تابعوا قناتنا على التلغرام
اخبار لبنانانتخابات لبنان

ماذا حصل فعلاً حتى يعلن عون انقلابه على زملائه في “الوطني الحر”؟

ليس سرّاً أنّ اختيار المرشّحين وتركيب اللوائح التي ضمّت مرشّحي التيار الوطني الحرّ شابتهما إشكاليات عدّة تتعلّق بكيفية الاختيار وحيثيّة المرشّحين.

وليس سرّاً أيضاً أنّ بعض المرشّحين الذين لم تتبنَّهم قيادة التيار الوطني الحرّ لخوض الاستحقاق المقبل عبّروا عن اعتراضهم علناً في وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام

منهم:

– النائب زياد أسود الذي اعترض على الآليّة التي يتّبعها التيار في اختيار المرشّحين، وخروج خلافه الحادّ مع النائب السابق أمل أبو زيد إلى العلن.

– والنائب حكمت ديب الذي خرج عن صمته في حلقة تلفزيونية وحمّل قيادة التيار مسؤولية إقصائه عن لائحة بعبدا لمصلحة البحث عن متموّلين.

– أمّا ما يقوله النائب ماريو عون في مجالسه الخاصة قبل أن يصل به الامتعاض إلى حدّ إعلانه على وسائل الإعلام فله وقع مختلف.

إذ وصل به الحدّ إلى الإعلان أنّه لن يصوِّت هو ومؤيّدوه لمصلحة مرشّحي التيار في اللائحة، بل سيصوِّت لرئيس حزب التوحيد وئام وهاب، عسى ذلك يؤدّي إلى إسقاط زميله في التيار المرشّح عن المقعد الكاثوليكي غسان عطالله.

فماذا حصل فعلاً حتى يعلن عون انقلابه على زملائه في التيار الوطني الحرّ؟

بدأ الإشكال منذ الانتخابات التمهيدية التي اعتمدها التيار الوطني الحرّ. يومذاك أُبلِغ ماريو عون أنّ

غسان عطالله جاء في المرتبة الأولى في التصويت الداخلي، فوقع الخيار عليه ليكون مرشّح التيار في اللائحة.

لم يرُق هذا الأمر لعون الذي قال إنّه “ليس نعجة ليُذبح بهذه الطريقة”.

وكتب التغريدة التالية:

“مع بدء الحملات الانتخابية البعض يسأل عن غياب النائب ماريو عون عنها!! الحقيقة أنّي استُبعدت عنها من قِبَل القيادة إفساحاً بالمجال

لإنجاح مرشّحَيْن اثنين في دائرة الشوف ليس باستطاعتهما الفوز مع استمراري مرشّحاً لأنّي الأقوى شعبيّاً. في الختام أنا تيار وطني حرّ مؤسّس وسأستمرّ في نضالي”.

المرشّحان المسؤولان عن استبعاده هما

“فريد البستاني وغسان عطالله، الأوّل لأنّه يموِّل الحملة، والثاني لأنّه قريب من باسيل”،

يقول عون في شرحه لملابسات استبعاده. يتحدّث عون بلهجة عالية السقف، متّهماً جبران باسيل بـ”أحاديّة القرار وبتهميش صوت الساحل الشوفيّ المتمثّل بأهالي الدامور”، قائلاً: “ليتحمّلوا النتائج، والآتي أعظم”.

خسارة باسيل 10 نواب

يقصد عون أنّ كتلة باسيل النيابية التي وصلت إلى 24 نائباً ستنحسر لتصل إلى 15 نائباً. وهذا ما سيرتّب على باسيل القيام بمراجعة نقدية لأدائه.

هجوم عون على قيادته وصل إلى حدّ التهديد بأنّه سيصوِّت لوئام وهاب،

مع الكتلة التي صوّتت له في الدورة الماضية والتي بلغت 5,000 ناخب، وفق حساباته.

عسى أن يؤدّي ذلك إلى خسارة زميله غسان عطالله، الذي اتّهمه بأنّه المسؤول عن استبعاده من اللائحة.

وحكماً ستنعكس هذه الخلافات سلباً على نتيجة الانتخابات

بسبب التخبّط الذي تعيشه القاعدة الشعبية للتيار المنقسمة على بعضها بسبب الخلافات.

بدوره يرفض المرشّح الكاثوليكي غسان عطالله النزول إلى مستوى الهجوم الذي تعرّض له من ماريو عون،

مكتفياً بالقول لموقع “أساس” إنّ “عون من الجيل الذي تعلّمنا منه في التيار،

دعمناه في معركة نقابة الأطباء وفي المعركة النيابية الماضية، وما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا”.

وكتب التغريدة التالية:

“الدكتور ماريو عون هو مناضل ورفيق في التيار، كانت له مسيرة سياسية ونقابية حافلة بالإنجازات،

ولطالما كان وسيبقى مثالاً أعلى لي، ولا أشكّ أبداً في التزامه الحزبي ومناقبيّته”.

باسيل يريد “الشباب”؟

بينما يحاول عطالله الترفّع عن الدخول في سجالات يدرك الجميع في التيار أنّها لن تكون لمصلحة أحد فيه،

بل ستزيد من تصدّعات الفريق الواحد، يعلن ماريو عون أنّ موقفه هذا لن يتراجع عنه، وإذا لم يعجب قيادة الحزب فلتقُم بطرده.

كان وقع كلام النائب العوني ثقيلاً على جمهور التيار الذي اعتبره “غير وفيّ” لفريقه السياسي لسبب وحيد هو أنّه لم يتمّ ترشيحه للانتخابات.

في المقابل، تتروّى أوساط قيادة التيار في التعامل مع المعترضين، وتؤكّد أنّها اختارت مرشّحيها ضمن آليّة وبحسب إنتاجية العمل.

وفي الشوف “حان الوقت للتغيير وإيصال غسان عطالله صاحب الباع الطويل في النضال وفي العمل الجادّ”.

يبحث باسيل عن شباب أشبه بالدينامو للعمل على الملفّات المستقبلية، وبروفايل ماريو عون لا تنطبق عليه هذه الأوصاف.

ربّما يكون خطأ باسيل هو عدم مراعاة مشاعر النواب المبعدين ولا التنبّه إلى محاذير إقصائهم على القاعدة.

فهل يؤدّي التوتّر في قاعدة التيار في الشوف إلى انهزام غسان عطالله على يد رفيقه في التيار ماريو عون؟

المصدر :

جوزفين ديب – اساس ميديا

Nour
Author: Nour

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى