إنشغال بفكّ رموز رسالة واشنطن الرئاسية
لا تزال الساحة الداخلية منشغلة بقراءة وتفسير أبعاد ورموز الإشارات التي صدرت عن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، خليفة دايفيد شينكر في الملف اللبناني، التي تزامنت مع لحظة حسم الإقتراح الرئاسي الفرنسي، فوضعت الزائرة الأميركية النقاط على الحروف وضربت المقايضة بطريقة ديبلوماسية، ثم وضعت قواعد أجندة أميركية خاصة من بيروت، ربطتها بالمصالح المباشرة للولايات المتحدة في لبنان والمنطقة، وذلك، بمعزلٍ عن الإتفاق الإقليمي السعودي – الإيراني من جهة، وانطلاقاً من مفاعيل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من جهةٍ أخرى، خصوصاً وأن إسرائيل بدأت بتصدير المواد النفطية من حقل “كاريش”.
وبالتالي، فإن ليف، وفق مصادر سياسية مواكبة لجانب من جولاتها اللبنانية، تحدثت بشكلٍ غير مباشر عن الملف الرئاسي اللبناني، وذلك انطلاقاً من التحوّلات البارزة محلياً وإقليمياً. وتكشف هذه المصادر ل”ليبانون ديبايت”، أن رسالة التحذير من استمرار الفراغ الرئاسي وتداعياته على الوضع العام، والتي كانت أطلقتها الديبلوماسية الأميركية منذ أشهر، لم تتغيّر في بيروت، وعنوانها العريض يركز على تفادي الإنهيار من خلال إجراء الإنتخابات الرئاسية وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، إضافةً إلى الإسراع في توقيع اتفاق على برنامج تمويلي مع صندوق النقد الدولي.
وعليه، لا تستبعد المصادر، أن تكون الإشارات التي أطلقتها لقاءات بربارة ليف وطبيعة الإجتماعات التي عقدتها، والتي لم تشمل بعض الأطراف السياسية الداخلية، قد وصلت إلى المعنيين، وهي انطوت على النصيحة بعدم الدخول في البازار الدائر حول الإنتخابات، والذي يقوم على استمرار كل مسبّبات الإنهيار، حيث حذّرت من أن الأشهر القليلة المقبلة، هي وحدها الفاصل عن المرحلة الأخيرة من هذا الإنهيار.
وبالتالي، تكشف المصادر، أن الزائرة الأميركية، لم تحمل معها أية مبادرات أو حلول للأزمة اللبنانية، لكنها حدّدت خارطة طريق خاصة بأي مرشّح مقبول من واشنطن، علماً أن إطلالتها الإعلامية، قد حملت الأجوبة الصريحة على كل ما يتردّد عن “فيتو” أميركي على بعض المرشّحين، إذ حدّدت مسار الإستحقاق وربطته بمعبرٍ إلزامي، وهو تحقيق الإصلاحات البنوية وبشكلٍ خاص في قطاع الكهرباء، واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، القادر وحده على تقديم الدعم والمساعدة.
المصدر: ليبانون ديبايت.