القرار إتُخذ ! سعودية جديدة في لبنان.. إليكم التفاصيل
تطوّر إيجابي لافت شهدته العلاقة اللبنانية الخليجية في ظلّ كلام عن “عودة قريبة للسفيرين السعودي والكويتي إلى لبنان”، وعلى ما يبدو فإنّ السعودية تلقّفت إيجاباً موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد “إلتزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التَّعاون مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التَّعاون الخليجي”.
كما شدّد ميقاتي على “ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة ودول مجلس التعاون وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان”.
هذا الموقف رحّبت به السعودية، بما تضمنه من “نقاط ايجابية”. كذلك حذت الكويت حذوها حيث أعرب وزير خارجيتها عن ترحيبه بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من تجديد التزام الحكومة اللبنانية بالقيام بالإجراءات اللازمة لاعادة لبنان لعلاقاته مع دول مجلس التعاون.
وللإطلاع على تفاصيل وخلفيات هذه التطوّرات وإرتباطها بالوضع الدولي والإقليمي، قال الخبير في العلاقات الإيرانية خالد الحاج: “لا شك في أن المرحلة السياسية الجديدة في المنطقة لعبت دورها، وعلينا أن نعترف بأن السعودية تدير ملف السياسة الخارجية للمملكة بطريقة براغماتية مختلفة جداً عن تجاربها السابقة”.
ولفت الحاج إلى أن “السعودية اليوم تبحث عن مصالحها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، ومن هذا المنطلق سنرى أن السعوديين الذين كانت تربطهم علاقات بالولايات المتحدة الأميركية كامتداد تاريخي، هم بشكل مفاجئ يقرؤون الاتفاق النووي مع إيران الذي سيتم توقيعه خلال أيام والذي حصلت من خلاله إيران على إنجازات كبيرة جداً، إذ من الواضح أن الإيرانيين إستفادوا من الأزمة الأوكرانية ومن الصراع الروسي – الأميركي ليحصلوا على أكبر عدد ممكن من المكاسب”.
وعن تداعيات الاتفاق النووي على الساحة اللبنانية، أكد الحاج أنه “من الطبيعي أن الساحة اللبنانية ستكون واحدة من أبرز الساحات كالعراق وسوريا واليمن، وما يهم السعودية بشكل أساسي في المنطقة بطبيعة الحال هي الساحة اليمنية، وهذا الملف سيصل الى نتيجة في مكانٍ ما بنهاية المطاف. وكانت المفاوضات السعودية – الايرانية قد أحرزت تقدّماً إيجابياً في بعض المواضيع”.
لبنانياً، رأى الحاج أنه “مما لا شك فيه أن هناك موقفَين.. الموقف اللبناني الذي أعلنه رئيس الحكومة وهو لا يختلف عن المواقف الطبيعية التي أطلقها منذ تشكيل هذه الحكومة عن الدور الخليجي والاهتمام بالعلاقات مع دول الخليج، في المقابل لاحظنا أن رئيس الجمهورية ميشال عون أطلق موقفاً يحمل “صفة إيجابية” عن ”حزب الله” في الفاتيكان”.
وشرح أنه “لو لم يكن هناك من متغيّرات لرأينا إنزعاجاً سعودياً من هذا الموقف، فعلى الرغم من موقف رئيس الجمهورية سمعنا كلاماً إيجابياً تجاه لبنان من السفير السعودي وليد البخاري منذ أيام (التغريدة الرسالة عن الهدهد والمساعدات)، فهذا يؤكّد أن السعوديين اتخّذوا قرارهم منذ فترة، وهذا يعني أنهم سينتهجون سياسية إنفتاح ولن يذهبوا الى صراع مع الإيرانيين في المنطقة طالما أن الاتفاق النووي سيصبّ في مصلحة الإيرانيين، والسعودية ستستفيد في الملف اليمني لذا هي تسعى لتخفيف التشنّجات الطائفية والمذهبية في المنطقة، والتي هي أبرز أسباب الحوار السعودي – الإيراني”.
وعن كيفية ترجمة هذا الاتفاق في الساحة اللبنانية، أوضح الحاج أن “الرئيس السوري زار دولة الإمارات، وفي الوقت عينه نرى محاولات سعودية لتخفيف الإحتقان مع الحكومة اللبنانية التي يعتبر حزب الله ممثلاً فيها”، معرباً عن اعتقاده بأن الدور أو النفوذ الإيراني في لبنان سيكون “تحصيل حاصل”.
فهل هذا الأمر يعني أنه سيتم تسليم لبنان الى إيران؟.. أجاب الحاج “الى حدٍّ ما”، وما يعزّز هذه الصورة أن “السعودية لن تتدخّل حتّى اللحظة بالعملية الإنتخابية كما جرت العادة، ما يؤشّر الى أن السياسة بشكل عام تذهب لمصلحة السعودية بالوصول الى اتفاقية في اليمن مقابل تخفيف التشنّج في لبنان، إضافة الى المساعدات التي ستصل قريباً الى لبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، ولن يكون هناك دعم مالي أو إقتصادي إنما سنرى السياسة السعودية الجديدة في المنطقة القائمة على التعامل مع لبنان كتعاملها مع أي دولة تمرّ بضائقة إقتصادية”، بحسب الحاج.
وإذ أكد أننا “سنرى سعودية جديدة في لبنان إلى حدٍ كبير”، إستبعد أنّ “نشهد دوراً سعودياً كالسابق”، مشيراً الى أنه “حتى اللحظة إذا عاد السفير السعودي خلال أيام ولم يحصل نشاط على الصعيد الانتخابي، فهذا يؤشّر الى أننا نشهد مرحلة سياسية جديدة في المنطقة على وقع الاتفاق النووي الذي سيتم توقيعه في فيينا وسنرى سعودية أخرى تبحث عن مصلحتها”.
وعمّا إذا كان الاتفاق النووي سيُعبّد الطريق لتسهيل إجراء الانتخابات النيابية، قال الحاج: “ممّا يظهر على الأرض وإذا انتهجت السعودية السياسة الناعمة تجاه لبنان لاسيما مع وجود حزب الله ودوره وسلاحه، فنحن نتكلّم عن حتمية حصول إنتخابات وواقع يقول إنه المنتصر فيها بدرجة كبيرة جداً، وسيترجم هذا الموضوع وفق الأرقام لصالح حزب الله”
المصدر :
ليبانون ديبايت.