تابعوا قناتنا على التلغرام
سياسة

دياب تبلّغ «رسائل» غربية «مقلقة»

بانتظار ان تنال الحكومة الثقة، لتتبلغ المواقف الدولية الرسمية من بيانها الوزاري، انتهت الجولة الاولى من اجتماعات رئيس الحكومة حسان دياب مع عدد من السفراء الغربيين الى نتائج «قاتمة» سياسيا، في ظل تحولات في المواقف العربية والاوروبية تزيد من التحديات امام لبنان الذي يجد نفسه بين «سندان» ازمة مالية خانقة «ومطرقة» شروط سياسية واقتصادية بدأت تطل ملامحها مع محاولة الولايات المتحدة الاميركية فرض شروط الاستسلام على الشعب الفلسطيني ودول المنطقة التي ستدفع اثمانا مختلفة…

ووفقا لاوساط مطلعة على فحوى هذه اللقاءات يتبين أن الاتحاد الأوروبي الذي كان يتبنى «الرؤية» الفلسطينية ويشكل عامل توازن مقابل الادارة الأميركية المنحازة لإسرائيل يؤيد «صفقة القرن» ولا يقف ضدها، وقد تخلى رؤساء الدول الاوروبية عن قرارات الأسرة الدولية التي كانت الملجأ الأساسي للفلسطينيين…

تبرير اوروبي!

وفي هذا السياق، تحدث احد السفراء الاوروبيين بصراحة مع دياب، قبل ايام من الاعلان الرسمي من واشنطن، طالبا منه تكيفاً لبنانياً مع الوقائع، والتعامل معها «بذكاء» وعدم اتخاذ مواقف قد تعتبر تحديا للارادة الدولية… وفي محاولة منه لتبرير الموقف الاوروبي، قال السفير «انه لا يمكن لوم اوروبا على موقفها، فالتحول في الموقف الاوروبي ليس دراماتيكيا او مفاجئا، فالعرب انفسهم تغيروا في العام 1967، في الخرطوم خرجوا «باللاءات الثلاث» وقرروا ان لا يكون هناك اعتراف عربي بإسرائيل، وألا يكون سلام معها وألا تكون هناك اي مفاوضات. وتراجعوا في بيروت عام 2002 خطوة الى الوراء وعرضوا خطة الارض مقابل السلام، اي الموافقة على اتفاق مبني على حصول انسحاب من الضفة الى حدود ال67 مع ايجاد حل لمشكلة اللاجئين سيؤديان إلى إنهاء النزاع مع العالم العربي، وإلى السلام والتطبيع الكامل. وفي السنوات الأخيرة، وفي الطريق الى «ولادة «خطة القرن»، بدأت العديد من الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل من تحت الطاولة، ويبدو انه حان الوقت لخروج تلك العلاقات الى العلن، وهذا ما سيضع لبنان امام الاسئلة الصعبة في الاشهر المقبلة، كما يقول السفير الغربي.

ضغوط سعودية مرتقبة

فوفقا لمعلوماته، تقود السعودية نشاطا سيتظهر الى العلن قريبا، من خلال البناء على نظرية قبول إسرائيل بمبدأ الدولتين، حتى لو كان بشروط مجحفة للفلسطينيين، وهم سيضغطون على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاجباره على التفاوض مع الأميركيين، فولي العهد السعودي مقتنع انه لن تقع مصيبة إذا قامت العاصمة الفلسطينية في أبو ديس، وليس مقتنعا بتمسك الفلسطينيين بالقدس الشرقية كعاصمة.وهذا سيعني حكما ان لبنان لن يجد «اذانا صاغية» في ملف التوطين، وسيكون مخيرا بين ابقائهم دون مساعدات، كامر واقع،او قبض الثمن والدخول في اطار منظومة اقتصادية تؤسس لاطار سياسي في المنطقة…

واشنطن تريد تطبيعا «مقنعا»؟

وفي هذا السياق، سيحمل الدبلوماسي الاميركي ديفيد شنكر في زيارته المقبلة الى بيروت اقتراحا لضم لبنان الى المنظمة الدولية الجديدة في البحر المتوسط (EMGF)، في سياق «تطبيع» «مقنع، فإسرائيل، والسلطة الفلسطينية، والأردن، ومصر، وإيطاليا، واليونان، وقبرص، قررت تأطير منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط ، الذي كان تأسس قبل سنة، وقد تقدمت فرنسا بطلب للانضمام إلى المنظمة، فيما تريد واشنطن اشراك لبنان من «النافذة». وبينما تبحث كل من إسرائيل، واليونان، وقبرص وإيطاليا، في إمكانية بناء أنبوب غاز من إسرائيل إلى أوروبا، فإن الاكتشاف الغازي اللبناني الواعد يجعل من تركيبة المشاركين الحالية غير نهائية. فلبنان وتركيا دولتان مهمتان وتريد واشنطن توسيع التعاون في شرق حوض البحر المتوسط، من خلال دمجهما، في المنظمة، وثمة اقتراح اميركي سيجري تسويقه بان تتولى الأمم المتحدة التي تؤدي دور الوساطة في منطقة البحر المتوسط بين إسرائيل ولبنان في موضوع ترسيم الحدود البحرية ادارة «الشراكة» اللبنانية في المنظمة دون ان يكون هناك تواصل مباشر مع اسرائيل… وهو ما ترى فيه مرجعية سياسية بارزة «تطبيعا» مقنعا، ومشروعاً خطيراً للضغط على لبنان اقتصاديا وابتزازه لتقديم تنازلات ساسية وسيادية «مؤلمة»، وهو الامر الذي لن يمر، ما يجعل لبنان في مواجهة «العاصفة» قريبا…

ماذا ستحمل اطلالة حتي الخارجية؟

وفي اطلالته الخارجية الاولى، يتوجه وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الى القاهرة، للمشاركة في الإجتماع الوزاري الإستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية الذي ينعقد غدا للبحث في «صفقة القرن»، وسيكون الموقف اللبناني منسجما مع فحوى اتصال رئيس الجمهورية ميشال عون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع التذكير مجددا ان المبادرة العربية للسلام لا تزال على «الطاولة»، الا اذا كان للفلسطينيين رأي آخر، فلا احد يمكنه فرض اي «صفقة» على حسابهم.. وفي زيارة على قدر كبير من الاهمية من المقرر ان يشارك وزير الخارجية الاثنين في مؤتمر وزراء خارجية دول المؤتمر الإسلامي الذي ينعقد في السعودية، وثمة رهان على فتح «قنوات» اتصال مع المسؤولين في المملكة لشرح حقيقة موقف الحكومة والحصول على موقف رسمي سعودي قبيل زيارة مفترضة لرئيس الحكومة حسان دياب الى الرياض بعد نيل الثقة…

قراءة متناقضة «للتريث»

وتنظر اوساط «السراي الحكومي» بايجابية الى خرق أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «الصمت العربي والدولي» إزاء تشكيل الحكومة الجديدة، بعد ان أرسل قبل ايام برقية تهنئة إلى دياب. وسيعتمد حتي على هذه «الرسالة» الكويتية الايجابية في المؤتمر لاحداث الخرق المطلوب خليجيا… وستكون «رسالة» دياب واضحة لجهة فصل المواقف السياسية وملفات المنطقة عن الهم اللبناني، فالأولوية للملفات ستكون اقتصادية.

وفي هذا السياق، ثمة انقسام جدي في كيفية مقاربة الموقف العربي والدولي فمن جهة يقرأ رئيس الحكومة «التريث» ايجابيا وهو يشير في لقاءاته ان ما ستقدمه الحكومة من خطة اصلاحية انقاذية سيجد آذانا صاغية لدى الخارج الذي يريد ابقاء لبنان على «قيد الحياة». في المقابل، لا تخفي اوساط سياسية مطلعة قلقها من «الفرملة» الخارجية وتتحدث عن شروط سياسية أن الدول المانحة اشترطت الالتزام بتطبيق إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس عن صراعات المحاور الاقليمية…

لماذا حذر بري من الفتنة ؟

وفي موقف متسق مع مخاطر المرحلة، وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة الى الحركيين ومن خلالهم الى جميع اللبنانيين، عن صفقة القرن، جاء فيها «لأن الوطن الذي بذلتم من أجله أغلى ما تملكون شهداء وجرحى وما بدلتم تبديلا، تدبر له فتنة عمياء، أنتم الأجدر والأولى مع جميع اللبنانيين المخلصين، العمل على وأدها في مهدها… وفي إنتظار اللحظة التي باتت قريبة لكشف مدبريها.. أدعوكم إلى الهدوء وكظم الغيظ والصبر على الأذى. أدعوكم إلى ترك الشارع لمن اختاره سبيلا للتعبير عن رأيه، أو للمطالبة بحقوقه المشروعة، أو حتى للأسف لمن تسلل إلى الشارع مستخدما إياه منصة للإفتراء والتجني… اتركوه لهم، وابقوا في أمكنتكم التي تشمخ بحضوركم فيها… كونوا حيث ارادكم الإمام الصدر.. في الداخل دعاة حوار.. وعلى الحدود مقاومين في مواجهة عدوانية اسرائيل حماية وذودا عن الأرض والانسان من أجل أن يبقى لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه. واعلموا أنه كلما كثرت الطعنات من الخلف، أنتم في المقدمة وفي المكان الصحيح».

ووفقا لاوساط مطلعة على موقف بري، جاءت هذه الدعوة على خلفية «استياء» رئيس المجلس من الاحداث الامنية التي تورط بها «حركيين» وآخرها امام مجلس الجنوب، وهو اذ يرفض التعرض للمتظاهرين لكنه ينظر بريبة الى التحريض الممنهج على حركة امل سياسيا وفي بعض وسائل الاعلام… ومن جهة اخرى يعتقد بري ان الاعلان الاميركي عن «صفقة القرن» سيكون له تداعيات سيتحمل جزءا منها لبنان، باعتبار ان الاميركيين والاسرائيليين يعملون وفق خارطة طريق خطيرة لجعل الخطة امرا واقعا…

حرب… وحقد… ودمار

من جهته، أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لما سمي «بصفقة القرن» واصفاً اياها بـ«علامة الحرب والحقد والقهر»… وقال «نحن نأسف على ما يسمى «صفقة القرن»، التي هي علامة حرب وحقد ودمار وبغض وقهر اضافي للناس، وهذا ما لن نقبله ونتحمله. لا يمكننا التسليم بمشيئة انسان قرر أن يضع جانبا كل التاريخ، وحقيقة وجود المسيحيين والمسلمين واليهود، وقد عاشوا معا على أرض مقدسة واحدة كما أراد الله، وهذه الأرض لا يمكن ان تحمل هذا القرار السياسي الذي أتخذته الادارة الأميركية او الرئيس الأميركي».

ماذا طلب دياب من المصارف؟

وفيما شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على «أهمية دعم إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في لبنان لتصنيع مواد للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بما ينعكس إيجاباً على ميزان المدفوعات»، مشيرًا إلى أن «لبنان يعمل على توجيه الإنتاج الوطني كي يكون صناعياً وزراعياً، قدمت المصارف في الاجتماع الاخير بين جمعية المصارف ورئيس الحكومة،افكارا عن كيفية استعدادها للمساعدة في انعاش بعض القطاعات وخصوصا الصناعية منها، لكنها طلبت المزيد من الوقت، وطالبت ايضا،خطوات سياسية لاستعادة الثقة ، فيما شدد دياب على ضرورة المزيد من خفض قيمة الفوائد لتخفيض خدمة الدين..

و«رسائل» طمأنة..!

طمأن رئيس جمعية المصارف سليم صفير ان «لا خوف على الودائع في المصارف اللبنانية»، مؤكداً أن «سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانيّة ما زال محافظاً على مستواه، كما أن سوق الصيرفة لا تمثل سوى ستة إلى سبعة في المئة من سوق النقد». وأوضح أن «الإجراءات التي اتخذتها المصارف بُعيد 17 تشرين الأول المنصرم، موقتة وتدابير استثنائية لإدارة الأزمة الطارئة، والأمور ستعود إلى طبيعتها قريباً مع بدء انطلاقة الحكومة الجديدة…

وفي سياق متصل، اعلن صندوق النقد الدولي ان لبنان لم يطلب اي مساعدة حتى الان، فيما ارتفعت السندات الدولية للبنان المستحقة في اذار المقبل 4.1 سنت في قفزة قياسية مع تزايد التفاؤل بشأن السداد.وقد وصلت صباح امس إلى مطار بيروت طرود من الخارج تحتوي على كميات من العملة الوطنية اللبنانية على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط، تسلمها مصرف لبنان…

المصدر : الديار

Reporter
Author: Reporter

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى