هل ينجح “الصيداوي” في تزّعم بيروت بدلاً من الحريري؟
يعلم القاصي والداني أن الرئيس فؤاد السنيورة، لن يُغيّر شيئًا في الواقع السياسي البيروتي وغير البيروتي، حتى ولو بلغ التهويل على أهالي بيروت عنان السماء، لأن سياسة التخويف من “البعبع” أي “حزب الله”، باتت مادةً سياسيةً مبتذلة، بينما ما تحتاجه العاصمة وشعبها، هو أكثر بكثير من الشعارات التي توحي لهم، أنهم في خطر وجودي، في حين هم الأكثر درايةً من غيرهم، في اختيار من يمثّلهم في برلمان 2022.
يعتمد الرئيس “الصيداوي” فؤاد السنيورة على اتحاد العائلات البيروتية، مستخدماً رئيسه “الدمية” محمد عفيف يموت، وبعض الشخصيات التي تدور في فلكه، وهنا توقفت أوساط بيروتية، عند الدور الذي يحاول يموت أن يلعبه في الإنتخابات النيابية في بيروت عبر تقديم مرشّحين من صفوفه، حيث يسعى جاهدًا للتغرير بالمنتسبين إلى الإتحاد من العائلات العريقة، وذلك بإقناعهم بضرورة الإنضواء تحت جناح السنيورة، مروجًا لفكرة أن السنيورة، هو القائد المُلهم لثورة التغيير. لكن جهوده تواجه مقاومةً حادة داخل أروقة الإتحاد، إذ أن لا العنوان يلامس الواقع ولا أداء الرئيس الصيداوي الخدماتي والإداري يشفع له بقيادة المرحلة.
إن مخالفة السنيورة لقرار الحريري بالترشّح أو تشكيل لوائح وهو صنيعة الحريرية السياسية، لن يخوّله وراثة رئيس تيار “المستقبل”، بل على العكس، سيكون مصيره كنجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بهاء الحريري، الذي انسحب من معركة بيروت بعدما أدرك أن ما من حاضنة شعبية له.
كما أن خروج رئيس إتحاد العائلات البيروتية عن الخطّ الحريري، وهو الذي كان يتلقى الدعم المعنوي والمالي من الحريري على ظهر العائلات البيروتية، يؤكد أنه لن ينجح في خداع المتواجدين بالإتحاد، وتسييرهم وفق رغبات السنيورة، وهذا ما أكدته الإعتراضات البيروتية على أداء اليموت الذي أضاع البوصلة، واختار السياسة الصيداوية على حساب البيروتية.
من جهةٍ ثانية، تكشف الأوساط، أن ما من تنسيقٍ سرّي بين السنيورة والحريري، بلّ تشير إلى أن الاخير يضع السنيورة في خانة المنقلبين على قراره. وعُلم في هذا السياق، أن نواب تيار “المستقبل”، لن يتعاونوا مع السنيورة على صعيد الإنتخابات النيابية، سواء في عكار أو في البقاع.
والجدير ذكره، أنه بغياب الحريري وبوجود السنيورة أو بدونه، فإن الثنائي الشيعي لن يحصد أكثر من مقعدين شيعيين في دائرة بيروت الثانية، مع إمكانية حصد مقعدٍ ثالث لحليفه “التيار الوطني الحر”، فيما جمعية “المشاريع”، لن تحصل على أكثر من مقعد سني. وبالتالي فإن المعركة الإنتخابية في بيروت محصورةٌ بالمقاعد السنية حصرًا، وهي لن تكون من حصّة الخارجين عن النهج السيادي العروبي، لذلك لن تُجدي سياسة التهويل والتخويف نفعًا في كسر إرادة أهالي بيروت بالتغيير.
المصدر :
ليبانون ديبايت.