31 تشرين على الأبواب… الحرس العوني يُجهز نفسه!
قبل أسبوع غرّد مسؤول في التيار الوطني الحر عبر تويتر داعيا جماهير التيار الى التوجه نحو القصر الرئاسي في بعبدا والجلوس هناك تضامنا مع الرئيس ميشال عون في ظل الحملة التي يتعرض لها .. ما هي الا دقائق حتى حذف المسؤول تغريدته بعد تلقيه اتصالا من رئيسه يطلب منه تخفيف حدة الخطاب مراعاة للظروف التي نمر بها والتي لا تحتمل التهديدات وابقاء السيناريوهات التي تُدرس داخل الاروقة الحزبية بعيدا من الاعلام الى حين اتخاذ القرار النهائي بها.
هذه التغريدات تعكس المسار العام للتيار بعد خطاب رئيسه جبران باسيل والذي أكد قبل أشهر قليلة أن التيار سيرد الصاع صاعين ولن يسكت على أي موقف جارح بحقه، وقد لمسنا ذلك مع نائب رئيس التيار منصور فاضل حيث التقطته عدسات الكاميرا وهو يرد مع مرافقيه بضرب اشخاص من الحراك كانوا اعترضوا لفظيا على فاضل داخل بعض المطاعم وفي احدى المولات.
هذا التوجه العلني للرد، كان حضر في اجتماعات الهيئات الحزبية في المناطق حيث تم عرض الواقع بعد نهاية العهد وما يمكن ان يتعرض له المحازبون والمقربون من التيار من حملات كلامية أو جسدية وكيفية الرد عليها في حال تغيرت الامور داخل الدولة وتحديدا في بعض الاجهزة التي يقول التيار إنه “يمون عليها”. أكثر من تصور وُضع ضمن الهيئات الحزبية للتعامل مع الاستفزازات التي قد تطرأ بعد 31 تشرين، بعض الاجنحة المندفعة داخل التيار دعا الى الرد بالمثل على كل مستفز ولو وصل الامر الى استعمال السلاح ضد من يوجه بندقيته على اعضاء الهيئة أو يُطلق “زعرانه” على المسؤولين في المناطق. فبرأي هؤلاء ان السكوت يعني ضعفا والتيار الذي اختبر على مدى سنوات العهد “القوة” في التعاطي مع الاطراف لن يتنازل عن أي حق من حقوقه وعليه أن يُدافع عنها بكل قوته ولو اقتضى ذلك الدخول بمواجهة مباشرة مع الخصم. ويُصوب هذا الجناح مباشرة على عناصر القوات اللبنانية الذين قد يتحركون في المناطق حيث يتواجد التيار في محاولة لاستفزاز العناصر وسعيا لاقتحام المراكز الحزبية التي عليها أن تكون مستعدة للمواجهة بكافة الوسائل المتاحة منعا لتكرار سيناريو العام 2019 عندما انكفأ التيار بقرار من رئيسه وامتنع عن الرد بالشارع في المرحلة الاولى قبل أن يعود ويواجه في عدد من المناطق ومنها جل الديب حيث استُعمل السلاح من قبل أحد المناصرين بوجه المتظاهرين.
لا مساومة على مسيرة الرئيس عون يؤكد بعض المؤيدين لهذا الجناح، ويشير هؤلاء الى أن الحرس القديم المُدَرب عسكريا قادر بدوره على الامساك بالساحة، ويُلَمح البعض منهم الى سيناريو المكوث في قصر بعبدا الى جانب الرئيس ميشال عون في حال وصلنا الى الحادي والثلاثين من تشرين الاول ولم يكن هناك حكومة جديدة قادرة على تسلم الصلاحيات الرئاسية، أو طرأ أي جديد على الساحة اللبنانية يدفع بالرئيس عون الى البقاء على سدة الرئاسة الاولى الى حين اعادة الوضع الى طبيعته، وفي هذه الحالة قد يلجأ التيار الى سيناريو “الزحف الشعبي نحو قصر الشعب”، ولو ترتب على ذلك ظهور شارع مقابل رافض لبقاء عون.
تضع قيادة التيار كل الاحتمالات وتتصرف مع المدة الفاصلة عن 31 تشرين الاول على قاعدة “كل يوم بيومه”، حتى الرئيس ميشال عون اشترط الخروج من القصر ومغادرته اذا كان اليوم الاخير “طبيعيا” وهي كلمة تحمل الكثير من التأويلات والتفسيرات التي يأخذها الطرف الآخر على محمل الجد ويبني التيار الكثير من الاجتهادات ليتصرف على أساسها.
ليبانون فايلز