ما بعد زيارة عبد اللهيان كما قبلها “رئاسيًا”؟
خلاصة الإنطباعات بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت وجولته في الجنوب ولقاءاته السياسية، تفيد بأن المشهد الرئاسي على حاله، كما أن الإنفتاح الإيراني “السياسي” على بعض الأطراف اللبنانية، لم يخرج عن الحدود التي وضعتها طهران في بيروت وكرّستها على مدار العقود الماضية، بمعزلٍ عن اتفاق بكين وتداعياته في المنطقة وملفاتها، حيث أن الوزير عبد اللهيان، تحاشى الدخول بشكلٍ مباشر على خطّ الأجندة الداخلية وحرص اليوم أكثر من أي وقت مضى، على رفض دخول إيران كطرفٍ في القرار السياسي لحلفائها، وخصوصاً بعد تفاهمها مع السعودية، والذي ترفض إيران أن ينسحب لبنانياً، إنطلاقاً من أن “حزب الله”، حليفها الاساسي، يتمتع باستقلالية القرار السياسي كما الأمني والعسكري.
ولذلك وخلافاً لكل التوقعات التي سبقت وصل الوزير الإيراني إلى بيروت، فإن الواقع الداخلي على حاله من المراوحة والجمود وتحديداً على مستوى الأفق المسدود في الملف الرئاسي.
وعلى الرغم من الحديث الإيجابي للزائر الإيراني، أمام النواب في “جلسة” السفارة الإيرانية، فإن مصادر نيابية معنية، لم تغفل الإشارة إلى طابع الصراحة اللافتة في الخطاب الديبلوماسي الإيراني، الرافض للدخول في أي دور أو حتى الإشارة إلى ملف الإنتخابات الرئاسية.
وتكشف المصادر النيابية لـ”ليبانون ديبايت”، أن الوزير عبد اللهيان، الذي أنصت باهتمام إلى مداخلات النواب المتنوعي الإنتماءات السياسية والطائفية، لم يقدم أي تفصيل أو معطىً جديداً يتصل بالإستحقاق الرئاسي على وجه الخصوص، مكرراً بالتالي خطاب الثنائي الشيعي الداعي إلى الحوار الداخلي بعيداً عن الخارج من أجل الإتفاق على انتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية.
ورداً على سؤال عن خلفيات الإنتقائية في الدعوات الإيرانية إلى النواب عموماً وليس فقط بالنسبة لبعض الإستثناءات، تقول المصادر عينها، إنها واضحة وتنطلق من المواقف السياسية المعارضة والمنتقدة من قبل البعض في لبنان بشدة لسياسة طهران، التي لم تبدل من مقاربتها للمشهد اللبناني ومن روزنامتها الخاصة فيه وذلك بصرف النظر عن اتفاقها مع الرياض والذي تضعه في الإطار الإقليمي العام، لجهة التخفيف من منسوب التوتر في المنطقة.
المصدر: ليبانون ديبايت.