آخر التطورات التي تشهدها إشتباكات السودان
أكد الصليب الأحمر أن حصيلة القتلى من المدنيين في السودان تزداد يومياً، بينما حذر أيضاً من نقص في المياه والكهرباء.
وقالت أليونا سينينكو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع أصبح “لا يطاق” بالنسبة للمدنيين، وسط القتال بين الجيش النظامي والقوات شبه العسكرية.
وتفيد الأنباء بأن حوالي 10 آلاف لاجئ دخلوا إلى جنوب السودان- وفر البعض إلى دول أخرى مجاورة.
وأقدمت العديد من الدول على إجلاء دبلوماسييها ورعاياها من العاصمة الخرطوم.
وقالت سينينكو، المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الناس يقومون بـ “محاولات يائسة” للهروب من السودان.
وأبلغت بي بي سي في مقابلة من كينيا أن الكثيرين عالقون بدون طعام أو مياه نظيفة وأن المستشفيات توقفت عن العمل.
وقالت: “هذا وضع في غاية الخطورة، فنحن نرى حصيلة القتلى من المدنيين ترتفع أكثر فأكثر كل يوم”.
وقُتل أكثر من 400 شخص وجُرح الآلاف في الصراع، وفقاً لأحدث الإحصاءات من منظمة الصحة العالمية. ويُخشى بأن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
وتوجه الكثيرون ممن غادروا الخرطوم إلى مناطق أخرى من البلاد لديهم فيها صلات عائلية، تاركين أجزاء من وسط المدينة مهجورة تماماً.
وتوجه آخرون شمالاً نحو مصر بالحافلات أو توجهوا جنوباً. وقال مسؤولون في شمالي جنوب السودان إن حوالي 10 آلاف لاجئ وصلوا من السودان في الأيام الأخيرة.
وقالوا إن أولئك الذين عبروا الحدود كانوا من إريتريا وكينيا وأوغندا- ومن السودان وجنوب السودان كذلك.
وقال كلايسون مونيلا، وهو دبلوماسي من جنوب أفريقيا، إن القتال يعني أن كافة الطرق المؤدية إلى خارج الخرطوم “محفوفة بالمخاطر”.
وقال لبي بي سي إن “المطار ما زال مغلقاً، والقتال ما زال متواصلاً”. وكرر دعوته إلى وقف لإطلاق النار من أجل السماح للناس بالمغادرة وللمساعدات بالدخول.
وحذرت منظمات الإغاثة من أن القتال الدائر في السودان قد أدى إلى أزمة إنسانية هائلة في البلاد.
وكان العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي بدا وكأنها متفق عليها، قد تم تجاهله- ومن بين هذه الاتفاقيات هدنة لمدة ثلاثة أيام تزامناً مع عيد الفطر الذي بدأ الجمعة.
وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن العنف قد “يغرق ملايين” آخرين في الجوع في بلاد ثُلث سكانها “يعانون بالفعل من أجل الحصول على ما يكفي من طعام”.
ويعيش السودانيون في ظل “انقطاع للإنترنت”، إذ بلغت نسبة الوصول إلى الشبكة حوالي اثنين في المئة من المستويات المعتادة، حسبما قالت مجموعة مراقبة الإنترنت “نتبلوكس” يوم الاثنين. وفي الخرطوم، تعطلت شبكة الإنترنت منذ مساء الأحد.
وقالت مصادر إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي، قطعت خدمة إحدى الجهات المزودة للإنترنت لأنها أرادت أن تمنع عدوها من بث برامج على التلفزيون الوطني.
في هذه الأثناء، أعيدت المياه والكهرباء لبعض الأجزاء في العاصمة ولكن ليس إليها كلها.
وخلال الأيام العديدة الماضية، عملت دول عدة على إجلاء دبلوماسيين ومدنيين من الخرطوم، التي يتركز فيها معظم القتال.
وقالت الولايات المتحدة إنها أجلت الأحد أقل من 100 شخص باستخدام طائرات مروحية في عملية وصفتها “بالسريعة والنظيفة”.
وقد أغلقت السفارة الأمريكية في الخرطوم أبوابها، وذكرت تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر أنه من غير الآمن أن تقوم الحكومة بإجلاء مواطنين أمريكيين بصفة فردية.
كما تمكنت الحكومة البريطانية من إجلاء الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من البلاد في جسر جوي. وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي إن الخيارات المتاحة لإجلاء من تبقى من البريطانيين “محدودة للغاية”.
وبدأت تركيا، وهي لاعب أساسي في السودان، جهود الإجلاء الأحد براً من مدينة ود مدني الجنوبية، لكن خطط الإجلاء من موقع في الخرطوم تأجلت بعد وقوع “انفجار” في مكان قريب.
وبحسب تحديث من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي صباح الاثنين، فإن أكثر من ألف من مواطني الاتحاد الأوروبي أخرجوا من السودان. كما أجلت كندا موظفيها الدبلوماسيين.
وفي وقت سابق، أُجلي أكثر من 150 شخصاً- معظمهم من دول الخليج، بالإضافة إلى مصر وباكستان وكندا- عبر البحر إلى السعودية.
وشوهدت صفوف طويلة من سيارات وحافلات الأمم المتحدة وهي تغادر الخرطوم الأحد، وكانت متوجهة شرقاً نحو بورتسودان على البحر الأحمر وهي تحمل “مواطنين من مختلف أنحاء العالم”، حسبما أفاد مواطن من سيراليون تم إجلاؤه لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومن بين أولئك الذين ما زالوا عالقين في الخرطوم- المدينة التي تضم ستة ملايين نسمة- صدرت مناشدات يائسة بالمساعدة من العديد من الطلاب الأجانب، من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وبالإضافة إلى الخرطوم، تضررت منطقة دارفور غربي البلاد-التي نشأت منها قوات الدعم السريع- بشكل سيئ بالقتال.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نحو 20 ألف شخص- معظمهم من النساء والأطفال- فروا من السودان وعبروا الحدود من دارفور إلى تشاد بحثاً عن الأمان.
وفي أجزاء أخرى من البلاد، برزت بعض مظاهر الحياة الاعتيادية.
ففي أم درمان إلى الشمال من الخرطوم، كان إطلاق النار والانفجارات أقل مما كان عليه الحال في الأيام السابقة، ربما من أجل السماح للمدنيين بالمغادرة. وتوقف القتال العنيف خارج مقرات الجيش في المدينة.
ونتيجة لذلك وللمرة الأولى منذ اندلاع الأعمال العدائية قبل أكثر من أسبوع، خرجت النساء والأطفال إلى الشوارع وزاروا الجيران وذهبوا إلى الأسواق، التي ما زالت تحتوي على بعض اللوازم الأساسية كالزيت والقمح. واصطفت طوابير طويلة خارج المخابز القليلة التي ما تزال مفتوحة.
المصدر: النسمة الإلكترونية.