في واقعة نادرة وخطرة .. تسريب أجزاء من الشفرة المصدرية لتويتر على الإنترنت
كشف ملف قانوني أن أجزاء من الشفرة المصدرية لموقع تويتر قد سُربت على الإنترنت، وذلك في كشف نادر وكبير للملكية الفكرية يأتي وسط سعي الشركة لتقليل المشكلات الفنية وعكس تراجعها المالي في ظل إدارة (إيلون ماسك).
ووفقًا للملف القانوني، فقد تحركت تويتر يوم الجمعة لإزالة الشفرة المُسرّبة عن طريق إرسال إشعار لانتهاك حقوق النشر إلى (جيت هب) GitHub، وهي منصة للتعاون البرمجي عبر الإنترنت حيث يمكن لمطوري البرامج مشاركة أكوادهم.
وامتثلت GitHub فأزالت الشفرة في ذلك اليوم. ولكن لم يتضح كم من الوقت ظلت الشفرة المسربة متاحةً على الإنترنت، لكن يبدو أنها نُشرت منذ أكثر من شهرين.
وجاء في الملف القانوني أن تويتر طلبت أيضًا من المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الشمالية من كاليفورنيا أن تأمر GitHub بتحديد الشخص الذي نشر الشفرة، وأي أفراد آخرين نزّلوها.
ووفقًا للملف القانوني، فإن الشخص الذي سرّب الشفرة المصدرية لتويتر يحمل الاسم الرمزي FreeSpeechEnthusiast على GitHub. ويبدو أن الاسم المستعار للمستخدم يشير إلى ماسك، الذي قال عن نفسه في السابق إنه «المؤيد المطلق لحرية التعبير».
ويُظهِر ملف تعريف GitHub للمستخدم المجهول مساهمة واحدة في المنصة مطلع شهر كانون الثاني/ يناير الماضي. ولا يزال الملف الشخصي للمستخدم موجودًا حتى الآن.
وقال شخصان مطلعان على التحقيق الداخلي إن تويتر بدأت تحقيقًا في التسريب، وتوقّع المسؤولون التنفيذيون الذين يتعاملون مع الحادثة أن المسؤول عن الأمر غادر الشركة، التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًا لها، العام الماضي.
ومنذ أن اشترى ماسك تويتر أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مقابل 44 مليار دولار، سرّحت الشركة أو استقال منها نحو 75 في المئة من موظفيها الذين كان يبلغ عددهم قبل ذلك 7,500 موظف.
وقال المصدران المطلعان على التحقيق الداخلي لصحيفة نيويورك تايمز إن المديرين التنفيذيين لم يُطلَعوا على تسرّب الشفرة المصدرية إلا حديثًا. وقالا إن أحد المخاوف تتمثل في أن تكون الشفرة تتضمن ثغرات أمنية يمكن أن تمنح القراصنة أو الأطراف الأخرى المتربصة، الوسائل لاستخراج بيانات المستخدمين أو إزالة الموقع.
ويرى مراقبون أن تسرّب الشفرة المصدرية يُضاف إلى التحديات التي تواجهها تويتر تحت إدارة ماسك. إذ غالبًا ما تنظر شركات التقنية إلى هذه الشفرة بوصفها سرًا ولا تشاركها خوفًا من أنها قد تمنح المنافسين الأفضلية، أو تكشف عن نقاط ضعف أمنية.
ولكن حتى مع سعي شركات التقنية إلى حماية قواعدها البرمجية، فقد أصبحت أهدافًا للانتهازيين والقراصنة وغيرهم. ففي العام الماضي، نجحت مجموعة قرصنة في سرقة الشفرة المصدرية من مايكروسوفت وشركات كبرى أخرى.
وقال (بريت كالو)، محلل التهديدات في (إمسيسوفت) Emsisoft، وهي شركة برمجيات للأمن السيبراني، إن النشر العلني لشفرة تويتر «مثير للقلق». وأضاف: «إنه يُسهّل البحث عن نقاط الضعف ويُسرعه قليلًا».
وبالنسبة لتويتر، يأتي التسريب أيضًا ليُضاف إلى التحديات الهيكلية والمالية المتزايدة. فقد حاول ماسك تغيير مسار الشبكة الاجتماعية على مدار الأشهر القليلة الماضية عن طريق خفض التكاليف، وتجربة ميزات جديدة، والترحيب بعودة المستخدمين المحظورين سابقًا.