طغيان أطياف “المستقبل” و تفاوت في المشاركة الانتخابية…
تزامن النهار الانتخابي في دائرة الشمال الاولى مع ضباب كثيف لف بلدات و قرى عكار، فكان الطقس المتقلب بين غيوم وزخات من المطر الخفيف إنعكاسا لاقتراع لم تشهد له عكار مثيلا، لناحية النسبة الانتخابية المتدنية من ناحية ، كما ارتباك الماكينات الانتخابية من الناحية الأخرى .
انطلق الاقتراع ، بتوتر نسبي بعد حادثة إطلاق نار عند الصباح في ظهر الليسية ، وكادت ان تنغص سير العملية الانتخابية لولا تطويقها سريعا ، في حين مر الوقت ثقيلا حيث لم تتجاوز نسبة الاقتراع ال ١٤٪ حتى الساعة الثانية ظهرا.
تفاوت الإقبال على صناديق الاقتراع بين منطقة و أخرى، فقذ شهدت مراكز الاقتراع في القرى ذات الغالبية العلوية منذ الصباح الباكر، فيما وصلت عند الثقل السنّي إلى مستويات متدنية للغاية لم تشهدها عكار خلال تاريخها الحديث ، اما عند الصناديق المسيحية فكانت المشاركة دون المستوى المطلوب ومخيبة للآمال بشكل عام.
في أداء الماكينات الانتخابية، برز أداء متميز لماكينة” التيار الوطني الحر” والتي عمدت إلى صب اصواتها منذ الصباح الباكر، فيما المفاجئة كانت في تراجع ماكينة القوات اللبنانية، حيث اقتصر حضور مناصريها على الخيم المنصوبة أمام المراكز.
الحاضر الابرز كان “تيار المستقبل” كما أطياف زعامة سعد الحريري رغم القرار بالانكفاء ، فقد برهن الحريري بأنه الاقدر على قيادة شارعه ، ولولا الخرق الذي سجلته بلدة عكار العتيقة لأمكن الجزم بأن الحريري استطاع فرض مقاطعة شاملة ، فالحالات الشعبية في البيئة السنيّة برهنت على أنها على ضفاف المستقبل، ولم تنجح في الاستفادة من أصوات القاعدة المستقبلية.
تصدر وليد البعريني الواجهة سنيّا ، كونه في طليعة المتقدمين تلاه محمد يحي الذي استطاع تأمين بلوك شكل رافعة للتيار الوطني الحر، وسط تضارب في كيفية اتجاهات التصويت ، حيث من الصعب التكهن بكيفية احتساب الحواصل كما الكسور.
