فرنجية تلقى نصيحةً من سوريا بعدم الترشّح
يسعى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، إلى لملمة صفوفه وإعادة التموضع “رئاسياً” في الوسط، لينزع عن ترشيحه العباءة الشيعية ممثلة بالثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”. وهذا ما تجلّى بعدم إعلان فرنجية ترشّحه رسمياً، ما يؤكد أنه والثنائي ليسا على “نفس الموجة”.
كما ذكرنا في مقالاتٍ سابقة، إن عدم ترشح فرنجية سببه أنه لم ينجح بعد في الحصول على 65 صوتاً، ولا على ضمانة من الكتل النيابية بتأمين نصاب جلسة الإنتخاب، حتى أن التقديرات تشير إلى أنه لا يستطيع تجاوز الـ 55 صوتاً بأفضل الأحوال.
إضافةً إلى ذلك، كشفت معلومات أن فرنجية تلقى نصيحةً من سوريا بعدم الترشّح في الوقت الراهن، نظراً لصعوبة وضعه الرئاسي والتعقيدات السياسية التي تمنع التوافق على رئيسٍ للجمهورية.
كما أن العلاقة المستجدة بين دمشق والرياض، لن تتطرق إلى الملف اللبناني خلال الفترة المقبلة، وإذا كانت دمشق تريد تحقيق مكاسب من خلال علاقاتها مع الرياض، فهي ستكون محصورةً بسوريا من خلال ورشة إعادة الإعمار والنهوض بالإقتصاد وتأمين مقومات الحياة للشعب السوري. وعليه لن يكون الملف اللبناني من أولويات النظام السوري ولو أن الرئيس بشار الأسد يرغب بتولّي فرنجية رئاسة الجمهورية.
ما يزيد الطين بلّةً على فرنجية، هو عدم قدرة الثنائي الشيعي على إطالة أمد التعطيل إلى حين إيصاله, صحيح أن الحزب عطّل الإنتخابات لعامين ونصف، كي يصل حليفه العماد ميشال عون إلى الرئاسة، لكن هذا النهج التعطيلي لا يمكن اتبّاعه من قبل فرنجية.
فروقات عدة تميّز عون عن فرنجية، الرئيس السابق كان رئيس أكبر كتلة نيابية وكان يشارك “حزب الله” في التعطيل كونه الأحقّ بالرئاسة، إضافة إلى وجود نواب سنّة حلفاء للحزب دعموا ترشيح عون وأصروا على إيصاله. أمّا فرنجية فليس له أي غطاء مسيحي ليشارك الحزب بالتعطيل، وإصرار الأخير على إيصال فرنجية يعتبر تحدياً للموارنة، لذلك لا يملك الثنائي الشيعي ترف الوقت لعدم إنجاز الإستحقاق، كما أنه لا يمكنه فرض مرشّح محدد على سائر الأحزاب المسيحية.
كلّما استمرّ الشعور الرئاسي وإصرار الرئيس نبيه برّي على عدم الدعوة لجلسة انتخاب رئيس، كلّما ارتفع منسوب الغضب لدى القوى المسيحية الرافضة لفرنجية، وهذا الأمر بدأ يثير قلق “حزب الله”، الذي يبحث عن أجواء داخلية هادئة ترافق التقارب السعودي – الإيراني والسعودي – السوري.
المصدر: ليبانون ديبايت.