سليمان فرنجية وخصومه والرئاسة
“راوِح مكانك”، هذه العبارة هي أكثر ما ينطبق على المرشّح سليمان فرنجية، الذي قدّم مطالعة رئاسية بما يمكن أن ينجزه في حال أصبح “فخامة الرئيس”. لكن هذه ليست المرة الأولى التي يُصرِّح بها فرنجية في هذا السياق، بل سبق له أن أدّى الدور نفسه ومن بكركي أيضاً بتاريخ 26/1/2023.
ما نطق به فرنجية أمس، لا يعني أنه أعلن ترشّحه لرئاسة الجمهورية، بل تناول ما يستطيع إنجازه دون أن يقول “أنا مرشّح”. وبجميع الأحوال، لا يزال وضع فرنجية الرئاسي على حاله، أي أن خطاب الأمس لن يغيِّر في واقع الحال شيئاً.
وكما أن زعيم “المردة” لم يُحرِز أي تقدم إيجابي حتى اللحظة، إلاّ أنه لم يتراجع، بل يراوح مكانه متقدماً على منافسه قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي لا يزال متأمِّلاً بتسوية دولية – إقليمية تنقله من قيادة اليرزة إلى قصر بعبدا.
وللمفارقة، يعاني المرشّحان فرنجية وعون من عِقَد داخلية تمنع وصول أحدهما إلى كرسي القصر. فرنجية يتألم من رفض معظم المسيحيين لترئيسه، وفي طليعتهم “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب. أمّا عون فيواجِه الرفض الشيعي بغطاء التعديل الدستوري، بينما الرفض الشيعي يصل إلى حدود اللا ثقة.
وبما أن الحدث اليوم هو فرنجية، ولأنه حصر “الفيتو” السعودي على ترشيحه بوسائل الإعلام، لا بدّ من طرح تساؤلات عدّة، لماذا لم يُقدم فرنجية حتى اللحظة على إعلان ترشّحه لرئاسة الجمهورية رسمياً، وكيف له أن يكون مرشحاً توافقياً في ظل الرفض المسيحي له، وتبنّيه فقط من قبل “الثنائي الشيعي” “حزب الله” وحركة “أمل”؟
أحد المقرّبين من زعيم “المردة”، يُرجِّح أن يعلن فرنجية ترشّحه للرئاسة نهاية الجاري أي بتاريخ 30/4/2023، فإذا كان فرنجية غير مرفوض سعودياً، كما يدّعي، لماذا الإنتظار كل هذه المدة، ألم يخبره الفرنسيون أن المملكة رفضت معادلة سليمان فرنجية – نواف سلام، وأن باريس لن تعارض القرار الخليجي، والسعودي تحديداً، حفاظًا على ما تبقّى من مصالحها؟
يجدر القول، إن فرنجية وجّه رسالة غير مباشرة لخصومه أنه يريد الرئاسة ولو بالقوة، وقد ارتكب خطأً كبيراً يوم أمس عندما تملّق بتصريحه للمملكة العربية السعودية وحاول استرضاءها، في حين أن عليه استرضاء أبناء طائفته الذين يجدون فيه مرشحاً مفروضاً عليهم بقوة “حزب الله” ونفوذه.
المصدر: ليبانون ديبايت.