مجلس النواب: حفلة شتائم وتضارب بالأيدي
اشتعلت جلسة اللجان النيابية المشتركة، صراخاً وتضارباً بالأيدي -كما تقول بعض المعلومات- التي تحاول تلطيف ما جرى بالإشارة إلى أنه تدافع فقط. فيما كان ثمة سعي بين النواب لإبقاء الأمر داخل أروقة القاعة العامة، كي لا تكون انعكاساته خطرة. إنه الصراع السياسي بخلفيات طائفية ومذهبية. وهو صراع يجد حلبته مجدداً في المجلس النيابي بمفعول رجعي، على قاعدة من يسعى إلى تعطيل عمل المجلس ومن يريد تفعيل عمله في ظل الفراغ.
كلام بذيء وتدافع
سجالات وخلافات وكلام نابٍ ومس بالمقدسات، كما يتسرّب من داخل الجلسة، التي انتهت إلى لا شيء، سوى إضفاء المزيد من التشنج والتوتر في البلاد. مع بدء جلسة اللجان المشتركة، التي اجتمعت بعد ظهر اليوم لمناقشة جدول من 8 بنود، علا الصراخ من داخل الهيئة العامة بسبب سجال بين النائبين ملحم خلف وغازي زعيتر، على خلفية دعوة خلف لانتخاب رئيس جمهورية. وما إن دعا خلف النواب إلى انتخاب رئيس جمهورية، حتى ردّ عليه زعيتر معتبراً كلامه “مش بالنظام”. وارتفع سقف النقاش بين النائبين، وصدر عن زعيتر كلام غير مسبوق في المجلس إذا قال لأحد النواب “شو هالبضاعة”، وتوجّه لخلف بالقول “متل صباطي”. ولاحقا، ارتفعت الأصوات من جديد، وأفيد عن إشكال كبير بين النائبين علي حسن خليل وسامي الجميل، على خلفية السحوبات الخاصة. وحسب ما نقل أيضاً، قد شهد الإشكال بعض التدافع.
وفي السياق، قال النائب ياسين ياسين إنه “لم يحصل تضارب بين النواب بل ارتفعت الأصوات” و”القلوب مليانة”. ومن جهته، أكّد النائب هادي أبو الحسن، أنه “منذ يومين ونحن نحاول ضبط الأمور. ربما نجحنا بموضوع “الساعة” لكن الجو مشحون بشكل عام”. وبدورها، قالت النائبة بولا يعقوبيان: “شكلن بدن يعملو mini حرب أهلية، ليطيرو الانتخابات البلدية”، والنائب ملحم خلف سمع كلمة “شو هالبضاعة” من النائب غازي زعيتر”.
الجميّل: بعهدة برّي
بعدالإشكال الذي حصل بين النائبين سامي الجميّل وعلي حسن خليل، على خلفية ملف الانتخابات البلدية والسحوبات الخاصة، تحدّث النائب الجميّل في مؤتمر صحافي من مجلس النواب قائلاً: “أضع بعهدة الرئيس برّي ما حصل اليوم في جلسة اللجان ولن أخبر ما حصل لكي لا أساهم بحصول فتنة”. وأضاف، “لن أدخل في تفاصيل الإشكال الذي حصل وسأضعه بعهدة الرئيس برّي، لنرى كيف سيتعاطى مع ما حصل. إذا أخبرتكم بما حصل سأكون مساهماً بفتنة يريد البعض جرّ البلد إليها وهذا ما لا نريده. من هنا لن أتحدث عما حصل خلال الجلسة والذي كان يمكن أن يأخذ البلد الى مكان آخر”.
وتابع الجميل، “أتينا لنؤكد على أن عدم حصول الانتخابات البلدية سيؤدي إلى فوضى كبيرة في البلد. وهناك عدّة طرق للحكومة لإجرائها، خصوصاً أن المبلغ المطلوب هو 8 مليون دولار، وهو ربع ما يدفعه مصرف لبنان يومياً لمنصة صيرفة”. وأوضح، “التسجيل موجود وإذا اعتبر برّي أن ما دار في الجلسة يُمكن أن يمرّ، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة كبيرة. إذ حصل مسٌّ بمقدّسات، وبرّي يعرف جيداً كيفية معالجة الموضوع، وإذا لم يعالجه، فهذا يعني أنّ الرسالة وصلت”. وقال الجميّل: “ما حصل اليوم خطير وإن كان أحد النواب قد فقد أعصابه، فنحن نمر فوق ما حصل ونتخذ التدابير اللازمة، أما إن كان هناك توجّه سياسي بأن يتعاطوا في البلد بهذا الشكل، ويستخدموا هذا المنطق وينظروا للآخر بهذا الشكل، أي إذا كان هذا الشيء معمّم، فالمشكلة كبيرة جداً”.
خليل: متمسّك بقناعاتي
بدوره أكد النائب علي حسن خليل: “كنت واضحًا عندما قلت إن مجلس النواب لا يجب أن يدخل بملف حقوق السحب الخاصة، ولا نريد أن يخرج من عندنا تغطية قانونية للتصرف بتلك الحقوق”. ولفت إلى أن “البعض يصرّ علي رفض الجلسات التشريعية، وعليه فإن من يرفع شعار إجراء الانتخابات البلدية، لا يريدها”، مشددًا على “تجاوز بعض النواب حدود الزمالة، وكان من اللازم الردّ عليهم”. وأكّد خليل، “لن ننجر إلى خطاب الانقسام في البلد”، مشيرًا إلى “إنني أدعو إلى وضع اليد على ما حصل اليوم في مجلس النواب، وليس مسموحاً لأي أحد أن يتطاول على غيره، ومتمسّك بقناعاتي وبكل ما أقول”.
المصدر:المدن.