تابعوا قناتنا على التلغرام
محليات

جبران باسيل والإستحقاق الرئاسي!

“الطريق إلى بعبدا تمرّ بميرنا الشالوحي”، شعار أطلقه مناصرو التيار الوطني الحر بعد أن أفضت الحرب الرئاسية بين محوري الممانعة من جهة وقوى المعارضة من جهة أخرى إلى ضرورة إسقاط مرشحي الفريقين أي ميشال معوض وسليمان فرنجية، والذهاب نحو خيار ثالث “توافقي”، كما طالب رئيس التيار جبران باسيل منذ بداية الإستحقاق.

الشعار ليس في مكانه وفيه من المبالغة ما يستدعي التدقيق بوضعية التيار الوطني الحر ورئيسه بما يخص رئاسة الجمهورية، وهل فعلاً طريق القصر تمرّ بـ باسيل، ولماذا ليس لدى تكتل لبنان القوي مرشح رئاسي على غرار باقي الكتل؟

التيار الوطني الحر هو الحزب الوحيد بين الكتل النيابية الذي ليس لديه مرشح معلن لرئاسة الجمهورية حتى هذه اللحظة، عكس الثنائي الشيعي والقوات والكتائب والإشتراكي وتكتل التغيير وكتلة تجدد.

الأمر الوحيد المعروف عن التيار أنه يضع فيتو على كل مرشح قد يطعن بـ جبران باسيل على اعتبار أنه مُهدّد بالطعن، تماماً كالمعادلة التي طرحها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عندما قال، “نريد رئيساً لا يطعن بالمقاومة”. إذا أولى الأولويات الرئاسية التي من المفترض توفرها بمرشح ما هي عدم “الطعن”.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، سليمان فرنجية لا يطعن بالمقاومة لكنه قد يطعن بباسيل، ميشال معوض يطعن بالمقاومة وبباسيل والأمر نفسه يسري على قائد الجيش العماد جوزف عون، أما الوزير السابق جهاد أزعور فقد يطعن بالمقاومة لكنه لا يطعن بباسيل.

وعليه أن المرشح الذي يمكنه العبور نحو القصر هو الذي لا يطعن لا بالمقاومة ولا بباسيل.

عدة أسباب تؤدي إلى عدم تبني “التيار” لمرشح محدد، أولاً عدم قدرة الوطني الحر على إيصال مرشحه مهما علا شأنه ومكانته، إذ أن جميع الكتل ترفض منح باسيل ولاية رئاسية جديدة بعد عهد عمه الرئيس السابق ميشال عون.

ثانياً، تعدد الآراء والتمايز بين نواب تكتل “لبنان القوي” حيث لم يعد باسيل وحده الآمر الناهي، ويمكن القول أنه لا يمون على الجميع، ومن المؤكد أن عدة أصوات داخل التيار باتت تغرّد خارج السرب، أقله رئاسياً. لذلك أن إعلان باسيل دعمه لمرشح ما قد يحرجه في امتحان الإقتراع ويكشف سوء وضعه كرئيس كتلة نيابية تضم 17 نائباً.

ثالثاً، لم ينجح باسيل في فرض رأيه على زملاءه بترشيح شخصية من خارج التيار الوطني الحر، لأن في صفوف الوطني الحر شخصيات قادرة على الترشح غير باسيل، وهذا ما جعل التيار خارج لعبة الأسماء والترشيحات، ألا تحت الطاولة.

رابعاً، يسعى باسيل إلى قطف ثمار الإستحقاق الرئاسي وتحقيق مكاسب سياسية وبقاءه من دون مرشح يجعل من تياره محط أنظار الداخل والخارج، وأي تسوية قادمة سيكون له فيها دور كبير خصوصًا أنه يضع الفيتوات على المرشحين يمينًا ويساراً.

إذاً الرئاسة لا تمرّ بـ باسيل حصراً بل بالموقف المسيحي العام، فرئيس التيار لم يعد قادراً على المناورة بحرية كما كان قبل خلافه مع حزب الله، وقبوله بفرنجية اليوم وهذا مستبعد سوف يفاقم أزمة التيار ويزيد من عزلة باسيل السياسية عموماً والمسيحية خصوصًا.

المصدر:ليبانون ديبايت

Reporter-Z
Author: Reporter-Z

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى