تابعوا قناتنا على التلغرام
مقالات مختارة

“جرائم” رفيق الحريري!

حسمها حسان دياب. فالإعمار هو سبب هذا الإنهيار المرعب، الذي أصاب بشروره الوطن والمواطن.

وبدل أن تلجأ الحكومة، ومن أمر بتشكيلها، إلى النأي بالنفس، لجأت ولجأ الآمرون، إلى النأي بالعقل.

أعدوا لائحة بالجرائم التي ارتكبها رفيق الحريري.

ثلاثون سنة، عاش نصفها، ونسب إليه النصف الآخر، بعد أن ضموا إليه السنوات العشر العجاف، البرتقالية الهوى والإيرانية المبتغى.

تراكمات أدت إلى “تركة ثقيلة” لتبرير الفشل الحكومي قبل وقوعه.

وباستعراض مختصر، لجرائم هذا المجرم، نبدأ بانتزاعه شباب لبنان من حضن الميليشيات المسلحة ونفيهم إلى أرقى وأعرق جامعات العالم.

وهو نفسه من حاك “مؤامرة الطائف”، منهياً الحرب الأهلية وانجازاتها المذهلة.

وهو الذي أوقع لبنان في الديون، ليهدر أموالها على المواصلات والإتصلات وبناء المطار ومد الجسور وشق الأنفاق…

وهو من حرّض وسعى إلى إعادة الجيش للعمل كمؤسسة لكل الوطن، وكان قد حوّله صاحب الأمانة إلى ميليشيا إضافية، ساهمت في قصف المنطقة الغربية من أجل “التحرير”، وأجهدت مدافعها بدك المنطقة الشرقية من أجل “الإلغاء”.

وهو أيضاً من عبث بالآثار، التي برعت الميليشيات بنحتها في قلب بيروت وساحة برجها. فأزالها بجرافاته جارفاً من الذاكرة الوطنية قيمَها التاريخية وقيمتها الإبداعية.

وتمادياً في جرائمه، بنى في الحدث مدينة جامعية، حارماً، عن قصد وترصد، طلاب لبنان من طلب العلم ولو في طهران.

وإمعاناً في التخريب أشاد مستشفاه الحكومي ليتحول في ما بعد إلى خربة طبية… وإلى حظيرة للمرضى العاجزين عن دخول المستشفيات الخاصة.

وهكذا يكون رفيق الحريري، وبسوء نية، قد أقدم على الإعمار، فاتحاً الأبواب أمام نهب المال العام. حيث لا سرقات بلا إنفاق… ولا إنفاق بلا مشاريع.

وإذا سلمنا، وبغياب السند، أن الحريرية نهبت المال العام، أو سهّلت على الآخرين نهبه، فقد كان يتم ذلك مع إتمام مشاريع الإعمار.

أما اليوم، وفي السنوات العجاف، فإن الفساد يزداد شراهة وقدرة على السلب، ومن غير أن ينفذ العهد ومتعهدوه مشروعاً، باستثناء ما أعد على الورق، كما في الكهرباء، التي عمت أنظارنا بخططها النظرية، والتي تُغدق عليها الأموال بالهبل… وبهبل تُغْدقها على من يُغدق علينا الوعود.

إذاً الفرق كبير بين ما جنته الحريرية على لبنان، وبين ما جناه “أشرف الناس” من لبنان.

وكما حسمها حسان دياب، فقد حسمها الرئيس ميشال عون.

لقد جلبنا “الحفارة”، وهذا يكفي لدخولنا نادي الدول النفطية.

وإذا كان فخامته قد خص جبران باسيل بفضل الإكتشافات النفطية، فمن أخلاقيات نسب الفضل لأهله، أن نذكر، وربما قبل ولادة الصهر، أنه كان في لبنان عالم جيولوجي إسمه الدكتور غسان قانصوه، رحمه الله، أثبت بخرائطه وأبحاثه أن في بحر لبنان كميات هائلة من النفط… ومع ذلك لم يذكره أحد في “اليوم التاريخي” المفترض. فكل أمجاد النفط تعود لجبران باسيل، فلولا أهليته الجيولوجية لما تأهلنا لزعامة “أوبك”.

على كل، فها نحن نبيع “النفط في بحرو”، تماماً كالتاجر الشاطر الذي يبيع “السمك في بحرو”… وفي بحار الآخرين.

المصدر: وليد الحسيني

Reporter
Author: Reporter

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى