الفوائد النفسية لليوغا
عندما يتكلم الناس عن اليوغا عادة ما يركِّزون على فوائدها الجسدية كزيادة مرونة وقوة العضلات، وهو ما تكلمت عنه في مقال سابق. وقد يغفل الكثيرون عن فوائدها النفسية، فهناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى التأثير الفعّال لليوغا على الدماغ وعلى الحالة النفسية، لذلك خصَّصت هذا المقال لأتكلم عن بعض من هذه الفوائد:
١- تُخفِّف من القلق والاكتئاب
كما ذكرتُ في مقالات سابقة، لليوغا أنواع كثيرة منها ما يهدئ من معدّل نبضات القلب والتنفس ويخفف من ضغط الدم ليساعد على الاسترخاء، ومنها ما يزيد معدل نبضات القلب ومن سرعة التنفس وينشط الدورة الدموية ليمدّ الجسم بالطاقة والنشاط. مما يدرِّبنا على الاستجابة للضغط النفسي بمرونة أكثر والتحكم بِردَّة الفعل. وكما نُشِر في مقال تابع لجامعة هارفارد الأمريكية أن من يمارسون اليوغا باستمرار يتمتعون بمعدّل تحمل للضغط النفسي أعلى من غيرهم.
وعادة ما يُنصَح لمن يعانون من القلق والتوتر بممارسة تمارين يوغا تميل إلى الهدوء والاسترخاء حتى يهدأ الجهاز العصبي. أما من يعانون من الاكتئاب فيُنصح لهم بممارسة تمارين يوغا تَتَّسِم بطابع حركي أكثر حتى تزيد من معدَّل نبضات القلب فتمدّ الجسم بالنشاط والطاقة والحيوية حتى يُخرج الإنسان من جو الاكتئاب.
٢- تُقوِّي من التركيز وتُنشِّط الذاكرة
قد تحاول أحياناً تذكُّر حدثاً ما حصل قبل بضعة أيام ولكنك تجد صعوبة في ذلك. لماذا ننسى أحداثاً حصلت في الماضي القريب؟ لأننا لم نكن حاضرين ذهنياً عند حصول هذا الحدث، كما هي حالنا عند ممارسة أغلب نشاطات حياتنا اليومية. لكن عند ممارسة اليوغا نتعلم كيف نصفي ذهننا ونقوم بالتمارين بكامل تركيزنا، ومع التدريب المستمر ينعكس هذا التركيز والحضور الذهني في اللحظة التي نعيشها على حياتنا اليومية وبالتالي يسهل استرجاع هذه الأحداث من الذاكرة.
٣- تساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل
هناك قسمين رئيسيين تابعين للجهاز العصبي اللاإرادي وكل منهما يُكمِّل الآخر ويعمل عكس الآخر. الأول هو الجهاز العصبي الودي “sympathetic Nervous System” وهو المسؤول عن تحفيز الجسم ومن المعروف عنه أنه يَنشُط عند الشعور بالذعر أو الارتباك أو التوتر أو الغضب، مثلاً عندما يتعرض الشخص إلى مطاردة أو هجوم، فيقوم بتحفيز الجسم على إفراز الأدرينالين وزيادة معدل نبضات القلب وسرعة التنفس وتنشيط الدورة الدموية ويزيد معدَّل السكر والكوليسترول في الدم حتى يمدّ الجسم بالطاقة الكافية للتعامل مع الموقف. هذا القسم مفيد ومهم جداً لكن كثرة نشاطه تؤثر سلباً على صحة الجسم. أما القسم الثاني فهو الجهاز العصبي نظير الودي “Parasympatatic Nervous System” وهو المسؤول عن إعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي فيقوم بإعادة كل من نبضات القلب والتنفس والسكر والدهون وضغط الدم والدورة الدموية إلى معدلها الطبيعي حتى يحفظ طاقة الجسم. عندما يطغى عمل الجهاز العصبي نظير الودي على الجهاز العصبي الودي يكون الإنسان في حالة استرخاء وسكون جسدياً ونفسياً. وممارسة اليوغا تشجِّع على التنفس بهدوء والتركيز على الحاضر مما يقلل من عمل الجهاز العصبي الودي ويحفِّز الجهاز العصبي نظير الودي، وبالتالي يساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل وأعمق.
٤- تساعد على اتخاذ قرارات افضل
كما ذكرنا في نقاط سابقة، ممارسة اليوغا تُدَرِّب على الحضور ذهنياً وتُقوِّي من التركيز وتساعد على توازن الجهاز العصبي، فبالتالي توفِّر بيئة مثالية لاتخاذ قرارات أفضل.
٥- تخفف من الاضطرابات النفسية المصاحبة لسن المراهقة
عادة ما يمر الإنسان بمرحلة تقلبات مزاجية في سن المراهقة وقد يصعب التحكم في هذه الحالات النفسية، لكن حسب دراسة نُشِرت على موقع “Science Daily” فإن طلاب المرحلة الثانوية الذين يمارسون اليوغا باستمرار لا يعانون من تقلُّبات في المزاج، ومُعدّل التوتر والقلق لديهم منخفض، ولديهم القدرة على التحكم بالغضب بشكل أفضل مقارنة بغيرهم مِمَّن لا يمارسون اليوغا.
٦- تساعد على تخفيف آثار الصدمات النفسية
هناك حالة نفسية تسمى اضطراب ما بعد الصدمة “Post-Traumatic Stress Disorder” وتصيب الإنسان بعد التعرض لصدمات نفسية ولها عدة أعراض منها رؤية أحلام مزعجة أثناء النوم والأرق. أثبتت الدراسات بأن ممارسة الهاتا يوغا تساعد على معالجة مثل هذه الحالات إضافة جلسات إلى العلاج النفسي.