هل هناك دور لسوريا بالملف الرئاسي… لمصلحة فرنجية أم لا؟
لم يخطىء من قال مراراً ان القوى السياسية في لبنان لم تبلغ سن الرشد السياسي بعد، فرغم كل التطورات الإيجابية في المنطقة، لا تزال هذه القوى نائمة، لا جرأة لديها على الحوار والدخول في بحث حول سبل الخروج من الأزمة، بانتظار كلمات سر من هنا، وتعويل على دور سعودي أو فرنسي أو أميركي أو سوري من هناك.
وكما بات معروفاً ، ان هناك تقارب سعودي – سوري كبير سيُنتج استعادة التمثيل الديبلوماسي خلال شهر رمضان، قبل عيد الفطر، وفي لبنان من ينظر إلى هذا التقارب بعين القلق كالقوى المعارضة، وهناك من ينظر اليه بعين الرضى كقوى 8 آذار التي تعول على هذا التقارب، ليستفيد منه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. فهل يمكن لسوريا أن تؤدي دوراً إيجابياً في إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا؟
تراهن بعض الأطراف في قوى الثامن من آذار على إمكان أن تؤدي سوريا، التي دخلت مساراً جديداً في العلاقة مع المملكة العربية السعودية، دوراً في إقناع الرياض بالذهاب إلى تسوية في لبنان، يكون عنوانها الأساسي انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، انطلاقاً من العلاقة الشخصية التي تجمع فرنجية بالرئيس السوري بشار الأسد.
ويعتقد المؤمنون بهذا الطرح، أن دمشق قادرة على تقديم ضمانات للمملكة العربية السعودية في مقابل وصول فرنجية، إلا أن هذا الأمر يتطلب أن تقتنع الرياض أولاً، وهو لن يكون سهلاً ما لم يقابله مردود تبحث عنه السعودية منذ سنوات، يتعلق بطبيعة الحكم في لبنان ومدى سيطرة حزب الله على السلطة، كما تعتقد، ومدى نيته وقف التدخل في ملفات إقليمية تهمّ الدول الخليجية.
قد يكون التعويل على دور سوري في عملية انتخاب رئيس الجمهورية في هذا التوقيت بالذات، ضرب من خيال، لأن القيادة السورية لها أولوياتها أيضاَ، وهي لا تزال في طور استعادة علاقاتها بالعرب، وهناك زيارات سورية للسعودية لمحاولة التنسيق فيما يخص المطالب السعودية والمتعلقة بتهريب المخدرات وغيرها من النقاط العالقة، وبالتالي من غير الوارد للسوريين فرض مرشح في لبنان أو تسويقه قبل وصول مساعيهم الخاصة إلى بر الأمان.
كذلك، هناك احتمال أن تتمكن السعودية بالمقابل من إقناع السوريين بعدم جدوى وصول فرنجية إلى بعبدا، وأن تتمكن السعودية من جذب سوريا إلى وجهة نظرها القائلة بضرورة وصول رئيس للجمهورية من خارج الاصطفافات السياسية الحالية، وعندها قد يكون دور سوريا عكسياً تجاه فرنجية نفسه.
هناك فريق آخر أيضاً، يرى أن علاقة آل فرنجية التاريخية بالعديد من الشخصيات السعودية، والتي هي أكثر من جيدة، قد تسهل العمل على تحقيق التقارب مع السعودية، خاصة أن الجميع يعلم بأن رئيس “تيار المردة” هو أقرب إلى سوريا من إيران، وبالتالي من الممكن أن يساهم إنتخابه في تخفيف النفوذ الإيراني في البلاد، على قاعدة أنه قد يقود إلى تعزيز حضور دمشق من جديد، الأمر الذي من الطبيعي أن يكون على حساب طهران، على قاعدة أن الجانبين يأكلان من الصحن نفسه.
لذلك، بالخلاصة قد يكون هناك دور لسوريا في الملف الرئاسي، سواء عبر تسويق انتخاب فرنجية أو عبر تسويق ضرورة انسحابه، لكن الأكيد أن هذا الدور لن يحصل في القريب العاجل قبل تسوية أمورها في الإقليم. فهل نبقى في حال انتظار في لبنان؟
المصدر: الديار.