بمناسبة عيد البشارة المفتي شقير في بعلبك
نظمت جمعية “مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي” في بعلبك، ندوة لمناسبة عيد البشارة، بحضور النائب ينال صلح، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، رئيس بلدية مقنة فواز المقداد، رئيس الجمعية الدكتور عقيل برو، مخاتير وفاعليات ثقافية وسياسية واجتماعية.
الهاشم
وتحدث في مستهل الندوة عضو الهيئة الإدارية في المركز الأديب الياس حليم الهاشم، فقال: “أمنا يا عذراء، نرفع إليك في عيد البشارة، أوجاعنا وجوعنا، نضع بين بيديك آلامنا وآثامنا، نضرع إليك لتتشفعي لنا نحن الضعفاء في هذه الأرض المملوءة شراً وحرباً، أنقذينا يا أم الرحمة والعطاء لقد قتلتنا السياسة، والرياسة، والنجاسة، والنخاسة، لقد تشردنا إلى أقاصي التراب، نموت في البر، وفي البحر، نفتش عن كسرة خبز نسد فيها رمقنا الأخير”.
وتابع: “نحن اليوم يا أماه صائمون من الفجر إلى النجر، جاء صيام عيد القيامة يعانق رمضان جوعاً ووجعاً، الكل هنا صائم، منه على مدار السنة، ومنه في الشهر الفضيل، البعض هنا يحاضر في يوم الآخرة وينسى يوم غد، الكل هنا ينسى قوته، وقوت أولاده، ولا ينسى إرضاء الزعيم، الكل هنا في رأيه على حق، والحق مقتول هنا. لقد أصبحنا كصخرة المتنبي لا يحركنا إلا صوت السير خلف النعوش، ونعود إلى كهوفنا ننتظر صوت المنادي على الصيرفة”.
وختم الهاشم: “أمنا يا شفيعتنا، لقد جاءنا الذئب الغربي المرقط بثوب الحرية والسلام، وعاث فساداً في أرضنا، والبعض منا كانوا معه كإخوة يوسف، ورموا سوريا في البئر، وحملوا قميص دمشق وراحوا يطوفون به الأماكن، ويتباكون، وينعون موت قلب العروبة النابض خدمة للذئب، وحملوا الرايات ومشوا كاذبين ومكذبين آيات الحق خدمة للقاتل وللمحتل. لكن يوسف السوري لم يمت، ولم يطبق عليه البئر، فمرت عليه قوافل نصرِ المقاومة وحملته إلى حضن أبيه، وها هو اليوم يوسف سوريا يتوج ملِكاً على من تفرعن وأعوانِه، ويفتح خزائن الكرامة، والعزةِ، والنصر لكل العرب. إنها سوريا اليوم كطائر الفينيق تنتفض من تحت ركام الزلازل، والحرب، والحصار، إنها سوريا موطن الإسلام المحمدي الأصيل، إنها سوريا مهد المسيحية المشرقية للعالم، قلب بولس الرسول، ومهد مار مارون، سوريا أرض المقدسات والعيش الواحد بين كل الديانات، سوريا بشارة السلام. منها وإليها يعود السلام”.
شقير
وأشار المفتي شقير إلى أن “ما من شخصية نالت في القرآن الكريم ما نالته السيدة العذراء مريم، وقد نالت 7 آيات من الذكر في القرآن الكريم، إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بعيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقربين، وقالت امرأة عمران ربي إني نذرت ما في بطني محرراً، فتقبل مني إنك السميع العليم، ولما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى وإني اسميتها مريم تقبلها مني قبولا حسناً، وكفلها زكريا، وكلما دخل ز كريا وجد عندها رزقاً، فسألها من أين لك هذا، فقالت مريم من عند الله”.
وأضاف: “أيها اللبنانيون أتظنون ان محمداً كان مع حكومة، والسيد المسيح مع حكومة، وهل كان محمد يقاتل عيسى أو عيسى يقاتل محمدا، وقد وضعنا أنفسنا كل في متراس للدفاع عن محمد وعيسى، المشكلة ليست بمحمد وعيسى مشكلتنا هي كمشكلة الزنوج في أميركا كما تحدث عنها إيليا ابو ماضي، مشكلتنا هي بالإستئثار والطائفية. كمسلم لا يحق لي أن أكون رئيساً للجمهورية، أو قائدا للجيش، أو سفيرا في هذا البلد او ذاك، وكمسيحي لا يحق لك ان تكون رئيساً للحكومة او لمجلس النواب، وإن لم نعتدل فإننا ذاهبون إلى الاقتتال، ولن يشفع لنا المسيح أو محمد”.
المصدر: الوطنية