تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

خصوم “حزب الله” يقدّمون له حجّة قوية على طبق من ذهب!

في ظلّ الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والمالي والتحلّل الناتج عنه في بنية الدولة ، تتفاقم الفوضى الاجتماعية والسياسية حتى أن الإشكالات المتنقلة بدأت تطال كل الجوانب والتي آخرها كان أمس في معرض “بيروت العربي والدولي للكتاب” الذي يُقام سنوياً ويعتبر من أهم الفعاليات الثقافية في بيروت.

فبعدما أقدمت مجموعة من الناشطين على اقتحام الجناح الايراني في المعرض مطلقة شعار “بيروت حرة ايران اطلعي برّا” وقامت ببعثرة الكتب وتحطيم مجسّم للّواء قاسم سليماني (قائد عسكري في الحرس الثوري للجمهورية الايرانية حتى مقتله) رفضاً لمظاهر الهيمنة الايرانية على لبنان، على حدّ تعبيرها، حصل تدافع بينها وبين الشبان المشرفين على الجناح الذين قاموا بالاعتداء عليهم وطردهم خارج المعرض.

وبعيداً عن موضوع الخلاف المباشر، فإن الاشكال يطرح الكثير من التساؤلات التي يتوجّب على خصوم “حزب الله” المتضامنين مع المعتدى عليهم الإجابة عليها.

مما لا شك فيه، ويجب التأكيد عليه منعاً للتأويل، أن كل أشكال العُنف مستنكرة ومُدانة مهما كانت دوافعها او مهما وصفت بردّ الفعل، غير أن بعض الاسئلة في السياسة جائزة لا سيما تلك المستندة الى حروب الرأي العام الدائرة بين الأفرقاء المتنازعين في الساحة اللبنانية.

يرفع خصوم “حزب الله” شعاراً صريحاً وواضحاً يخوضون به معاركهم السياسية ضد “الحزب” متّهمين إياه بقمع حرية الرأي في لبنان والتحكّم بها بشكل او بآخر. وبعيداً عن مدى صوابية هذا الادّعاء من عدمه، إذ أبرز خصومه مراراً عدّة أدلة على ذلك من بينها احراق عدد من محلات الكحول في المناطق الخاضعة لنفوذه او منع “المايو” مثلا في بعض أماكن السباحة في القرى الجنوبية، او ما يُحكى عن ما قبل “السحسوح” وما بعده، واتهامه باغتيال بعض الناشطين المعارضين في الفترة الأخيرة، لكن هل كان حراك أمس مجرّد عملية احتجاج على رفع صور سليماني أم أنه اعتداء فاضح على حرية الآخر في إبراز نشاط ثقافي ضمن القوانين التي تسمح بها الدولة اللبنانية والشروط الملائمة التي يفرضها القيّمون على المعرض؟

وهل يمكن اعتبار الهجوم الذي حصل على جناح في “معرض بيروت العربي والدولي” فِعلاً ديمقراطياً؟ كيف يمكن لخصوم الحزب بعد اليوم اتهامه بقمع الحريات في مناطقه او بمحاولة الاستئثار بالرأي الواحد، في حين أنهم أبدوا دعماً بل تهليلاً لاعتداء سافر على منصّة ثقافية في معرض يُتيح المجال لكافة الدول بعرض ثقافاتها عبر جناحات مخصصة؟

أخطأ معارضو “حزب الله” أمس حين ندّدوا فقط بالاعتداء على الناشط

من دون استنكار تعدّيه أيضاً، وإذا كان التهجّم على شفيق بدر مدان الى حد بعيد، اذ إن محاسبته تقع على عاتق الأجهزة المختصة ضمن الأطر القانونية، فإن الاستنسابية ستقدّم لـ “حزب الله” حجة قوية على طبق من ذهب للتصويب على خصومه الذين يكيلون بمكيالين سياسياً واعلامياً ما سيصبّ لصالحه في العديد من المحافل والاستحقاقات!

هكذا يستمرّ خصوم “حزب الله” بالوقوع في المطبّات التكتيكية في خضمّ مواجهاتهم الاعلامية ومعاركهم لتوجيه الرأي العام، ويملك الحزب بالمقابل الأداوت الكافية لاستغلال أخطاء خصومه بهدف إثبات سرديّته بالاستهداف غير المبرر!

المصدر : لبنان ٢٥

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى