اقتصاد ومال
بالفيديو : مصرف لبنان يلعب دور «الصرّاف الكبير»!
عاود سعر صرف الدولار في السوق جنونه ليسجل رقما قياسيا بتجاوزه ال 40 ألفاُ، بعد نفحة تفاؤلية ترافقت مع انخفاض لم يدم طويلاً عقب اتفاق ترسيم الحدود بي لبنان واسرائيل، بالتزامن مع دخول البلاد في الفراغين الرئاسي والحكومي، ما أدى الى تراجع منسوب الأمل في استقرار مرحلي يُمهّد للانفراج العام.
تلاشى الرهان على الخروج من مستنقع الأزمة في ظل ضبابية تحكم الوقعين السياسي والإقتصادي، ووفق ما أكده الخبير الإقتصادي الدكتور بيار الخوري لـ”جنوبية” فإن “خطوة ترسيم الحدود الجنوبية لها ايجابية على سعر صرف الدولار كونها تُحسّن التوقعات، لكن ذلك لا يكفي”، لافتاً الى أنه “تبيّن منذ أسبوعين أن هناك ضغطاً من مصرف لبنان لتعديل سعر الصرف، وليس لتحسينه بل للجم درجة انخفاضه”.
وأوضح “أن اللبنانيين يتأثرون بسرعة ببيانات مصرف لبنان لاعتبارهم أنه يمكنه قلب المعادلات، ولكن في الحقيقة لا يوجد أي بوادر توحي بأن الوضع الإقتصادي الى تحسّن، فبعد الأزمة الإقتصادية دخل لبنان الى ما هو أصعب بكثير أي الأزمة السياسية”، مشيراً الى “أن لبنان عالق بين أزمة على مستويين تحول دون أي تحسّن في الوضع الإقتصادي الذي يُفترض بحسب ما يعتقد الناس بأنه سيؤدي الى تحسّن سعر الصرف”.
لبنان عالق بين أزمة على مستويين تحول دون أي تحسّن في الوضع الإقتصادي وشدد الخوري على أن” من وجهة نظره لا يراهن على أهمية التحسن، لأن الأهم هو التعامل مع مؤشر تضخم الأسعار، إذ لا يوجد أي مؤشرات توحي بتحسن سعر الصرف، وكل ما يحصل هو أن مصرف لبنان يعمل دور الصراف الكبير القادر بحجم تدخّله والهيكل الذي أقامه بين سوق الصرافين وشركات تحويل الأموال في أن يكون مؤثراً على سعر الصرف”.
شراء الدولار على سعر السوق السوداء واعادة بيعه على منصة صيرفة مكلف جداً ولفت الى ” ذلك العمل لا يمكن المراهنة عليه وهو مكلف جداً، فشراء الدولار على سعر السوق السوداء واعادة بيعه على منصة صيرفة، التي لا يمكن معرفة من يشتري منها والمستفيدين الفعليين، مكلف جداً ولا يؤدي الى تحسن مستدام في سعر الصرف، بل الى مزيد من الضغوط التضخمية في المستقبل والى مزيد من الضغط على سعر صرف الليرة”.