بري وميقاتي على التوقيت القديم ولبنان على التوقيت الجديد!
كان من المفترض أن تمرّ عطلة نهاية الأسبوع بشكل طبيعي ويقوم اللبنانيون بتقديم ساعاتهم ساعة واحدة، بحسب التوقيت الصيفي المعتمد عالمياً، ولكن على قاعدة “أنا هيك بدّي… مشّيلي ياها”، أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قراراً أجل فيه تقديم الساعة حتى منتصف ليل 20-21 نيسان.
الكنيسة والإعلام
هذا القرار الذي يزيد من عزلة لبنان عن دول العالم، لم يمر مرور الكرام، خصوصاً لما يحمله من أضرار كارثية على الصعيد التقني، متمثلة باتصال الهواتف والأجهزة الذكية بالانترنت، الأمر الذي يعرقل سير عمل العديد من الشركات.
وفي هذا السياق، أصدرت “نداء الوطن” وموقعها الالكتروني قراراً بمعارضة الالتزام بقرار الحكومة وإبقاء العمل بحسب التوقيت الصيفي.
الموقف الرافض لقرار الحكومة، تبنته أيضاً العديد من المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية التي أعلنت بدورها رفضها الالتزام بقرار ميقاتي، مؤكدةً أنها ستسير بالتوقيت الصيفي.
وإذ أعلنت بكركي إلتزامها بالتوقيت العالمي، أصدر عدد من الأبرشيات قرارات مماثلة، تشمل الأعمال الليتورجية ومواعيد القداديس، بما فيها الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية والعديد من مدارس وجامعات بيروت.
وبهدف شرح ملابسات قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي، أجرى ميقاتي مساءً اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الراعي الذي بقي مصراً على موقفه الرافض تأجيل تقديم الساعة.
ميقاتي والمركزي
والمفارقة، أن ميقاتي أصدر بياناً “فضفاضاً” لم يكن على قدر توقعات اللبنانيين الذين ترقبوا تراجعه عن قراره، فتبين أنه لم يلحظ جدل التوقيت، بل ألغى الجلسة الحكومية التي كانت مقررة يوم الإثنين.
من جهته، أصدر مصرف لبنان بياناً شدّد بموجبه على إعتماد التوقيتين: توقيت “ميقاتي” بالنسبة إلى عمل الموظفين وساعات حضورهم، والتوقيت “الطبيعي” بالنسبة إلى نظام العمل على الأجهزة.
رئاسة الجمهورية
على خط آخر، وصل صباح السبت القائم بأعمال السفارة السعودية وليد بخاري إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وجرى عرض لأبرز التطورات على صعيد رئاسة الجمهورية، مع التشديد على الإسراع في إتمام الإستحقاق، من دون الدخول في الأسماء بل بالمواصفات، إذ ان المملكة لطالما أظهرت اهتمامها بانتخاب رئيس سيادي إصلاحي من خارج الاصفافات.
وأكد بخاري أمام جعجع انّ الاتفاق السعودي – الإيراني تضمن رغبة مشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الديبلوماسية.
بخاري جدد موقف المملكة بأنها لن تترك لبنان، إنما الأولوية تتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، الأمر الذي أكده أيضاً أمام الرئيس السابق فؤاد السنيورة.
عيد البشارة
وفي مناسبة عيد البشارة، ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، داعياً الساسيين إلى الإقرار بمسؤوليتهم عما آلت إليه الأمور في البلاد وإفقار للشعب، والأهم، الاعتراف بمسؤوليتهم عن خراب الدولة بإحجامهم عن إنتخاب رئيس للجمهورية وتعطيلهم انتظام المؤسسات الدستورية.
إذاً، لا تزال رئاسة الجمهورية “ضائعة” بسبب تعنّت البعض وإبتعادهم عن الحلول الرامية إلى إراحة الشعب، ولبنان المتكاتف بوجه العزلة قال كلمته بعدم الإلتزام بقرار ميقاتي، وها هو يبقي ساعته بحسب التوقيت العالمي… أما إثنان فقط فسيبقيان على “الساعة القديمة” وهما بري وميقاتي ومن يدور في فلكهما.
المصدر : نداء الوطن.