«فتّش عن الأرخص»… سوق المطاعم الشعبية يزدهر في لبنان
كتبت جويل الرياشي في الأنباء الكويتية :يتميز المطبخ اللبناني الصباحي العربي بأطباق شهيرة، يتشارك في بعضها مع المطبخين المصري والفلسطيني، في أطباق الحمص والفول الى الفلافل والمشوسة والمسبحة والبليلة وغيرها.
ومن الأطباق اللبنانية المشهورة شرحات اللحم الساخنة وأنواع أخرى من اللحوم بينها النخاع وآخرها شرحات الدجاج والقريدس المقلية مع البصل والثوم، الى البيض البلدي المقلي مع اللحم والقاورما.
ظاهرة قديمة متجددة تلقى رواجا في أيام الشتاء، أعادتها الضائقة المالية التي تشهدها البلاد، منذ الاحتجاجات غير المسبوقة التي اندلعت في 17 أكتوبر الماضي، ما عكس اندفاعا غير مسبوق من الزبائن عليها.
«لدينا مصلحة والحمد لله، علينا الحفاظ على الزبائن وعدم إغضابهم»، يقول خليل صاحب مطعم «خوليو» الكائن في أحد أزقة منطقة الأوزاعي الشعبية على المدخل الجنوبي للعاصمة بيروت.
سبق لـ «خوليو» العمل في مشاريع ضخمة عدة تعنى بتقديم المأكولات، الى ان قرر فتح مصلحته الخاصة.
مطعم صغير في منطقة شعبية تشتهر بتحولها من منطقة راقية قبل الحرب الأهلية منتصف سبعينيات القرن الماضي، الى أحد أشد أحزمة البؤس في الضواحي المحيطة بالعاصمة.
ويقول الرجل الذي بلغ أواخر الخمسينيات، إنه راض بما يحصله، ولا يعتزم توسيع مصلحته، «لأنها تسير بشكل جيد ولا شيء يستحق المجازفة».
وهذا ما يحصل أيضا مع حسين طباجة الإداري في نادي الراسينغ بيروت، الذي يدير مطعمه الصغير في الشياح (الضاحية الجنوبية لبيروت) بالطريقة عينها التي استهل العمل بها منذ 3 عقود في الشياح.
وفي الضاحية الجنوبية أيضا مطاعم «خليفة» الشهيرة، و«الهاني» المتعدد الفروع الذي يتميز بديكوره وأسعاره المدروسة.
وكذلك «فلافل أبو نبيل» تتوزع فروعها في بيروت بين عائشة بكار (قرب دار الفتوى) والمزرعة.
أما أشهر المطاعم فهو «السوسي» في عائشة بكار الذي انتقل من خلف مبنى البلدية في وسط بيروت الى مقره الحالي بعد حرب السنتين (1975 ـ 1977)، ويواظب صاحبه على العمل بنفسه بعدما ورث المصلحة عن والده.
ويمكن بسهولة تبيان معلومات عن «السوسي» عبر الشبكة العنكبوتية، وهو حظي بتحقيق مصور دسم عبر شبكة «سي ان ان» الأميركية، الا ان المطعم مشهور ايضا بأسعاره «النار» وأطباقه الصغيرة!
وفي جبيل، يتكرر المشهد مع مطعم «الجوكر» خلف سرايا جبيل (مدينة متوسطية تقع بين بيروت وطرابلس).
يحتفظ صاحب المطعم ابن بلدة حالات الساحلية بطريقة العمل نفسها مع زوجته منذ سبعينيات القرن الماضي، علما انه رفض عروضا عدة لفتح فروع إضافية.
في جبيل أيضا سلسلة مطاعم «القدوم» التي انطلق صاحبها سامي القدوم من كشك صغير لبيع الفلافل، وبات يملك ما يسمى «امبراطورية القدوم»، وهو يقدر قيمة مصلحته حاليا بـ 20 مليون دولار أميركي.
وكما في بيروت وجبيل كذلك في طرابلس، ينتشر هذا النوع من المطاعم بقوة، بينها ما يحافظ على طبيعة تأسيسه مثل «أبو رامي» في منطقة الميناء، وآخر قرر تكبير المصلحة وإقامة مزيد من الفروع مثل «أبو سعيد» الذي بدأ في محل صغير في الميناء ثم توسع في شكل مضطرد.
«فتّش عن الأرخص» شعار جديد يبدو أنه سيكون ملازما لفئة كبيرة من اللبنانيين في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.