تابعوا قناتنا على التلغرام
اخبار لبنانمحليات

إنتكاسة صغرى أفضل من هزيمة كبرى؟

حمل كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على إثر جلسة مجلس الوزراء، اعتكافا ضمنيا مُعلّقا، ما يؤكد ما تردد عن أنه كان في صدد الإعتكاف والسفر الطويل لولا لم يتدخّل الرئيس فؤاد السنيورة لثنيه عن قراره الذي أبلغه نهاية الأسبوع الى مقرّبين منه وأنسباء له.

وبات واضحا أن السنيورة تدخّل انطلاقا من اعتباره أن اعتكاف ميقاتي في هذين الظرف والتوقيت تفوق مخاطره على رئاسة الحكومة وموقع أهل السنّة والجماعة في الحكم مخاطر أي قرار آخر بما فيه العودة عن قرار ارجاء تطبيق التوقيت الصيفي. ذلك أن أي خروج للسنة من النظام، لو موقتا ومرحليا، في لحظة إعادة تشكيل جيوسياسي للمنطقة على وقع الإتفاق السعودي- الإيراني، هو انتصار مبين لحزب الله بالدرجة الأولى وتكريس لإختلال في التوازن خصوصا في غياب رئيس الجمهورية المسيحي – الماروني. إذ سيتيح الإنسحابان المسيحي والسني للثنائي الشيعي، واستطرادا لحزب الله، تحكّما كاملا في النظام السياسي والإنتظام المؤسساتي العام وفرض شروطه في أي جولات تفاوض إقليمي قد تذهب حدّ رسم مستقبل لبنان في ظل تحديث نظام لم يخف الحزب يوما أنه يريده ويبتغيه تكريسا لتفوّقه وعلى قياس دوره المتضخم إقليميا.

من هنا كان القرار في الاجتماع الثلاثي الذي ضم ميقاتي والسنيورة وتمام سلام، بأن يسحب ميقاتي فكرة الإعتكاف وأن يعود بالزخم إياه، على أن يعْدل عن قرار إرجاء التوقيت الصيفي الذي أظهره أمام رئيس مجلس النواب نبيه بري، تابعا لا لاعبا، خاضعا لا مبادرا. بهذا المعنى كان تراجع ميقاتي حقْنا للدور السنّي وتصديا لأي تراجع محتمل لحساب الثنائي الشيعي، لا استجابة لضغط المسيحيين.

ولا ريب أنّ هذا الواقع من وجهة نظر السنيورة، وإن حمل تراجعا وربما انتكاسة لرئاسة الحكومة أمام الرفض المسيحي الجامع سياسيا وروحيا، يبقى أفضل بكثير من إنتكاسة كبرى في مواجهة الثنائي ولمصلحته، في ظل المصالحة السعودية- الإيرانية والإنحياز الفرنسي لحزب الله والابتعاد الأميركي الواضح عن التفاصيل اللبنانية، وكلها عناصر مريحة للثنائي، ومقلقة للخصوم.

المصدر:ليبانون فايلز.

Reporter-Z
Author: Reporter-Z

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى