الجوزو: لصناعة رئيس من الداخل اللبناني
شدد المفتي الشيخ محمد علي الجوزو على ان “المرجعيات الروحية هم أولى الناس بالتواصل وبناء جسور العلاقات”، لافتا الى “ان الدين الإسلامي يأمرنا بذلك، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة، وفي ظل المشاريع التي ترسم للبنان لتغيير رسالته ودوره وهويته”، مشددا على “أهمية وضرورة ان نحمل رسالة مشتركة بوجه تلك التحديات”، ومؤكدا على “تكريس العيش المشترك فعليا بين أبناء الوطن بكل معانيه”، لافتا الى “اهمية التلاقي والتعاون”.
وتوجه الجوزو الى القمة العربية التي تعقد في المملكة العربية السعودية، متمنيا من الدول العربية التي كانت تحرص دائما على لبنان، أن ترعاه وتوليه الاهتمام، وتعمل على اخراجه من أزماته، مؤكدا ان “لبنان امتداده الأصيل والتاريخي الى الأمة العربية”.
كما أكد ” اهمية التمسك بالقيم الأخلاقية”، لافتا الى ان “أول رسالة وأهمها في الدين هي الأخلاق، واليوم أحوج ما نكون الى وضع منظومة قيم وطنية، ويكون لها رعاية من جميع المؤسسات الدينية والروحية، سواء الكنيسة او دار الإفتاء في كل المناطق اللبنانية”، مشيرا الى “ان هذا هو هاجسنا اليوم في ظل الإنهيار الحاصل على مستوى القيم الاخلاقية، وانتشار الموبقات والفساد والرذيلة وغيرها”.
ودعا الجوزو الى “وضع ميثاق أخلاقي للعيش المشترك”، مؤكدا ان “الأخلاق تجمع الكل، وعلى الجميع أن يرعاها، وهي ليست عملية إختيارية، فهناك وطن تحكمه قيم عامة وتاريخية، وواجبنا جميعا احتضانها وحمايتها، معلنا رفضه ترك هذه الأمور خاضعة للنسبية والأفكار”.
وأثنى الجوزو على ” الدور الوطني الذي يلعبه المطران العمار، في تقريب المسافات”، مؤكدا العمل على تعزيز هذه الصلة والعلاقات لما فيه المنطقة والوطن.
وتطرق الى الشأن الرئاسي، فأكد ان “واجبنا جميعا ان نسعى لسد الفراغ الرئاسي والإتفاق على انتخاب رئيس جمهورية”، مشيرا الى “انه ما من بلد يمكن ان يقوم بدون رئيس، فآن الأوان أن نخرج من هذه الدوامة والحلقة المفرغة”، داعيا الى “صناعة الرئيس من الداخل اللبناني، لا انتظار الخارج، خصوصا واننا قادرون على صناعة رئيس من خلال التواصل والانفتاح”.
وندد “بالمتاريس الطائفية التي تعيق العمل الوطني والصالح العام للشعب اللبناني”، مشددا على “ان لبنان يختزن العديد من الكفاءات التي يمكن ان تقود البلاد الى شاطئ الأمان”.
المصدر: ليبانون ديبايت.