الفوائد الجسدية لليوغا
لليوغا فوائد كثيرة معترف بها طبياً فقد لجأ بعض الأطباء و أخِصَّائيّو العلاج الطبيعي إلى وصف اليوغا لمرضاهم. من هذه الفوائد ما هو نفسي، وهو ما سأتكلم عنه في مقال لاحق، ومنها ما هو جسدي، وهو ما سأتطرق له في هذا المقال الذي حاولت أن أجمع به بعض الفوائد الجسدية لليوغا والتي شعرت بجزء كبير منها شخصياً من خلال ممارستي:
١– تزيد المرونة
من أول الفوائد وأوضحها عند ممارسة اليوغا هي مرونة العضلات والأربطة والأوتار. ففي أول حصة يوغا لك في الأغلب لن تستطيع الإمساك بأصابع رجلك إذا كنت واقفاً دون أن تثني ركبتك. لكن بعد فترة من التدريب سترى الفرق تدريجيا حتى تصبح الوضعيات الصعبة سهلة جداً. وكلّما زادت مرونة جسمك كلما قلت إصاباتك وزادت قوة تحمل مفاصلك وعضلاتك.
٢– تُقَوِّي العضلات
عندما تزيد قوة العضلات يصبح شكل الجسم مشدود وممشوق أكثر ويتحسن القوام وتقل آلام المفاصل والعظام وتزيد قوة تحمل الجسم يشكل عام.
٣– تُحَسِّن القوام
إذا كانت العضلات مشدودة وضعيفة قد يؤثر ذلك على صحة القوام ويصبح العمود الفقري غير قائم بشكل صحي. فمثلاً إذا كانت الأوتار خلف الركبة مشدودة سيؤثر ذلك سلباً على الانحناء الطبيعي في أسفل الظر ليصبح مسطحاً مما قد يسبب آلاماً في الفقرات السفلية. لكن عند ممارسة اليوغا تزيد قوة ومرونة هذه العضلات والأوتار والأربطة مما يحسّن القوام ويجعله صحياً.
٤– تُقَوِّي المفاصل والعظام
في كل مرة نمارس اليوغا نحرّك مفاصلنا في جميع الاتجاهات بحدود نطاق حركتها الأمثل، وهذه الحركة تمنع الإصابة بالتهابات المفاصل وتآكلها. فالغضاريف الموجودة في المفاصل تشبه الإسفنج، حتى تقوم بامتصاص الماء والمواد الغدائية يجب علينا أن نضغط على جميع أجزائها بالتساوي. فكلما حركنا مفصلنا أكثر، كلما تأكدنا من وصول المواد الغذائية لجميع أجزاءه. ولكن إهمالنا لأحد مفاصلنا وعدم تحريكه بالشكل الكافي قد يسبب ضعف أو حتى تآكله مما قد يُضعِف العظام.
٥– تحمي العمود الفقري
عندما تكون العضلات قوية تُشَكِّل دعامة قوية للمفاصل والعمود الفقري فعلى سبيل المثال إذا كانت عضلات الظهر قوية ستقوم بدعم العمود الفقري وستتحمل بعض من وزن الجسم بحيث يقل الضغط على الفقرات. إضافة إلى ذلك فالأقراص الموجودة بين فقرات الظهر أو مايسمى بالـ”ديسك” التي تشكل وسائد تمتص الصدمات في العمود الفقري تتكون من غضاريف، وكما ذكرنا في الفقرة السابقة كلما حركنا الغضاريف بشكل أكبر كلما حافظنا على صحتها، وهو ما نقوم به في وضعيات اليوغا.
٦– تُحَسِّن من توازن لجسم
عندما نمارس وضعيات التوازن باستمرار كوضعية الشجرة نحن نقوم بتمرين وتقوية ما يسمى بـ”الحس الحركي” وهو الإدراك اللاواعي لموقع الجسم وموقع أعضاؤه وحركته في مكان معين، ومركز هذا الإحساس يوجد في المخيخ وتساعد في تحديده الأذن الداخلية والأعصاب الموجودة بالعضلات، وأي ضعف أو خلل في هذه الحاسة يؤثر سلباً على توازن الجسم.
٧– تُنَشِّط الدورة الدموية
ممارسة وضعيات اليوغا الجسدية “أسانا” تنشط الدورة الدموية بالجسم وتساعد على وصول الأكسجين إلى جميع خلايا الجسم. فالإسترخاء في وضعية الشافاسانا (الاستلقاء على الظهر) تساعد الدم على الحركة بشكل أفضل خصوصاً في اليدين والقدمين. أما وضعيات الاستدارة فتساعد على وصول الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم الداخلية كالجهاز الهضمي والكبد والكليتين مما يُحَفِّز هذه الأعضاء على أداء وظائفها بشكل أفضل ويساعد الجسم على التخلص من السموم. كذلك وضعيات الإنقلاب كالوقوف على اليد أو الرأس أو الكتف تساعد على تدفق الدم من القدمين والحوض إلى القلب ثم الرئتين ليُشَبَّع بالأكسجين ثم ليُكمِل دورته إلى باقي أعضاء الجسم.
٨– تُقَوِّي جهازالمناعة
إضافة إلى أن ممارسة الوضعيات الجسدية تنشط الدورة الدموية كما تكلمنا في الفقرة السابقة، فهي تنشط دورة الجهاز اللمفاوي (اللمف هو سائل يلعب دوراً كبيراً في عملية الدفاع عن الجسم، فهو يطرد البكتيريا والفيروسات إلى خارج الجسم)، وكلما نشطت دورته زادت قدرته على محاربة الأمراض وتخليص الجسم من السموم.
٩– تُحَسِّن من التنفس
اليوغا تُشجّع على التنفس بواسطة الأنف لأنه ينقي الهواء ويهيئه ليكون بدرجة الحرارة والرطوبة المناسبة قبل أن يدخل إلى الرئة. إضافة إلى ذلك، عند ممارسة اليوغا تتدرب على أن تأخذ عدد أنفاس أقل وأعمق في نفس الوقت مما يجعل نَفَسك فعّالاً أكثر بحيث يزيد من نسبة امتصاص الدم للأكسجين ويساعد على تهدئة الأعصاب. ففي عام ١٩٨٩ نشرت صحيفة “The Lancet” البريطانية دراسة تم فيها تعليم أحد تمارين التنفس في اليوغا يسمي بـ”التنفس الكامل” لمرضى يعانون من قصور في الرئة بسبب فشل القلب الإحتقاني، وبعد شهر قل معدَّل تنفس المرضى من ١٣.٤ نَفَس في الدقيقة إلى ٧.٦ نَفَس في الدقيقة، وبنفس الوقت زادت قدرتهم على ممارسة التمارين الرياضية إضافة إلى زيادة معدَّل الأكسجين في دم المرضى.
١٠– تُحَسِّن من نشاط الأعضاء الباطنية
ممارسة وضعيات اليوغا غالباً ما تُدَلِّك وتُحفِّز الأعضاء الباطنية كالجهاز الهضمي والكبد والمثانة. وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية تثبت ذلك حتى الآن لكن يُعتقد بأن ممارسة اليوغا وبالأخص وضعيات الإستدارة تساعد الجسم على التخلص من السموم.
١١– تحمي من شدالعضلات وتؤخِّر ظهور تجاعيدالوجه
هل لاحظت أنك تشدّ يديك أو رقبتك أو لسانك أو عضلات وجهك عندما تمسك بهاتفك أو عندما تركز في شاشة الكمبيوتر؟ هذه العادة اللاشعورية قد تؤدي إلى آلام مزمنة وإرهاق وضعف في عضلات الرسغ والذراع والكتف والرقبة وقد تتسبب حتى بتجاعيد في الوجه! لكن عندما تمارس اليوغا ستتدرب على معرفة جسمك أكثر وملاحظة العضلات التي تقوم بشدها لا شعورياً عندما تتوتر، وتبدأ بالتحكم بنفسك أكثر وتتدرَّب على إرخاء عضلاتك.