بملايين الدولارات… منافسة “شرسة” بين مخزومي وأنطون صحناوي
بمناسبة مرور عام على الانتخابات النيابية التي جرت في 15 أيار من العام الماضي، وبما أن الضوء الإعلامي مُسلّط على مجلس النواب وأداء أعضاءه، أردنا معرفة من صاحب أغلى مقعد نيابي في البرلمان، ليتبين أن المنافسة على هذا اللقب تنحصر بين النائب فؤاد مخزومي ورئيس مجلس ادارة “سوسيته جنرال” أنطون صحناوي.
خاض مخزومي الانتخابات مترئساً لائحة “بيروت بدها قلب”، وقد تكفل مخزومي بكل مصاريف اللائحة والحملة الانتخابية التي كلفت ما يقارب الـ 10 ملايين دولار، ووزعت على الاعلانات والدعايات واليافطات وموائد الطعام والمكنة الانتخابية والمندوبين والنقل، حتى أن مخزومي هو النائب الوحيد الذي قدم خدمات “تجميل” لنساء بيروت.
رغم صرفه ملايين الدولارات، لم ينجح مخزومي سوى في حصد مقعد نيابي يتيم، وبدل أن يتفرغ لبيروت وأزماتها نراه متفرغاً للسفر من دولة إلى دولة مسوقاً لنفسه كمنقذ للبلاد على أمل تحقيقه الحلم المستحيل بترؤس الحكومة الجديدة.
أما أنطون صحناوي، فهو لم يخض الانتخابات بشخصه بل موّل ورعى لائحة “لبنان السيادة”، وبصورة خاصة مرشحيه النائب جان طالوزيان وأسمى اندراوس, ولائحة الصحناوي خاضت الانتخابات في دائرة بيروت الأولى وتمكنت من حصد مقعدين نيابيين، النائب الكتائبي نديم الجميّل والنائب جان طالوزيان.
وعلى غرار مخزومي، تعد لائحة الصحناوي من أكثر اللوائح التي أنفقت الأموال الانتخابية يميناً ويساراً، وما شهدته اروقة مقاهي الأشرفية خير دليل على كمية الأموال التي انفقها صحناوي الذي حصد مقعداً يتيماً.
صحناوي أيضاً، قدم ملايين الدولارات لجمعيات ومؤسسات اجتماعية ودينية على شكل مساعدات مقابل منحه الأصوات لطالوزيان واندراوس، وقد شنت الجمعيات المعنية بأموال المودعين هجوماً لاذعاً على لائحة الصحناوي على اعتبار أن الأموال التي صرفت هي من حق المودعين في بنك “SGBL”.
والجدير بالذكر، أن أنطون صحناوي هو من الأشخاص المعرضين سياسياً “Politically exposed person” المشهورة بـ”pep”، ومن المعروف أن هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم فتح حسابات مصرفية في معظم دول العالم.
فكيف لشخص كصحناوي الذي يُصنف ضمن أعلى مستويات الـ “pep” أن يعمل في النظام المصرفي العالمي كرئيس مجلس إدارة عدة مصارف، وهو متورط في العمل السياسي ويمول لوائح انتخابية ومشاريع سياسية؟