تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

“الهوس” بالهاتف المحمول ينقلب رفضاً لدى اللبنانيين بعد ارتفاع الأسعار !!

كتب د.مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:

“التجغيل” بالهاتف المحمول ظاهرة لطالما عُرف بها اللبناني خصوصاً لجهة حداثة طرازه ونوعه وميزاته، أينما ذهب أكان في مركز عمله أو في منزله أو أي مكان يقصده، حياة بالكامل وراء شاشات الهاتف الذكي في عالم افتراضي، هذه الصفة وغيرها لم تعد كافية لتحفيز اللبنانيين على التمسك بهواتفهم الذكية، بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية، وارتفاع أسعار الهواتف وبطاقات التشريج، أضعاف أضعاف ما كانت عليه قبل ثورة تشرين 2019.

ويؤكد نزار الأعور صاحب محل لبيع وتصليح الهواتف الخليوية في عاليه في حديث لـ “هنا لبنان” أن نظرة اللبنانيين إلى الهواتف الذكية قد تغيّرت حتماً، “وبعد أن كان نصف زبائني من الصغار والكبار ومختلف الأعمار يحملون هاتفين أو ثلاثة، ولا يحملون هم تشريجها عندما كانت الأسعار تحسب على سعر الدولار 1500 ليرة، تغيرت القصة اليوم كليًّا إلى درجة تراجع نسبة الإقبال على شراء هاتف جديد إلى حدود 85%”.

ويعزو هذا التغير في موقف المواطن حيال الهاتف الذكي إلى ارتفاع أسعار بطاقات التشريج أضعاف ما كانت عليه، فمثلاً البطاقة التي كانت تباع بـ 40 ألف ليرة بات سعرها اليوم 250 ألف ليرة، لافتاً إلى اختفاء ظاهرة حمل الزبون هاتفين أو ثلاثة، والاكتفاء بهاتف واحد، حتى أن قسماً من زبائنه تخلى عن حمل الهاتف نهائياً بسبب الارتفاع الخيالي للأسعار.

“في حال تعطل هاتفي وتبين أن تصليحه مكلف، فلن أقوم بذلك ولا بشراء هاتف جديد، بكل بساطة سأعيش من دون هاتف، ولن أسمح لشركتي ألفا وتاتش بسرقتي، ورب ضارة نافعة لأنني سأخرج من عالم التواصل الاجتماعي الافتراضي ووجع الرأس الذي تجلبه لي” تعلّق رولا م. (35 عاماً، مهندسة تصميم داخلي) وملامح الرفض من قرار وزير الاتصالات الأخير برفع أسعار بطاقات التشريج في الشركتين تغلف وجهها.

أما تلفون “أبو لمبة” فكان ولا يزال هو المفضل عند وليد حلوم الذي لم يستخدم تطبيق الواتس آب ولا الفايسبوك ولو يوماً واحداً في حياته، فهذا الهاتف قوي في احتمال الصدمات وعملي أكثر وحجمه صغير مقارنة مع الموديلات التي نشهدها اليوم في السوق. “إلا قديمك ما يفيدك، الجديد لا يفيد”، يقول حلوم وهو يقص شعر أحد زبائنه من داخل صالونه الرجالي في محلة عين الدلبة- طريق المطار.

أمّا زياد خ. (موظف في إحدى الوزارات) فيكشف عجزه عن تصليح هاتفه “اشتريته في العام 2020 قبل ارتفاع الأسعار، واليوم يحتاج إلى عدة قطع لكنني أستعمله على أعطاله لعجزي عن تأمين 100 دولار فريش دفعة واحدة، أنا أقبض راتبي على سعر الصرف 1500 ليرة للدولار وهو لا يتجاوز الـ 4 ملايين ليرة، فيما أسعار الهواتف وقطع الغيار والإكسسوارات كلها تسعر بالدولار على سعر الـ 30000″، سائلاً كيف لهذه المعادلة أن تركب؟ ربما سأتخلى عنه خلال الأشهر المقبلة.

أمام هذه الواقع يبدو الإقبال كبيراً على الهواتف الصينية نظراً لأسعارها المعقولة وأحياناً الرخيصة مقارنة مع هواتف سامسونج وآيفون بتصاميمهما المختلفة والحديثة، إثباتاً لفكرة أن اللبناني دائماً يبحث عن البديل حتى لو كان هناك فارقاً في النوعية” ربما يكون هذا مرحلياً، لكنه ضروري عند من يجد نفسه مضطراً لحمل الهاتف الذكي، كما أن أسعار القطع والإكسسوارات الخاصة بها رخيصة مقارنة مع سامسونج وآيفون الهواتف الأكثر رواجاً في لبنان، يكشف محمد ف. (صاحب محل هواتف خليوية في بلدة العين البقاعية).

وبالعودة إلى الأعور نجده يشدد على أن الهاتف الذكي لم يعد أبداً رفاهية كما كان من قبل، بل تحول إلى حاجة يتمسك بها الزبون للضرورة القصوى، مستذكراً زيارة أكثر من زبون في الأسابيع الماضية له، حاملين معهم هواتف مستعملة كانوا قد أحالوها إلى “التقاعد” (وفق تعبيره) ومن دون خجل، لعدم قدرة كل منهم على شراء هاتف جديد أو حتى مستعمل (بحالة جيدة) خطوة لم يكونوا يتجرأون على فعلها قبل رفع أسعار البطاقات ووصول سعر صرف الدولار إلى 30000 ليرة .

ويختم كيف اليوم للعسكري أو الأستاذ أو التلميذ أو الموظف العادي شراء هاتف بميزات جيدة من حيث السرعة والذاكرة بسعر لا يقل عن 300 دولار أي 9 ملايين ليرة؟ الزبائن موجودون لكن نسبتهم لا تتجاوز الـ 15 % . وبالتأكيد هذه النسبة ستستمر في التراجع.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى