حراك رئاسي داخلي وخارجي وتطورات مرتقبة
تؤكد مصادر نيابية فاعلة، وعلى بيّنة من التطورات السياسية الراهنة، وكل ما يدور من اتصالات على خط بيروت ـ باريس بما في ذلك دول الخليج، بأنه حتى الآن ليس هناك من أي خرق رئاسي، بل أن كل ما يحصل اليوم لا يعدو كونه عمليات جسّ نبض لمواقف الأطراف الداخلية والخارجية، بما في ذلك اللقاء الخماسي الذي لا زال يستطلع الأجواء الداخلية، ويقوم باتصالاته مع المعنيين في لبنان، دون أن يجري الإتفاق على مرشّح ليكون “الحصان الأبيض” للتسوية، كما تؤكد المصادر في الوقت عينه، بأن رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لم يخرج من السباق الرئاسي، على الرغم من أن الأطراف المسيحيين وغيرهم يرفضون ترشيحه، وبما في ذلك الأطراف العربية والخليجية تحديداً، ولا سيما المملكة العربية السعودية، وهذا ما تؤكده الإتصالات الجارية بعيداً عن الأضواء على خط باريس ـ الرياض، وكذلك ما بين موسكو والمعنيين في لبنان.
وتوقعت المصادر عينها، أن يكون الأسبوع المقبل حافلاً بالتطورات الرئاسية بعد الإتصالات التي جرت بين الدول الخمس، وتم خلالها الإتفاق على اللقاء الذي قد يعقد في ما بينهم منتصف الأسبوع المقبل في حال كانت مواعيد وأجندة الجميع منسجمة مع هذا الموعد، وبعده سيصار إلى عودة الموفد القطري وزير الدول في وزراة الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي، وبعدها يتوقع أن يعقد اللقاء الخماسي على مستوى وزراء الخارجية قبيل القمة العربية المزمع انعقادها في السعودية في التاسع عشر من أيار المقبل.
وبمعنى آخر هناك أجواء تفضي إلى سلسلة اقتراحات وأكثر من سيناريو يطرح حول إجتماع وزراء خارجية الدول الخمس، على اعتبار أنه، وقبيل القمة العربية، سيلتئم مؤتمر وزراء الخارجية العرب، ما يعني أن هذه القمة ستأخذ حيّزاً من وقت وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر المشاركين في اللقاء الخماسي، وعلى هذه الخلفية يتم التداول بإمكانية أن يكون اللقاء على مستوى وزراء الخارجية في حال كان هناك معطيات إيجابية حول الإستحقاق الرئاسي في لبنان، بفعل الإتصالات الجارية على قدم وساق، وبعيداً عن الأضواء، من زيارة وزير خارجية إيران حسين عبد الأمير اللهيان إلى بيروت، ومروحة اللقاءات والإتصالات الواسعة التي سيجريها مع أكثر من طرف لبناني، ما يعني أن الموضوع الرئاسي سيكون على أجندة اللهيان، وربطاً باتصالات أخرى تقوم بها باريس عبر مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل مع معظم الأطراف اللبنانية المعنية بهذا الإستحقاق.
لذلك، فإن هذه المسألة غير متروكة، وهناك توجّه لرفع منسوب الحزم والحسم مع جميع القوى السياسية المحلية، والإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، ومن هنا، فإن إعلان رئيس تيار “المردة” ترشّحه للرئاسة، فذلك لا يأتي من عدم، إلا بعدما تتكوّن لديه كل المعطيات والأجواء المطلوبة لإعلان ترشيحه، وإلا فهو لن يقدم على هذه الخطوة كي لا يدخل في المجهول ويحرق إسمه، فكل هذه العناوين تشير بأن هناك توجّه قريب لحل معضلة الرئاسة من خلال التسوية المتكاملة.
من هنا، فإن المصادر النيابية نفسها، تؤكد المؤكد على أن ترشيح فرنجية والإتصالات من قبل الدول الخمس وكل ما يحصل حول هذا الإستحقاق، إنما يأتي مرفقاً بالضمانات والتعهدات التي باتت بحوزة المعنيين مباشرة بالملف اللبناني، ومن لهم الكلمة الفصل لحسم خياراتهم في وقت قريب، لذلك، الأيام المقبلة حافلة ليس بالتطورات فقط، بل بالمفاجآت الموصولة بسلسلة مواقف داخلية وخارجية لها صلة بالتسوية والإستحقاق الرئاسي حصراً.
المصدر: ليبانون ديبايت.