باسيل من جنيف: الوضع لا يبشر بالخير وما حصل بسوريا يمكن أن يحصل عندنا
غادَر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل جنيف عائداً إلى بيروت بعدما شارك في المؤتمر العالمي للاّجئين، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية.
وكان باسيل أجرى في جنيف سلسلة اجتماعات مع عدد من نظرائه، وبحث معهم موضوع النزوح السوري. كما شارك في الإجتماع الرباعي الخاص بعودة النازحين السوريين الذي ضمّ وزراء خارجية تركيا، العراق، والأردن.
وخلال المؤتمر كانت لباسيل كلمة جاء فيها:
“نادراً ما يصبح شعب مضيف للنازحين مهدّداً هو بالنزوح، وغالباً ما يسقط الأبرياء في تحركات شعبية معترضة على سياسات إقتصادية فاشلة، وهذا ما لم يحصل عندنا، فلبنان هو البلد الوحيد الذي لم يتعرض أهله في عز غضبهم المطلبي للنازحين الذين يستضيفهم بسعة صدر بالرغم من أنّ وجودَهم هو أحد أسباب هذه الأزمة الإقتصادية. هذا يشير إلى رقي الشعب اللبناني بإستضافته لأكبر حالة نزوح تسجل في تاريخ البشرية والمقدرة بـ200 نازح في الكيلومتر المربع الواحد وتوازي نصف شعبه. فلبنان البلد الرسالة، الذي بقي مساحةً للتنوع، فتح أبوابه لكل من إضطهد، بدءاً من إخوانه الفلسطينيين، وصولاً الى إخوانه السوريين.
تحذيري اليوم أن مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين قد يتوجهون من أرض لبنان اليكم، بسبب ما يخطّط لنا. أتمنى أن أكون مخطئاً، فننجو معاً من مخاطر اللجوء (وأعباء الإندماج) الذي تدفع أوروبا ثمنه تطرفاً يمينياً متزايداً، يقابله تطرف آخر يمهد لكافة الصراعات. ماذا سيحل بالإعتدال عندها بعد أن كانت أوروبا إنتهت من النازية والفاشية وكل أشكال العنصرية؟
سيداتي سادتي،
الوضع لا يبشر بالخير، ما حصل في سوريا مهدّد بتكرارِه عندنا، وهو دليل على تدمير بلد وتهجير شعب بسبب إرغامه على وصفات سياسية معلّبة فهل هذا ما يراد للبنان؟ إن مأساة النزوح واللجوء مسؤولية مشتركة، فإمّا أن تتحملوا أعباءها أو أن تتحملوا نتائجها!! حافظوا على لبنان ودعوا شعبه يعيش فهو يستحق الحياة”.