تابعوا قناتنا على التلغرام
نشاطات وثقافة

بالصور : فندق “فينيسيا” ينطلق بقوة متجاوزاً آثار الإنفجار والإنهيار !

شهد فندق “فينيسيا” أحداثاً جميلة ومأسوية، واستقبل ملوكاً ورؤساءَ وسفراءَ ومشاهيرَ وشخصياتٍ رفيعةً، وأهمّ المناسبات والمؤتمرات. ورغم الظلام الذي يسود لبنان، لا يزال القيّمون على فندق “فينيسيا” يرون فسحة أمل في لبنان، ومساحة ملائمة للاستثمار في القطاع الفندقيّ الذي لطالما اشتهر به لبنان وشكّل أحد أعمدة اقتصاده. الفندق الذي رافق صورة بيروت لعقود طويلة، وبعدما اضطرّ إلى الإقفال جراء انفجار المرفأ، يفتح أبوابه من جديد لاستقبال زبائنه الأوفياء الذين نووا زيارة لبنان من أجله.

مرّ على فندق “فينيسيا” ثلاثة إقفالات منذ تأسيسه في عام 1961. الإقفال الأوّل كان نتيجة الحرب الأهلية في عام 1975. والإقفال الثاني كان بعد الانفجار الذي استهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عام 2005، وثالث الإقفالات وآخرها كان بسبب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020.

بعد انفجار 2005، كانت أضرار الفندق شبه طفيفة، فلم يطل الوقت لمعاودة نشاطه، أي بعد ثلاثة أشهر على وقوع الانفجار، بينما بعد انفجار المرفأ، أقفل الفندق أكثر من سنتين متتاليتين بسبب الأضرار الجسيمة التي تعرّض لها.كان قرار إقفال الفندق، نتيجة الدمار الكارثيّ الذي حلّ به، ولم يكن للعامل المادّي أيّ عائق لإعادة فتحه. لكنّ الإجراءات المتعلّقة بشركة التأمين التي يتعامل معها الفندق، وريثما أُنجزت إجراءات تقييم الأضرار وأنهت إدارة الفندق هذا الجانب، مكّنت من إعادة فتح أبوابه من جديد، فهذه الإجراءات تستغرق وقتاً طويلاً. هذا ما توضحه مديرة المبيعات والتسويق في فندق “فينيسيا”، سينتيا فلوطي.

عادة، ينظر المستثمِر إلى ظروف البلاد التي يودّ أن يؤسّس فيها. ويُعدّ فتح فندق “فينيسيا” في هذا التوقيت من الأزمة، مؤشراً إيجابياً في ظل السوداوية التي يمرّ بها لبنان. مؤشّر يبعث الأمل، ويرسل إشارات إيجابية لأيّ مستثمِر آخر، تؤكّد فلوطي في حديثها لـ”النهار”.

وعلى مستوى القطاع الفندقيّ في لبنان، يتطلّع أيّ مستثمِر إلى حركته والإنفاق فيه، إلى جانب الظروف المحيطة. ففي لبنان، تلفت فلوطي إلى أنّه منذ أن انهارت الليرة، لم ينهَر القطاع الفندقي، بحيث لم يتأثّر السيّاح والمغتربون بالأزمة الاقتصادية أبداً، لا بل على العكس، زاد إنفاقهم، لكنّ الظرف الأمنيّ هو العامل الوحيد الذي قد يهدّد أيّ مشروع محلّي.

ونظراً إلى أنّ الوضع الأمني مستقرّ، رغم الأزمة الاقتصادية، استمرّ توافد الآتين من الخارج من سيّاح من دول قطر والكويت والعراق والأردن، وبعض الأجانب، وشريحة كبيرة من المغتربين اللبنانيين التي كانت داعماً كبيراً للفنادق خلال السنتين الماضيتين. واستأنفت الفنادق فتح أبوابها فور انحسار جائحة كورونا. وعالميّاً، عادت السياحة لتنشط، والأمور تتّجه نحو الإيجابيّة في هذا القطاع، ما دام الوضع الأمنيّ مستقرّاً، وفق فلوطي.

جميع هذه العوامل كانت كفيلة بأن يدرس القيّمون على الفندق السوق اللبنانيّ، وقطاع الفنادق فيه، إذ وجدوا أنّه لا يزال نشيطاً، فلم يقفل أيّ فندق نتيجة الأزمة، بل أقفل بعضها نتيجة الانفجار في 4 آب. وبحسب فلوطي، “القطاع السياحيّ في لبنان مشجِّع للاستثمارات الخارجيّة”.

ومن الطبيعي أن تشجّع خطوة فندق “فينيسيا” فنادق أخرى على معاودة أنشطتها. فإعادة انطلاق هذا الفندق العريق، وفق فلوطي، “لا تشكّل إيجابية للفنادق الأخرى فقط، بل هي أولاً إشارة إيجابيّة لبيروت، وهي إشارة إيجابيّة أيضاً للسيّاح المعتادين على النزول في هذا الفندق”، إذ ورد إلى إدارة الفندق كمّ هائل من ردود الفعل الإيجابيّة السعيدة ليس بانطلاقة الفندق فحسب، بل بانعكاسها الإيجابيّ على صورة لبنان وبيروت.

كذلك، تؤكّد فلوطي أنّ فنادق أخرى تضرّرت من الانفجار تنتظر إجراءات التأمين لتعاود فتح أبوابها. لكنّ فندق “فينيسيا” كان من أوائل الفنادق التي فتحت أبوابها بعد هذه الكارثة.

وفيما فتح الفندق أبوابه في الثالث من الشهر الجاري، بدأت الحجوزات منذ أوّل الشهر. وخلال هذا الأسبوع، حجز عدد كبير من زبائن الفندق للسياحة في لبنان.
وبينما يتضمّن الفندق 3 أبراج، فُتح منها برج يتضمّن مئتي غرفة، وقد حُجز منها 175 حتى الآن. كما فُتح برج الأجنحة الذي يتضمّن 33 جناحاً. أمّا البرج الثالث، الذي يتضمّن 265 غرفة، فسيُفتح في المرحلة المقبلة. وباستثناء البرج الثالث، فتح الفندق بجميع خدماته من المطاعم إلى الـ spa إلى النادي الرياضي إلى القاعات، وصولاً إلى محالّ التسوّق التي كانت تنشط في باحته.

وعن سبب التأخّر في فتح الفندق في أواخر موسم الصيف بدلاً من أوّله، تقول فلوطي إنّهم كانوا محكومين بإجراءات التأمين، إذ ريثما أُنجزت، كان موسم الصيف قد بدأ. لذلك، مهّدت الإدارة في أواخر هذا الموسم، لانطلاقته بزخم في موسم الصيف المقبل.

والجدير بالذكر أنّ أسعار الليلة في فندق “فينيسيا” تبدأ من 250 دولاراً زائد الضريبة، تبعاً لنوع الغرفة والمنظر الذي تطلّ عليه. ولسان الحال الى كل الزبائن: “بيروت ترحب بكم”.

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى