“إعتذر يا باسيل”..حسن الدر يفضح “كذبة الترسيم”: نحن لم ننتصر وعون وافق على الوصاية!
في ذكرى مرور ثلاث سنوات على اندلاع ثورة 17 تشرين الأول اعتبر المحلل السياسي حسن الدر أنه “يجب أن نفرق بين أهداف الناس البسطاء والفقراء الذين نزلوا في 17 تشرين من وجع حقيقي وبين الأهداف العميقة لـ 17 تشرين”.
وقال الدر في مقابلة عبر “سبوت شوت”، ضمن برنامج “وجهة نظر”، “ثورة 17 تشرين تشبه الثورات الملوّنة التي حصلت في العالم والحراكات التي كان لها أهداف سياسية كبيرة ووراءها دول وسفارات وجمعيات وسفراء”.
وعن إتفاق الترسيم رأى الدر أن “الترسيم ليس اتفاقاً وليس تفاهماً ولم يخرج الإسم الرسمي لما حصل، هو ليس معاهدة وليس اتفاقية لأنه لم يُعرض على مجلس النواب ولا على مجلس الوزراء ولن يوقعه رئيس الجمهورية”.
وأكمل الدر، “الرئيس عون كان يقول خطنا 29 وعلى أساس نعدل المرسوم رقم 6433 والعنوان الثاني أن الحق الدستوري لرئيس الجمهورية أن يفاوض هو لأنها معاهدة دولية وبالمادة 52 من الدستور فإن رئيس الجمهورية هو من يفاوض ويوقع”.
واستطرد قائلاً، “وصلنا الى نتيجة اليوم لم نحصل على الخط 29، وهذه ليست معاهدة دولية، وهكذا أضعنا سنتين على “الفاضي”، وكان يمكن الذهاب الى هذا الاتفاق منذ عامين ولكن النكد والعناد السياسي وتسجيل النقاط في ملف كبير هكذا أوصلنا الى ما وصلنا إليه”.
وتساءل الدر، “ماذا يعني أن يوضع شرط بمنع الشركات اللبنانية أن تكون جزء من التنقيب والاستخراج والبيع؟ هل هذا الشرط يهدف الى عدم بوح “توتال” وغيرها بحقيقة الثروة الموجودة؟”.
وشرح الدر قائلاً، “اتفاق الإطار يحفظ حق لبنان ويحفظ علاقة العداء مع العدو الاسرائيلي وفق الاتفاقات التي عرقلت سابقاً برعاية فرنسية اميركية من اتفاق نيسان عام 1996 الى قرار الـ 1701، لذلك ليست سابقة أن نعود لتفاوض غير مباشر مع الاسرائيلي”.
وقال “نحن في بلد منهار اقتصادياً ويتفكك اجتماعياً وبلا مصارف وكهرباء، هذه الظروف كلها اضافة الى مجموعة كبيرة من اللبنانيين من بينهم فريق رئيس الجمهورية أو جزء منهم على الأقل يهمهم الرضا الأميركي والفرنسي ومجموعة كبيرة من اللبنانيين يريدون بقاء هذا التوازن وهذا الحضور الأميركي ان يستمر في البلد”.
وأكمل، “تسمية الاتفاق بالترسيم كعبارة ومصطلح غير صحيحين، فلا يوجد دولة بالعالم إلا ويكون الترسيم متوازياً ينطلق من البر الى البحر”.
وأوضح الدر، “هناك 5 كيلومتر بين رأس الناقورة وأول نقطة التي هي النقطة 20 وينطلق منها الخط وتعرف بخط الطفافات هذه ما وضعها بالترسيم وعلى أي خط تابعة ومن أين تنطلق؟ أكثر من ذلك لبنان لم يعدل احداثياته”.
وزاد، “الرئيس عون بعد الهجومات عليه وبعد أن منع نفسه والآخرين كذلك منعوه من تحقيق أي انجاز وصل إلى مرحلة صفر إنجازات لذلك هو بحاجة الى انجاز ما ولذلك رأينا التهليل والتطبيل واعتبروا الاتفاق انجاز ونصر تاريخي وهو ليس كذلك”.
ورداً على سؤال عن موقف حزب الله من الاتفاق أجاب الدر: “سمعنا كلام النائب محمد رعد الذي قال ان الحزب يتريث بإعطاء رأي نهائي بهذا الاتفاق وان كان لدينا الكثير من الملاحظات على الكثير من النقاط بانتظار التوقيع النهائي، لأن هذا العدو قد يغير رأيه في آخر لحظة، ولكن بالمنطق هكذا اتفاق لا يمر بدون إطلاع حزب الله عليه”.
وقال: “لا أرى أننا ذاهبون الى فراغ طويل ولن يمتد الى أكثر من بدايات 2023، هذا التفاهم سيؤدي الى تعجيل بالحركة السياسية في لبنان، ولم يتم بدون رعاية خارجية وبالمباشر الأميركي والفرنسي موجودين، وكذلك الاماراتي والقطري، ولكن الايراني غير موجود برأيي، لذلك الاستقرار السياسي لا بد منه وهذا يحتم انتخاب رئيس بمدة لا تتعدة الأشهر”.
أضاف، “حركة السفير السعودي وزيارته الى الرئيس بري كانت بهذا الإطار والأجواء جدية”.
وتابع، “المملكة العربية السعودية تعرف جيداً موقعية الرئيس بري فالبخاري كان جدي بطروحاته وكذلك الرئيس بري وأعلن باسيل بعد لقائه أمس مع بري أن الأخير لديه دور بهذا الموضوع”.
وأردف الدر، “الفريق الذي يسمي نفسه معارضة من الدكتور جعجع وبعض قوى التغيير يعرفون انهم لا يمكنهم ايصال ميشال معوض ولا من يشبهه والفريق الاخر يعرف أنه بدون التفاهم لا يمكنه إيصال رئيس للجمهورية لذلك الجميع محكوم بالتفاهم”.
وزاد قائلاً “نصيحة الى القوات اللبنانية حتى لا يفوتهم القطار والدكتور جعجع يعلم أنه عندما تتم التسويات الكبرى لا أحد يسأل عن الاخر، الولايات المتحدة تريد توظيف هذا التفاهم البحري بالانتخابات الأميركية وتريد تعويض أوروبا، الأميركي يتمنى أن يجلس مع حزب الله وكذلك السعودية للوصول الى تسوية ما وعندما تنضج هذه الظروف لن يسألوا عن جعجع ولا غيره”.
وأكمل، “يجب الوصول الى اسم مفتاح، سليمان فرنجية بما يملكه من شخصية ومن علاقات يمكنه أن يلعب هذا الدور بالداخل والخارج، على كل الافرقاء اللبنانيين أن يلاقوا السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري وحتى الرئيس عون وكل من يدعو الى الحوار يجب أن يلاقى في منتصف الطريق”.
ورداً على سؤال عن لقاء باسيل وبري أجاب الدر “الوزير باسيل بعد الهجوم على بري وبعد أن كان يريد إلغائه من المشهد السياسي وبدو يكسر راسو وبعد أن اقنع الجمهور العوني أن بري لم يسمح للعهد بأن ينتج وينجز رأيناه ذهب الى الرئيس بري شخصياً وكان ودوداً كثيراً ويريد فتح صفحة جديدة، نتمنى لو تصرف هكذا عام 2016 وتعاطى مع كل اللبنانيين بهذه الطريقة لما وصل هو والعهد ونحن الى هنا”.
ودعا الدر باسيل الى أن “يعتذر من جمهوره الذي علق على زيارته لبري، وانقلابه فجأة اليوم على ما قاله سابقاً، يجب أن يوضح لجمهوره.