاتجاه، اي متابعة المبادرة الكويتية في غضون الايام المقبلة، وان رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم سيكون له دور بارز في هذا الاتجاه.

وقالت المصادر ان الحوار مع دول الخليج العربي يقتضي بان يعزز لبنان موقفه الموحد تجاه اسس الانقاذ ومعالجة الانهيار الاقتصادي والمالي من جهة، وسبل اعادة تعزيز الروابط وتحسين العلاقات بين لبنان ودول الخليج والعرب عموما.

وعما اذا كان هناك مبادرة للرئيس بري لتعزيز التهدئة الداخلية قالت المصادر انه كان دائما مع كل ما من شأنه ان يخفف الاحتقان في البلاد، لكن ليس هناك من مبادرة محددة حتى الآن.

وعن غاية الرئيس بري المشاركة شخصيا في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في هذا التوقيت اوضحت المصادر ان عنوان المؤتمر هو التضامن العربي وان رئيس المجلس كان دائما اول الداعين للتضامن الحقيقي والفاعل بين العرب انطلاقا من الالتزام بالقضية المركزية القضية الفلسطينية.

واضافت ان اي مؤتمر يكون فيه حضور عربي جامع وبمشاركة سوريا يحرص الرئيس بري على ان يكون حاضرا وفاعلا فيه ولقد شاركت سوريا في هذا المؤتمر الى جانب اخوانها البرلمانيين العرب.

واشارت المصادر الى اهمية اللقاءات التي اجراها الرئيس بري مع رؤساء المجالس العربية على هامش المؤتمر، بالاضافة الى اللقاء التشادوري الذي عقد قبل افتتاح المؤتمر على مستوى رؤساء المجالس والوفود البرلمانية.

ميقاتي التقى لودريان

من جهة اخرى التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان خلال مشاركتهما في مؤتمر الامن في ميونيخ بالمانيا، وجرى خلال الاجتماع عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية ومساعي باريس لدعم لبنان في كل القطاعات.

وتم الاتفاق على استكمال البحث خلال الزيارة المرتقبة للودريان الى لبنان قريبا جدا.

جعجع يدعو لتحرير بعبدا عبر صناديق الاقتراع

وعلى صعيد القطار الانتخابي الذي اخذ ينطلق بوتيرة حذرة علمت «الديار» ان الترتيبات المتعلقة بحسم الترشيحات للقوى السياسية ستأخذ مداها بحيث تكون ناجزة في غضون الاسبوعين المقبلين، مع العلم ان عملية تركيب التحالفات ستكون موضع اجتماعات ولقاءات بعيدة عن الاضواء خلال الايام المقبلة.

وتقول المعلومات ان التيار الوطني الحر ما زال في صدد تقويم نتائج الانتخابات الداخلية لبلورة اسماء مرشحيه في مختلف الدوائر، مع العلم ان «القوات اللبنانية» قطعت شوطا في حسم ترشيحها وهي تعلنها على لسان وبحضور رئيس الحزب بشكل تدريجي.

وكما بات معلوما فان المعركة الشرسة ستكون في الدوائر المسيحية بين «القوات» والتيار الوطني الحر بشكل رئيسي، حيث يسعى كل طرف الى اعداد العدة ليوم الفصل في ايار من اجل الفوز بالكتلة المسيحية الاكبر.

ونظراً لحدة هذه المعركة وحجمها اخذت تشتد اجواء السجالات بين الطرفين، حيث شن رئيس القوات سمير جعجع اعنف هجوم امس على رئيس الجمهورية والتيار دون ان يسميهما خلال اعلان ترشيح النائب بيار بو عاصي عن المقعد الماروني في بعبدا التي دعا الى تحريرها بواسطة صندوق الاقتراع، واصفا اتفاق مار مخايل بين الوطني الحر وحزب الله بانه «خرب البلد واخذه الى جهنم».

وقال «من بعبدا بالذات يجب ان تبدأ عملية المحاسبة والتغيير. وشدد على «ان صوت كل فرد في المنطقة هو مشروع خلاص للبنان… وبصوت كل واحد من ابناء بعبدا قادرون على تحريرها، «وترجّعوا بعبدا بعبدا».

الان عون لـ «الديار»: خطابات التحريض لا تبني وطناً

وردا على كلام جعجع قال النائب آلان عون لـ «الديار»: خطابات التحريض والاحقاد المتكرة لا تبني وطنا بل تهدم الوحدة الوطنية، واين المصداقية عند من ينتقل موسميا من التحالف الرباعي مع حزب الله الى نقيضه، ومن ينتقل من وصاية خارجية الى اخرى، ومن محاصصة في الحكومات والسلطة الى ادعاء الثورة والمعارضة؟

كفى مزايدات وبطوليات لم تعد تروي غليل اللبنانيين المتألمين والمتطلعين الى من يأخذ القرارات الشجاعة واللازمة بين القوى السياسية لاخراجهم من محنتهم بدلا من بيعهم مزيداً من الشعارات والاوهام.

والشجاعة الحقيقية هي في الاعتراف بكل الاخفاقات والحسابات الخاطئة عند كل القوى السيباسية واولها القوات اللبنانية التي تكابر اليوم في المعارضة بينما تواضعت في كل ادائها في السلطة.

كنعان عن الموازنة

على صعيد آخر، لم يصل بعد مشروع قانون الموازنة الى مجلس النواب، ويتوقع ان يحال اليه في غضون الاسبوع المقبل.

وفي ظل تباين التكهنات حول مصير مناقشة الموازنة في المجلس خصوصا في ظل الملاحظات العديدة على بنوده المتعلقة بالرسوم والضرائب وما يسمى بالدولار الجمركي سألت «الديار» امس رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عن توجه اللجنة فقال «حتى الان لم تأت الموازنة الى المجلس ولم نتسلمها، وعندما نطلع عليها سيكون لنا موقفنا في اللجنة من كل نقطة وبند. ولا استطيع ان اعلن عن اي شيء قبل ذلك، وقبل ان نباشر بمناقشة ودرس الموازنة في اللجنة».

وردا على سؤال حول المدة الزمنية التي سيستغرقها درسها في اللجنة قال: «سنعتمد الطريقة والبرنامج الذي اتبعناه في درس الموازنات السابقة وسيكون هناك جلسات متتالية للجنة لدرس كل البنود ومشروع القانون والابواب وغيرها».

واوضح ردا على سؤال آخر قائلا «بطبيعة الحال سيكون هناك نقاش تتشارك فيها الكتل النيابية داخل اللجنة حول الرسوم والضرائب وغيرها ايضا، وكما قلنا واكدنا ان المهم ان يكون النقاش دقيقا وان لا نحمل المواطن اعباء اكثر مما هو يتحمل مع التأكيد ايضا على اهمية المضمون الاصلاحي».

وحول ما يقال بان الموازنة قد ترحل الى ما بعد الانتخابات لاسباب شعبوية او تخضع للتشريح اكتفى كنعان بالقول «نسمع كلاما وتكهنات كثيرة لكن من جهتنا سندرس الموازنة، بكل مسؤولية ولن نتردد في القيام بواجباتنا تجاه هذا الموضوع».

من جهة اخرى تتجه الانظار ايضا الى الجلسة التشريعية التي سيعقدها مجلس النواب الثلاثاء المقبل لمناقشة جدول اعمال حافل ابرز ما فيه قانون المنافسة وقانون استقلالية القضاء.

ويتوقع ان يدور نقاش واسع حول القانون مع العلم ان هناك توجها لاقرارها نظرا لاهمية القانونين على غير صعيد.

وينتظر ايضا ان تتخلل مداخلات النواب الخطابات الشعبوية على وقع الدخول في اجواء الحملات الانتخابية.

المصدر:
NNA

Journalist
Author: Journalist

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى